بدء جمع محصول التبغ في عكار
باشر مزارعو التبغ والتنباك في محافظة عكار جمع محصولهم لهذا العام، آملين أن يحظى بالتسعيرة الجيدة من قبل إدارة حصر التبغ والتنباك «الريجي»، وبأن تعوّض عائدات هذا الموسم خسائر زراعاتهم الأخرى، نتيجة المضاربات وتهريب المنتجات الزراعية والاستيراد الجائر في عزّ مواسم الإنتاج لبعض الأصناف الزراعية، وخاصة البطاطا وأنواع الخضار والزيتون والحمضيات والفاكهة والكرمة.
وأوضح أحد المزارعين للوكالة الوطنية للإعلام «أنّ واقع زراعة التنباك في عكار لا يختلف عن حال القطاع الزراعي في لبنان. إهمال، ارتفاع كلفة الإنتاج، وآلاف العائلات لا تزال تتمسك بنبتة الأمل، التي من مردود إنتاجها تبني بعض العائلات اقتصاديات عيشها»، آملاً «رفع عدد الرخص المعطاة لكي يتمكّن القسم الأكبر من المزارعين زراعة أراضيهم بالتبغ والتنباك، وأن تتحسّن الأسعار بما يتناسب وكلفة الإنتاج، وأن تسهّل عملية انضمام المزارعين إلى الضمان الاجتماعي».
ويصف مزارعو التبغ والتنباك في عكار الموسم الحالي بـ «الممتاز» لناحية الكمية والنوعية، مؤكدين أنّ زراعتهم باتت في خطر حقيقي نتيجة بقاء الأسعار على حالها، رغم ارتفاع كلفة إنتاج المحاصيل.
يُشار إلى أن زراعة التنباك والتبغ الدخان في عكار ما زالت تشغل مساحات زراعية لا بأس بها في سهل عكار وبعض المناطق الوسطية من عكار. وهي زراعة ما زالت تصنف «عائلية» بمعنى أنّ كلّ أفراد العائلة كباراً وصغاراً رجالاً ونساء، يتضامنون ويعملون في هذه الزراعة من غرس الشتلات الى عمليات الرش والتسميد والري والتفريخ، وصولاً إلى «كسح» النباتات و»تسطيحها» في الأرض لكي تجفّ تحت أشعة الشمس ثم يتمّ جمعها مع ساعات الفجر الأولى تحت الندى بعناية كبيرة كي لا تتمزق الأوراق، وتنقل إلى المنازل حيث تتمّ عملية التوريق وترتيب أوراق التنباك وجمعها وتسطيرها فوق بعضها البعض بأياد ماهرة وخبيرة في هذا المجال، ليُعاد تجفيفها ثانية وتقلب مراراً تحت أشعة الشمس لأيام عدة. ثم يتمّ جمعها من جديد وبعناية ليتمّ توضيبها بما هو معروف بالة وخزنها في أماكن غير رطبة للمحافظة على جودة التنباك بعيداً عن العفن لحين أوان تسليمها لإدارة «الريجي».
يُذكر أنّ نقابة مزارعي التبغ والتنباك لطالما نادت لإنصاف المزارعين العاملين في هذا القطاع ومساعدتهم ليتمكنوا من الإفادة من تقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.