ثقافة ثقافة
بلال رفعت شرارة
الآن انتهى المونديال وحمل آخر الفرق لاعبيه وجمهوره وغادر ليس أرض ملعب نهائيات كأس العالم فحسب، بل والبلد الذي استضاف المونديال.
الآن كذلك انتهت قمة هلسنكي بين الرئيسين بوتين وترامب ولم يظهر من خلال المؤتمر الصحافي المشترك ولا في طَي الكلام أنّ الرئيسين تطرّقا من قريب أو بعيد، ملامسة أو مشافهة إلى لبنان هما بحثا كلّ ما يتصل بالسلام السوري – السوري، السوري – «الإسرائيلي»، وأكدا فك الاشتباك وفق اتفاق 1974 وعلى مرجعية القرار 338 كحلّ للصراع السوري – «الإسرائيلي» في إطار أزمة «الشرق الأوسط»، واتفقا على مواصلة الحرب على الإرهاب الى درجة أنّ مقاتلات روسية قصفت الدواعش والنصرة في الأراضي السورية المحرّرة من فوق الأراضي السورية التي تحتلها «إسرائيل»!
ليس ذلك كله فحسب، بل ولبنانياً أزال الرئيس بري العربة من أمام الحصان وأطلق يوم الثلاثاء 18/7 إشارة انتخاب المجلس النيابي للجانه النيابية، ومن ثم فإنه لم يعُد يربط ميكانيكياً تشكيل اللجان بتشكيل الحكومة، ولو أنّ تشكيل الأخيرة كُشف عدم وجود موانع لبنانية مستحيلة أمام تشكيل الحكومة وترك على لوح مدرسة في عطلة مدرسية سؤالاً: لماذا وقد سقطت جميع الذرائع المحلية لا تشكل الحكومة حتى الساعة؟
مَن هو طرزان اللبناني الذي يستطيع أن يقطر البلد بسلسلة من وراء ظهره عَلى نحو موجع؟ مَن هو الذي يستطيع أن يطلق صرخة مدوية تهتزّ لها أرجاء الغابة و تجعل الجميع يرتجف قصباً ولا تنمحي آثار صرخته في برية هذا الوطن؟ مَن الذي يشتعل رأسه شيباً فيظن أنه يشعل حريقاً في غابة الماء؟
ثم هل نحن متشبّعون بالأساطير الى حدّ أننا بتنا نعتقد أنّ السحر أقصانا كأشجار متحجّرة على أهبة صحراء التيه؟ تُرى لماذا لا نسأل عن أننا معلقون على أعواد مشنقة سابقه أو صليب مصاب بالكدمات فلا ننتظر حكومة، عابر سبيل، أو صدى ضحكة يابسة تنازلنا من أمام عين الشمس لعلنا نستريح !
غداً عندما تأتون سنكون قد علقنا أجوبتنا على اللاأسئلة! و ساعتئذ من تُراه يهتم لحقائب سيادية أو خدمية أو أن يكون بلا حقيبة؟ بالمناسبة الثقافة حقيبة قليلة الدسم!؟