للهلال الخصيب.. والخليج في المعبر «نصيب»!
تعوّل دول الهلال الأردن ولبنان وسورية والعراق .. والخليج العربي على انتعاش اقتصاداتها عقب استعادة سورية معبر نصيب على الحدود مع الأردن والذي بقي مغلقاً منذ اندلاع العدوان في الدولة السورية.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة «الرأي» الأردنية، أن الأردن يُعدّ من أولى الدول التي تضرّر اقتصادها بشكل كبير، إذ يصف الصناعيون والزراعيون وممثلو العديد من القطاعات الأردنية معبر نصيب الحدودي بـ «الرئة الشمالية للأردن».
وأضافت الصحيفة أن انسداد هذا الشريان التجاري، خلق أزمة اقتصادية لكل من سورية والأردن لاعتمادهما على الممرات البرية في التبادل التجاري وانسياب البضائع، إضافة إلى الحركة السياحية والنقل بين البلدين، فضلاً عن ربطه إياهما ببلدان الخليج العربية ودول شرق آسيا وأوروبا.
وعبّر رئيس صناعة الأردن عدنان أبو الراغب لجريدة «الرأي» الأردنية عن تفاؤله بعودة المعبر إلى سيطرة الجيش السوري، وإنهاء الاضطرابات التي شهدتها سورية وتحمّل الأردن جزءاً كبيراً منها على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وأوضح أبو الراغب أهمية هذا المعبر للطرفين في التبادل التجاري وإعادة الإعمار، خاصة أن الجانب السوري لديه ارتباط تجاري وثيق بالأردن بلغ 300 مليون دينار قبل نشوب الأزمة.
وبيّن أبو الراغب أن القطاع الصناعي يعوّل على فتح معبر نصيب بشكل كبير لتعويض الأضرار التي تعرّض لها والخسائر الكبيرة التي تحملها نتيجة ارتفاع الكلف وتوقف الصادرات إلى سورية وعبرها إلى لبنان وبقية دول أوروبا.
بدوره عبّر رئيس جمعية مصدّري الخضار والفواكه في الأردن زهير جويحان عن أمله في أن تسهم إعادة فتح المعبر في إنعاش القطاع الزراعي الأردني، مبيناً أن القطاع الزراعي يستفيد من المعبر بتصدير ما يقارب 250 ألف طن من الخضار والفواكه شتاء وصيفاً إلى أوروبا.
وقال مصدر حكومي مسؤول لموقع «الأردن24» إن عمّان تنتظر إعلان الحكومة السورية استعدادها لفتح المعبر، من أجل التنسيق حول بدء العمل عبره بشكل رسمي.
وفي لبنان تناقلت وسائل الإعلام، أن مسؤولين لبنانيين بدأوا بالتواصل مع الحكومة السورية، بعد بسط سيطرتها على معبر نصيب ، لإعادة تنشيط اقتصاد بلادهم واستئناف حركة صادراتها إلى أسواق دول الخليج العربية الحيوية، ما يخفف الكلفة على البضائع ويتيح عرضها بأسعار منافسة.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الزراعة اللبناني غازي زعيتر أن الاقتصاد اللبناني سينتعش، ولا سيما في قطاعي الزراعة والتصدير بعد استعادة الحكومة السورية المعبر، مشيراً إلى أنه سيجري الاتصالات اللازمة مع المسؤولين السوريين لتسهيل العلاقة بين البلدين ومرور الشاحنات اللبنانية.
ويعود فتح هذا المعبر بالفائدة على الجانبين السوري والأردني من خلال رفد خزينة البلدين، فضلاً عن أن ذلك سيؤدي إلى عودة حركة البضائع بين لبنان والأردن من جهة وبين لبنان والعراق ودول الخليج من جهة أخرى، لكون المعبر هو المنفذ البري الوحيد الذي يربط لبنان بالخليج.
معبر نصيب هو أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسورية، ويقع بين بلدة نصيب السورية في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، وهو أكثر المعابر ازدحاماً على الحدود السورية، حيث تنتقل عبره البضائع بين البلدين ودول الخليج.
ووصل عدد الشاحنات التي كانت تجتاز المعبر قبل نشوب الأزمة السورية في 2011 إلى 7 آلاف شاحنة يومياً.
وافتتح المعبر عام 1997، ويشمل 3 مسارات منفصلة، واحد للمسافرين القادمين وآخر للمغادرين بمركباتهم الخاصة أو وسائط النقل العمومية، وثالث مخصّص للشاحنات المقبلة والمغادرة، كما تحاذيه منطقة حرّة سورية أردنية مشتركة، ومرافق أخرى لخدمة المسافرين.