أحزاب وجمعيات حيّت المقاومة بذكرى حرب تموز: الثلاثية أثبتت جدواها وحققت الانتصار
حيّت أحزاب وجمعيات المقاومة لمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة لانتصارها في حرب تموز 2006 على العدوان الصهيون الغاشم وداعميه.
وفي هذا الإطار، رأت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع في بيان صادر عنها «أن تلك الحرب ببطولاتها ودلالاتها ونتائجها ارتقت إلى مصاف الملحمة الوطنية الكبرى، مكرّسة بالدم والتضحيات الجسام ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة كركيزة راسخة من ركائز النصر».
وأضافت «في المقابل تدنّت وتراجعت وظيفة الكيان الصهيوني الاستراتيجية، من عصا غليظة لتأديب وإذلال العرب إلى أقل من قشة هشة، بعد أن تداعت وتعرّت جبهته الداخلية واهتزّت هيبته الكاسرة أمام بطولات المقاومة وتكتيكاتها وتضحياتها وأساليب قتالها الرادعة، من خلال تعطيل قدرات العدو في البر والبحر والانتكاس المعنوي المهين للجندي الصهيوني المذعور في الميدان، ما وضع الكيان المصطنع برمّته أمام الأسئلة الوجودية الصعبة والقاتلة لأول مرة منذ قيام دولة الاغتصاب على أرض فلسطين السليبة».
وحيّا اللقاء «قائد المقاومة السيد حسن نصر الله حفظه الله وأعزه ونصره على من عاداه، ولرجال الله الأبطال في ساح القتال جنباً الى جنب مع ابطال الجيش السوري، ضد العصابات التكفيرية الصهيونية وداعميها من الأعراب والأغراب».
بدوره، حيّا الحزب الشيوعي اللبناني، في بيان «كل الشهداء الذين سقطوا في هذه الملحمة البطولية من تاريخ المقاومة، شهداء الحزب الشيوعي اللبناني الذين سقطوا في هذه المعركة في بلدتي صريفا والجمالية، وشهداء المقاومة الإسلامية، والجيش اللبناني وكل القوى والمؤسسات الإعلامية والصحية والاجتماعية، وشهداء شعبنا اللبناني الذين وقفوا إلى جانب المقاومين والنازحين في كل المناطق اللبنانية، الذين قدموا أرواحهم أطفالاً ونساءً وشيوخاً في مواجهة الإجرام الصهيوني ووحشيته».
وقال «لقد كان ذلك العدوان الصهيوني، المدعوم من دول غربية وأنظمة رجعية عربية، مع تواطؤ داخلي، يهدف إلى ضرب قوى المقاومة تمهيداً لمصادرة القرار الوطني اللبناني وربطه بدوائر التخطيط الغربي الإمبريالي، والذي تصدّت له كل القوى المقاومة، جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني، وسطروا بالدم أروع الملاحم البطولية والتي تمّت بنتيجتها هزيمته».
ودعا إلى «العمل لتمتين مسار المواجهة المشتركة كما كانت في حرب تموز، من أجل الحفاظ على مكتسبات التحرير والصمود والتضحيات التي قدمت، ولحماية لبنان من المخاطر المحدقة به من الخارج والداخل أيضاً، لفتح آفاق التغيير من النظام السياسي الطائفي الذي يشكّل بحكم تبعيته، إحدى أدوات المشروع الإمبريالي التي يستند إليها في توليد الانقسامات المذهبية والطائفية لتحقيق أهدافه في السيطرة على لبنان».
كما دعا إلى «بناء مقاومة عربية شاملة للتحرر الوطني، في مواجهة المشروع الإمبريالي في المنطقة وأدواته من أنظمة عربية رجعية وتابعة، والهادف إلى تفتيت المنطقة وشعوبها إلى كيانات طائفية ومذهبية، وإلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن كحلقة من حلقات هذا المشروع».
من جهته، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن حرب تموز «أكدت أن شراكة الجيش والشعب والمقاومة مصلحة استراتيجية وطنية، لذلك ما تمّ تحقيقه بالمقاومة لن نقبل خسارته بالسياسة والتفريط الحكومي، وهو ما يجب أن يتحوّل نصراً وطنياً وشراكة حكومية على قاعدة حماية لبنان لا بيعه إقليمياً أو دولياً، وهذا ما يفترض أن يترجم حكومة وفاق وطني».
ورأى «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان أن «المعركة مع العدو الصهيوني مستمرّة رغم كل محاولات حرف البوصلة وأخذ الأمة باتجاه حروب وصراعات تبعد عنه خطر الزوال الذي هو أمر حتمي ومتوقع في وقت لم يعد بعيداً».
وأكد التجمع أن «ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي حققت لنا انتصار تموز هي الاستراتيجية التي أثبتت جدواها وفعاليتها والتي تكرست في الحرب على الإرهاب التكفيري، لذا فإن النقاش يجب أن يكون في كيفية تكريسها لا البحث عن استراتيجيات أخرى لنجربها».
واعتبر أن «الصراع مع العدو الصهيوني في المنطقة يجب أن يستمرّ وأن لا يُلهينا عنه شيء، لأن كل مصائبنا هي من هذا العدو، لذا فإن دعم المقاومة والانتفاضة في فلسطين المحتلة هو خدمة للمصلحة اللبنانية، لأنها تساهم في إبعاد هذا العدو عن التعدّي علينا، وعليه فإننا نؤكد ضرورة تلبية دعوة الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار ضمن فعاليات الأسبوع 16 في هذا الحراك النضالي السلمي».
ووصف رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود انتصار تموز بأنه «انتصار تاريخي في وجه العالم كله، من موّل وأمر ونفذ باء بالفشل بصمود المقاومة وبطولة قائدها وحنكته وتضامنها مع الشعب والجيش، فمن يريد أن يقوم بعمل جيد يستطيع أن يفعل حتى لو كان مكبّلاً».
وتوجّه رئيس «تيار صرخة وطن» جهاد ذبيان «بتحية العزّ والنصر الى قائد المقاومة السيد حسن نصرالله والى المجاهدين الأحياء منهم والشهداء، وهم الذين صنعوا في مثل هذه الأيام قبل إثني عشر عاماً ملاحم العزة والبطولة، فهزموا عدواً كان يظنه البعض لا يُقهر».
وأشار إلى أن ذكرى العدوان «تأتي هذا العام، والطبقة السياسية في لبنان تتلهّى بالصراع على الحقائب الوزارية، بينما العدو لا يزال يعمل على تحصين جبهته الداخلية، بعدما استخلص العبر من تلك الحرب التي شنها على لبنان، وخرج منها مهزوماً ذليلاً».
وسأل «هل يُعقل أن تغرق مختلف القوى السياسية في سوق عكاظ التويترية من أجل حقيبة هنا أو وزارة هناك، في ما يشبه التخلي عن عوامل قوة لبنان التي تتجلى بتعزيز وحدته الوطنية، وتضرب الطبقة السياسية بعرض الحائط كل الأخطار الأمنية والاقتصادية التي تتهدد لبنان وشعبه، فهل بات المواطن رخيصاً إلى هذه الدرجة في هذا البلد الذي تمعن الطبقة السياسية فيه، بعقد الصفقات خدمة لمشاريعها الخاصة بعيداً عن مصالح الوطن والمواطن؟».