يستعرض المسائل التي سيناقشها مع بوتين ترامب: قد أكون قادراً على سحب بلادي من الناتو
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أنه سيناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أثناء قمتهما المزمعة في هلسنكي الأوضاع في سورية وأوكرانيا والتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية».
وقال ترامب في مؤتمر صحافي غير معلن أثناء قمة حلف الناتو في بروكسل: «أعتقد أنني أشارك في هذا اللقاء دون توقعات كثيرة. نريد توضيح الموضوع السوري. وسنطرح أيضاً سؤالكم المفضل حول التدخل ، أنا سأطرح هذا السؤال من جديد. كما سنناقش مسائل أخرى وسنتحدّث عن أوكرانيا».
وأضاف أنّه «من الممكن أن يرفض بوتين موضوع التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية»، مشيراً إلى أنه «ينوي طرح هذا السؤال بغض النظر عن ذلك ويدعو روسيا بألا تكرّر ذلك من جديد».
كما لم يستبعد الرئيس الأميركي مناقشة «مسألة وقف المناورات العسكرية الأميركية في بلدان البلطيق مع نظيره الروسي».
وفي حديثه حول القرم شدّد على أنّ «الوضع الحالي في شبه الجزيرة لا يروق له».
وأضاف: «قبل وقت بعيد من وصولي إلى هنا إلى هذا المنصب سمح الرئيس أوباما بحدوث ذلك. وقع ذلك أثناء رئاسته لا رئاستي».
وتابع: «هل كان من الممكن أن أسمح بذلك؟ لا. لكنه سمح بذلك. وكان ذاك قراره. ولا يمكنني القول ما الذي سيحدث في القرم لاحقاً. لكن الوضع بشأن القرم لا يعجبني».
كما أعلن «أنه يعتبر نظيره الروسي فلاديمير بوتين منافساً لا عدواً»، موضحاً أنّ «بوتين يمكن أن يصبح صديقاً له في ما بعد».
وتابع: «إنه منافس لي. كان لطيفاً معي أثناء لقائنا. وأنا كنت كذلك. وآمل بأن نصل إلى اتفاق. إنه يمثل المصالح الروسية وأنا أمثل مصالح بلادي. وهذه هي المنافسة وليست مسألة صداقة أو عداء».
على صعيد آخر، أعلن ترامب أنه «قد يكون قادراً على سحب بلاده من حلف الناتو، دون موافقة الكونغرس، لكنه لا يرى ضرورة لذلك»، رغم وصفه القمة بـ «الناجحة والرائعة».
ورداً على أسئلة الصحافيين حول ما إذا كان قادراً على سحب الولايات المتحدة من التحالف بإرادته الذاتية ومن دون موافقة الكونغرس؟ قال ترامب: «ربما أستطيع سحب بلادي من حلف الناتو دون موافقة الكونغرس، ولكن هذا ليس ضرورياً، فالناس اليوم أكثر نشاطاً من أي وقت مضى». وأضاف أنه «يثق بحلف الناتو».
ووصف الرئيس الأميركي قمة الناتو بأنها «ناجحة جداً» و»رائعة». وقال في مؤتمر صحافي عقب انتهاء أعمال القمة: «كانت قمة ناجحة للغاية، وهذان اليومان كانا رائعين. وفي النهاية، التأم شمل الجميع».
واعتبر ترامب من جهة أخرى، أنّ خط «السيل الشمالي -2» لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا سيكون «أقل إشكالية بكثير إذا قام الناتو بتحسين العلاقات مع روسيا».
وانتقد ترامب أول أمس، اتفاق الطاقة بين برلين وموسكو، وقال خلال وليمة عمل مع الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، قبل القمة، «إن روسيا تسيطر على ألمانيا من خلال موارد الطاقة». وأضاف «أعتقد أن برلين – رهينة بيد موسكو، لأن ألمانيا تتلقى أكبر قدر من الطاقة من روسيا».
في المقابل، ردت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على بيان الرئيس الأميركي، مشيرة إلى أن «بلادها يمكنها أن تقرّر بنفسها سياستها المستقلة الخاصة».
وفي الشأن الدفاعي، أعلن ترامب، «أنّ الدول الأعضاء في الناتو تعهدت برفع نفقاتها الدفاعية بشكل غير مسبوق».
وقال ترامب: «حققنا تقدماً ملموساً. الجميع اتفقوا على زيادة حجم اشتراكاتهم إلى مستويات ما كانت لتخطر ببال أحد سابقاً»، مضيفاً أنّ «دول الحلف رفعت خلال السنة الماضية إنفاقها العسكري بمقدار 33 مليون دولار».
وطالب ترامب شركاء واشنطن في الناتو مراراً بـ «زيادة نفقاتهم على الدفاع المشترك»، معبراً عن «استيائه إزاء تحمل بلاده حصة الأسد من أعباء تمويل الحلف».
يذكر أنّ في قمة الناتو في أيلول عام 2014 قطع قادة دول الحلف على أنفسهم تعهّداً بـ «المضي نحو زيادة النفقات الدفاعية بواقع 2 من إجمالي الناتج المحلي في غضون 10 سنوات». وحتى الآن لم ينفق على الأغراض الدفاعية أكثر من 2 سوى ثمانية من أعضاء الحلف الـ29، في حين تبلغ الميزانية العسكرية في الولايات المتحدة نحو 3.58 من إجمالي ناتجها المحلي.
وعود الحلفاء
فيما وافق الشركاء الأوروبيون على مطالب ترامب، مع أنّ وعودهم تبدو إما «مؤجلة» أو «مبهمة ومنقوصة» نوعاً ما.
فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ «بلاده سترفع إنفاقها العسكري ليصل 2 من الناتج المحلي بحلول عام 2024، أي بعد 5 سنوات»، مضيفاً «أن هذا المؤشر سيبلغ 1.8 خلال العام الحالي».
مع ذلك، قال ماكرون «إنه لا يعتبر اقتراح ترامب زيادة النفقات العسكرية لكل دول الناتو إلى مستوى 4 ، فكرة جيدة».
بدورها، أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن على بلادها «عمل المزيد في ما يتعلق بالإنفاق العسكري»، مضيفة «أن برلين تسير في هذا الطريق، وأن ذلك يتوافق مع مصالحنا الذاتية».
وأشارت ميركل إلى أن «قمة بروكسل شهدت مناقشة حادة جداً بخصوص النفقات العسكرية بعد مطالبة ترامب بتقاسمها على نحو أكثر عدلاً، إلا أنّ الجميع أكدوا التزامهم الواضح بحلف الناتو».
مع ذلك، أفادت وكالة «د ب أ» الألمانية، بأن «ميركل رفضت التعهّد برفع الإنفاق العسكري بالقدر الذي تطالب به واشنطن، حيث تخطط الحكومة الألمانية إلى زيادتها لتبلغ 1.5 فقط بحلول عام 2024».