وزارة الصحة تكشف عن 8 قتلى و56 مصاباً بين المدنيين و260 شرطياً منذ بداية الاحتجاجات.. وتحذير من «دعوات مشبوهة من خارج البلاد»

كشف مصدر سياسي عراقي مطلع، أمس، عن وجود تريث في عمل اللجان المفاوضة بخصوص التحالفات السياسية في العراق، إلى ما بعد انتهاء التظاهرات في البلاد.

وقال المصدر وهو عضو في لجنة تفاوضية «منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد قبل عشرة أيام، تراجعت اللقاءات والمفاوضات والاجتماعات بين الكتل السياسية، وعملت أغلبها على التريث في اتخاذ أي قرار لحين انتهاء الاحتجاجات».

وأضاف: «توقفت المفاوضات بشكل شبه كامل، وما هو موجود الآن هو عمليات تواصل وتنسيق لا أكثر، ولن يكون هناك أي قرار أو أي موقف قبل انتهاء التظاهرات».

ويشهد العراق احتجاجات واسعة بدأت قبل أسبوع من محافظة البصرة، وامتدت لاحقاً إلى مناطق أخرى ذات الأكثرية الشيعية جنوبي البلاد، منها المثنى وميسان والديوانية وذي قار، ويطالب المتظاهرون بتوفير الخدمات العامة الأساسية مثل الماء والكهرباء وفرص العمل ومحاربة الفساد.

واتخذت الحكومة قرارات لاحتواء الاحتجاجات من بينها، تخصيص وظائف حكومية وأموال لمحافظة البصرة، فضلاً عن خطط لتنفيذ مشاريع خدمية على المدى القصير والمتوسط.

وفي السياق، كشف وزارة الصحة العراقية، عن مقتل ثمانية عراقيين وإصابة 56 آخرين خلال الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ 8 تموز/يوليو 2018، على تردي الخدمات والكهرباء.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، في مؤتمر صحافي، أمس، إن الاحتجاجات خلفت، منذ بدايتها في 8 تموز/ يوليو، ثماني وفيات توزعت كالتالي: قتيلان في البصرة، ومثلهما في النجف، وثلاثة في السماوة، وواحد في كربلاء.

وأضاف أن «أكثر من 90 في المئة من المصابين إصاباتهم طفيفة، وهناك 56 مصاباً في المستشفيات، حالة 7 منهم خطرة ويتلقون العلاج اللازم في مؤسسات الصحة».

وكانت قيادة العمليات المشتركة في العراق أعلنت، أن أكثر من 260 شرطياً أصيبوا جراء الاحتجاجات في البلاد، مؤكداً أن قوات الأمن وُجهت بعدم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.

وقال المتحدث باسم القيادة، العميد يحيى رسول، خلال مؤتمر صحافي، إن «القوات الأمنية تتعامل بكل حكمة مع المتظاهرين»، مشددا على «ضرورة عدم الانجرار وراء من يحاول الاصطدام مع القوات الأمنية».

وأضاف أن «التوجيهات تضمنت عدم استخدام الرصاص الحي مع المتظاهرين»، مشيراً إلى أن «عدد الإصابات بين صفوف القوات الأمنية في التظاهرات بلغت 262 إصابة بين ضباط ومنتسبين ومراتب، بينهم 6 في حالة حرجة و30 ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات».

وبشأن الموقف في المحافظات العراقية أول أمس الاثنين، أكد رسول أن «محافظتي النجف وبابل شهدتا استقراراً أمنياً دون أي تظاهر»، لافتاً إلى أن «الحياة عادت إلى ميسان وكربلاء».

وتابع أن «ذي قار شهدت أربع تظاهرات انتهت دون الاحتكاك مع القوات الأمنية»، موضحاً أن «بغداد شهدت تجمعاً في منطقة البلديات، وتم التعامل معه وفضه، إضافة إلى تجمع آخر في الشعلة وتعاملت القوات الأمنية معه بحكمة».

ولفت رسول إلى أن «المثنى لم تشهد أي تظاهرة»، أما في البصرة فكان هناك اعتصامان «الأول قرب حقل القرنة والآخر قرب محطة السيبة الغازية، وتم الانتهاء من أحد الاعتصامات».

وكشف قائد شرطة ديالى، اللواء فيصل العبادي، أمس، عن وجود ما سماها «دعوات مشبوهة» للتظاهر من دون ترخيص رسمي، مشيراً إلى أنها تبث نشاطها من خارج البلاد.

وقال العبادي، في حديث صحافي، إن «الساعات 72 الماضية شهدت زخماً واسعاً في دعوات التظاهر في مناطق عدة من ديالى والتي كانت تحث الشباب على عدم الاستجابة للتحديات الأمنية والخروج دون ترخيص رسمي وفق القوانين».

وأضاف العبادي أن «أغلب المواقع التي كانت تبث دعوات التظاهر لشباب ديالى كانت من خارج المحافظة والبعض من خارج حدود البلاد ما يثير علامات استفهام حيالها».

وأضاف المسؤول الأمني أن «أغلب النخب الشبابية أدركت خطورة تلك الدعوات المشبوهة من خلال عدم الاستجابة لها والعمل وفق إطار السلمية في أخذ الموافقات لأي تظاهرة مع التنسيق مع القوى الأمنية لحماية أي تظاهرة تخرج في أي منطقة».

وتشهد بعض المدن والمحافظات في العراق، منذ أيام عدة، مظاهرات احتجاجية تطالب بتحسين الخدمات العامة وتوفير المياه والكهرباء والقضاء على البطالة ومكافحة الفساد في دوائر الدولة، حيث شابت التظاهرات أعمال شغب واعتداءات أدت إلى سقوط مصابين وقتلى وإلحاق أضرار بممتلكات الدولة. وتتهم السلطات العراقية «محرضين» بتصعيد التوتر في البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى