بغداد: التظاهرات الاحتجاجية تدخل أسبوعها الثاني.. وتشديد أمني خشية انتقالها إلى العاصمة
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن الدولة عندما تستجيب لطلبات المواطنين فذلك قوة وليس ضعفاً.
العبادي وخلال لقائه الوزراء والقادة الأمنيين أكّد أن العراقيين لا يقبلون بالفوضى والاعتداء على القوات الأمنية، لافتاً إلى أنّ إخراج التظاهر السلميّ عن سياقاته محاولة لإرجاع البلد الى الوراء، موضحاً أنه يجب التصدّي لمن يحاول الاعتداء على ممتلكات الدولة.
كما أوضح العبادي أنه يجب على القوات الأمنية حماية مقارّ الأحزاب لأنها جزء من مؤسسات الدولة ووجّه الأجهزة الأمنية بعدم استخدام السلاح لمواجهة المواطنين.
وكان العبادي أكد ان الشعب العراقي من حقه أن يطالب بحقوقه، فيما دعا القوات الأمنية الى المساهمة بدعم حملة البناء والإعمار. وقال في كلمة خلال زيارته المقر العام لهيئة الحشد الشعبي «ندعو القوات الأمنية التي حققت النصر والامن بوحدتها الى المساهمة في دعم حملة البناء والإعمار». واضاف العبادي، أنه «من حق الشعب ان يطالب بحقوقه وتحسين الخدمات ومن واجبنا تلبيتها والاستجابة للمطالب التي تتم بطريقة سلمية وعزل المسيئين».
وفي السياق، أكّد المتحدّث باسم كتائب حزب الله العراق جعفر الحسيني أنه من حقّ الشعب أن يتظاهر للمطالبة بحقوقه.
واتّهم الحسيني مثيري الشغب في التظاهرات بأنهم يتحرّكون بإيعاز من واشنطن والسعودية لحرف المطالب الشعبية عن مسارها، مشدداً على أنّ وظيفة الحكومة العراقية توجب عليها حماية الممتلكات العامّة والمؤسّسات الرسمية والمواطنين.
وأضاف أنّ الاحتلال الأميركي لعب دوراً رئيسياً في منع الحكومات العراقية من استكمال تنفيذ المشاريع الخدمية أثناء فترة وجوده في العراق.
هذا وقتل اثنان من المحتجّين في اشتباكات مع قوات الأمن في بلدة السماوة فيما تستمرّ لليوم الثامن على التوالي تظاهرات الاحتجاج في عدد من مدن جنوب العراق.
وفي البصرة قُتل شخص وجرح ثلاثة آخرون، يوم أول أمس الأحد، حيث أفادت وسائل إعلام عراقية بأن وزير الداخلية قاسم الأعرجي أقال قائد شرطة النجف وكلّف اللواء علاء غريب إدارة شؤون مديرية شرطة المحافظة.
وبالتزامن، أعلنت شركات خطوط جوية وقف رحلاتها إلى النجف.
إلى ذلك، تفرض السلطات الأمنية العراقية، منذ مساء الأحد، إجراءات أمنية في بغداد، حيث كثفت من انتشار رجال الأمن ونصبت السيطرات المؤقتة المعروفة بالعراق باسم المرابطة ، خشية نقل احتجاجات الجنوب.
وشوهد انتشار كثيف لرجال الأمن وقوات مكافحة الشغب بالقُرب من ساحة التحرير وسط بغداد، والتي تعتبر عنواناً أساسياً لكل التظاهرات التي خرجت ضد الحكومات العراقية التي أعقبت نظام صدام حسين عام 2003.
وبحسب مصدر أمني فإن «الأجهزة الأمنية والعسكرية في العراق دخلت أقصى حالات الإنذار، خشية أن تشهد محافظات ومدن أخرى الاحتجاجات ذاتها التي تشهدها المحافظات الجنوبية، خاصة ما حدث في البصرة».
وأضاف المصدر «من المتوقع أن تخرج تظاهرات خلال اليومين المقبلين في بغداد، ومن ضمن خططنا حمايتها والعمل على اعتقال الذين يثيرون الفوضى ويعتدون على المؤسسات العامة».
على صعيد آخر، أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، أمراً ديوانياً بترقية ضباط وزارتي الدفاع والداخلية مستحقي الترقية لجدول تموز/ يوليو.
وقال مركز الإعلام الأمني في بيان إن رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أصدر أمراً ديوانياً بترقية ضباط وزارتي الدفاع والداخلية مستحقي الترقية لجدول تموز/ يوليو 2018.
وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، أصدر في 8 كانون الثاني/ يناير 2018، أمراً ديوانياً بترقية ضباط وزارة الداخلية مستحقي الترقية في جدول 9 كانون الثاني/ يناير 2018.
من ناحية أخرى، وبعد تمدد التظاهرات في مناطق عراقية عدة، وجه العبادي دعوة إلى القوات الأمنية التي حققت النصر والأمن بوحدتها إلى المساهمة في دعم حملة البناء والإعمار.
وقال العبادي في تصريحات للتلفزيون العراقي الرسمي «من حق الشعب أن يطالب بحقوقه وتحسين الخدمات ومن واجبنا تلبيتها والاستجابة للمطالب التي تتم بطريقة سلمية وعزل المسيئين».
كما صرّح القائد العام للقوات المسلحة خلال زيارة قام بها إلى المقر العام لـ»هيئة الحشد الشعبي» بأن القوات لم تقاتل عصابة «داعش» التي احتلت المدن وهددت كل العراق إلا من أجل دفع الضرر عن الشعب وتوفير حياة آمنة مستقرة وخدمات تليق بجميع العراقيين.
من المهم التذكير بأن معظم المحافظات الوسطى والجنوبية في العراق تشهد تظاهرات غاضبة تطالب بتحسين الواقع الخدمي لاسيما فيما يخصّ الكهرباء والماء والخدمات الأخرى، فضلاً عن توفير فرص عمل.