الخشية الإسرائيلية من الحرب على جبهتين.. والخطأ الاستراتيجي القاتل!
محمد صادق الحسيني
بعد تأنيب وتعنيف وزير الدفاع الروسي شويغو لوزير الحرب الإسرائيلي والحارس الليلي السابق في أحد ملاهي موسكو واستدعاء واشنطن لرئيس هيئة أركان حكومة نتن ياهو المتخبطة وتحذيرها من أي رد فعل غير محسوب على زحف الجيش العربي السوري وحلفائه في الجنوب السوري لتطهيره كاملاً من المجموعات المسلحة الارهابية، تعيش القيادة الإسرائيلية تخبطاً كبيراً في توجهاتها المستقبلية، هل تقبل بالفشل الاستراتيجي على هوان وتدس رأسها بالتراب وكأن شيئاً لم يكن أم تخرج الى جبهة غزة الرخوة في الظاهر، لكنها المتحركة كرمال شواطئ شباب طياراتها الورقية!…
بين هذا وذاك وتعليقاً على موجة التصعيد العسكري الإسرائيلي الحاليّة ضد قطاع غزة، قال احد كبار ضباط الأركان الإسرائيلية، طالباً عدم ذكر اسمه، لأحد الصحافيين الاستقصائيين ما يلي :
إن الجيش الإسرائيلي قد ارتكب خطأً فادحاً، عندما سمح لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، سنة 2013، بالتدخل في سورية دعماً للرئيس بشار الأسد، ما أدى الى وصول قوات الجيش السوري وحزب الله والقوات الإيرانية الى حدود الجولان، كما هو الحال اليوم وبروز تهديد مباشر وخطير لأمن «إسرائيل».
إن هذا التهديد المباشر، على الجبهة الشمالية، هو مَن يجعل الجيش الإسرائيلي مكتوف اليدين على الجبهة الجنوبية وغير قادر على زيادة التصعيد ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة هناك. وذلك بسبب حجم التهديد والتحديات الأكثر خطورة والتي تواجهه على الجبهة الشمالية. الأمر الذي سيضطره للقتال على جبهتين في آن واحد إذا تدحرجت الأوضاع الى مواجهة أوسع مع قطاع غزة .
اعتبر احد الجنرالات الأوروبيين، المختصين في تدريس مادة اسمها: «حدود القوة»، في جامعات أوروبية عدة، ان هذا الكلام هو ترجمة للواقع ويعكس محدودية قوة الجيش الإسرائيلي، بمعنى محدودية الفعل والتأثير لقوته العملاقة، بسبب خلل فادح في طريقة التفكير والتخطيط الاستراتيجيين لدى الخبراء العسكريين الإسرائيليين المعنيين بذلك .
أي بسبب عجزهم عن التخطيط في إطار تصوّر شامل، لموازين القوى في دوائر الفعل المحيطة بهم محلياً وإقليمياً ودولياً. الأمر الذي أسفر عن دخولهم في أزمة استراتيجية حقيقية في الوقت الحالي، ما جعل من تفوقهم العسكري في مجال الاسلحة، بمختلف صنوفها، بلا محتوى حقيقي، اذ ان لديهم رصيداً عسكرياً ضخماً دون المقدرة على استثماره لتحقيق أهداف «إسرائيل» السياسية. وهو ما يعني فشلاً سياسياً مدوياً للسياسيين والعسكريين الإسرائيليين من الصعب تلافيه او مواجهة تداعياته دون دفع الأثمان التي ستترتّب على هذا الفشل .
إنه الخطأ الاستراتيجي القاتل.
بعدنا طيبين قولوا الله.