أعداؤنا؟

ما أتعس الذين لا يبصرون مواقع أقدامهم..

هي تضع الصِباغ على شعرها وعلى حسابها، فلم تحاسبها! إن لم تتمكن من صبغ شعرك فلتصمت عمن يضعه، اصمت لتخفي سواد قلبك وصفار أسنانك معاً! عدونا واحد هوالحقد. هي تضع شعراً مستعاراً اشترته من حسابها، فلم تحاسبها! قد يكون بسبب علاجها الكيماوي أوإثر أنيما حادة أوغيرها من الأمراض ستجرحها، لواستنطقتها لترضي حشريتك ، عدونا واحد هو الفضول.

هو يستفتح التعارف بأسئلة تحديد المستوى الاجتماعي أوبحشر معلومة قرابته لشخصية ذات حيثية بلا داعٍ تكسباً من مكانة الآخرين أو للتعكّز على نجاحاتهم، عدونا واحد هوالتفاخر.

هي بشرتها أفتح من بشرتي، بيتها أوسع من بيتي، أولادها هادئين قياساً بأولادي، مواعيد دوامها أفضل من عملي . يتناسون نعم الله عليهم فيما يركزون على نعم سائر الخلق، عدونا واحد هو الحسد.

يقلّلون المسافات بل يضيقونها حدّ العدم، ويتناسون أن للبيوت حرمات، لا يمارسون عادة أخذ موعد قبل الزيارة، متعكّزين على شعار العشم أو القرابة أوغيره، عدونا واحد هو اللا مبالاة.

هو يغير رأيه أكثر من مرّة ضمن سياق الحديث الواحد، ضبابي في فمه سم التمساح وفي عينيه دمعة، عدونا واحد هو التلوّن.

هي تضع النقاب أولاً تضعه، تساير الموضة أولاً تسايرها، لا داعي لاتهامها بالداعشية أو بالفجور، ولا داعي لنصائح على شاكلة حجبي قلبك الأول لا أحد يدري خبايا الظروف والضغوط التي مورست عليها، إن فشلنا في تعامل إنساني ناجح، فلا أقل من تعاطي إنساني غير مؤذٍ، عدونا واحد هوالتربّص بالآخرين.

هو ألحق أبناءه بجامعة خاصة، ولديه فيلا في كسب. هل سرق من دخلك؟ هل انتقص من راتبك؟ بالطبع كلامنا ليس موجّه لأصحاب المقامات الرفيعة، لا تطعن في فيلته، حتّى لا يطعن الأفقر منك في شقتكـ عدونا واحد هو النفسنة.

هو فشل في دراسته، وعمل في التجارة وهوالآن يملك الكثير من المال رغم أنه لا يعرف ماذا تعني كلمة مال في اللغات الأجنبية . لك ألّا تزوجه من ابنتك، لك الّا توظفه في مصنعك أومعملك، لكن كفّ لسانك عن المزيد من التشويه في سمعته فهومن دفع فاتورة فشله الدراسي، تذكر وعد الله للهمزة، اللمزة، تذكر أنّ ما تقول سيدون بصحيفتك، عدونا واحد هوأكل لحوم البشر نيئة، الغيبة.

إذا بقينا هكذا فنحن مصمّمون على أن نكون كبقعة زيت عنيدة، لن يفلح الرافدون في تنظيفها ولن تجدي معها سائر المنظفات القوية، كون الوسخ عالقاً بالقلب والعقل معاً.

صباح برجس العلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى