تهريب عناصر «الخوذ البيضاء» عبر الجولان المحتل إلى الأردن.. فهل انتهى دورهم التضليلي؟
كشف العدو الصهيوني أمس، عن قيامه بـ «عملية سرية ليلية» هرب خلالها نحو 800 عنصر ممن يسمّون أصحاب «الخوذ البيضاء» وعائلاتهم من منطقة في جنوب سورية ونقلهم براً إلى الأردن، وذلك بعدما انتهى دورهم العميل الموكل إليهم.
وتحدث رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عن تفاصيل صفقة إخراج أدواتهم، المعروفين إعلامياً بـ «الخوذ البيضاء» الذين كانوا قد قدموا خدماتهم في مناطق سيطرة جبهة النصرة الإرهابية.
وقال نتنياهو: إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو وآخرون طلبوا منه المساعدة في إخراج المئات من أفراد الخوذ البيضاء من سورية.
وأضاف رئيس وزراء العدو: «هؤلاء الناس أنقذوا حياة غيرهم، والآن يوجد خطر على حياتهم. لهذا السبب صادقت على نقلهم عبر الأراضي الإسرائيلية إلى دول أخرى»، معتبراً أن القرار اتخذه من منطلق إنساني، بحسب تعبير مَن يقتل أطفال فلسطين.
ونقلت وكالات أنباء عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني «أفيخاي أدرعي» قوله «إن عملية الإجلاء تمت بناء على طلب من الولايات المتحدة والدول الأوروبية»، مشيراً إلى أنه تم نقلهم إلى الأردن ومن هناك سيتمّ استيعابهم في بريطانيا أو ألمانيا أو كندا.
بدورها أعلنت حكومة النظام الأردني أنها سمحت بـ «تنظيم مرور نحو 800 من عناصر الخوذ البيضاء قادمين من سورية عبر الأردن لتوطينهم بدول غربية».
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد: «إن اذن الحكومة بدخول هؤلاء العناصر جاء بعد أن قدمت ثلاث دول غربية هي بريطانيا والمانيا وكندا تعهداً خطياً ملزماً قانونياً بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم»، حسب زعمه.
وأضاف الكايد: «إن هؤلاء العناصر سيبقون فى منطقة محددة مغلقة خلال فترة مرورهم عبر الأردن، والتي التزمت بها الدول الغربية الثلاث على أن يكون سقفها ثلاثة أشهر».
إلى ذلك نقلت شبكة /سي بي سي/ التلفزيونية الكندية عن مسؤولين كنديين طلبوا التكتم على هوياتهم قولهم: إن اوتاوا قررت استقبال 50 في المئة من هؤلاء العناصر وعائلاتهم أي ما يمكن أن يشكل نحو 250 شخصاً «وستعمل بسرعة مع مسؤولين عن هذا الملف في الأمم المتحدة لتنظيم وصولهم إلى كندا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة».
بدورها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند قالت في بيان لها الليلة الماضية: «إن كندا تبذل بالتعاون الوثيق مع المملكة المتحدة والمانيا جهداً دولياً لتأمين سلامة الخوذ البيضاء وعائلاتهم»، حسب زعمها.
من جهتها أعلنت ألمانيا أيضاً أنها ستستقبل هؤلاء العناصر وذلك وفقا لما أفادت به صحيفة /بيلد/ الألمانية نقلا عن وزير الخارجية هايكو ماس.
وتأتي عملية التهريب هذه بعد أن كشف دبلوماسيون ومسؤولون في الإدارة الأميركية الاسبوع الماضي أن الولايات المتحدة وكندا ودولاً أوروبية بينها بريطانيا وفرنسا ناقشوا خططاً سرية «لإجلاء» عناصر ما تُسمّى /منظمة الخوذ البيضاء/ المرتبطة بالتنظيمات الارهابية ولا سيما «جبهة النصرة» من سورية، وذلك بعد افتضاح الدور التضليلي الذي لعبوه في قلب وتزييف الحقائق وبات وجودهم عديم الفائدة لمشغليهم.
وكانت «الخوذ البيضاء» تأسست في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أميركي غربي، حيث أثار تحديد نطاق عملها في أماكن انتشار التنظيمات الإرهابية حصراً الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول عملها الإنساني المزعوم، خصوصاً أن افرادها ينتمون إلى هذه التنظيمات كما ظهروا في مقاطع فيديو يحملون الرشاشات ويقاتلون في صفوفها.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصدر دبلوماسي مطلع على القضية وعن مسؤولين اثنين في الإدارة الأميركية منخرطين في هذه الخطط قولهما: «إن مصير نحو ألف من عناصر هذه المجموعة وعائلاتهم بات موضع تركيز مناقشات واشنطن وأوتاوا وباريس ولندن وعواصم أخرى.. ومن بين الاقتراحات التي قدمت إعادة توطينهم في كندا وبريطانيا»، في حين قال مصدران آخران: إنه «من المتوقع أن تقوم المانيا أيضاً بأخذ البعض منهم».
كما كشف مصدر دبلوماسي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه أثار هذه المسألة خلال اجتماعاته في قمة الناتو في بروكسل الأسبوع الماضي.
وسبق لوزارة الخارجية والمغتربين أن أدانت في بيان لها الشهر الماضي إعلان الخارجية الأميركية مؤخراً عن موافقة ترامب على تخصيص نحو 6,6 ملايين دولار لهذه «المنظمة». وقالت: إن «سورية تعتبر هذا القرار الأميركي الذي تفوح منه رائحة التمويل العلنى للإرهاب تجسيداً فاضحاً للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية وكل من فرنسا وبريطانيا ودول أخرى للإرهاب متعدّد الأشكال الذي شهدته سورية منذ العام 2011».
وكشفت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش السوري في المناطق التى حرّرها من الإرهاب حيث تعمل «الخوذ البيضاء» ارتباطها العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمها لها، خصوصاً «جبهة النصرة» بالتحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين. وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق مرات عدة وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش السوري.
ميدانياً، أفيد أمس بأن الجيش السوري حرّر تل الجابية بعد مواجهات مع جبهة النصرة.
وقال قيادي في الجيش السوري من تل الجابية بريف درعا الغربي للميادين إن 90 في المئة من المهمة أنجز في ريف القنيطرة.
وأوضح القيادي أن «تل الجابية، وتل الجموع، وتل الحارة، هي تلال حامية تعتبر استراتيجية بمواجهة العدو الصهيوني».
الإعلام الحربي قال على موقعه إن المجموعات المسلحة في القنيطرة أحرقت ملجأً كان تابعاً لقوات حفظ السلام الدولية داخل المدينة.
وكالة «سانا» السورية الرسمية أفادت من جهتها بدخول عدد من الحافلات الأحد من ممر أم باطنة إلى القحطانية لاستكمال عملية إخراج الإرهابيين الرافضين للتسوية وعائلاتهم.
وكانت قد غادرت السبت والجمعة 103 حافلات إلى شمال سورية على متنها المئات من الإرهابيين مع عائلاتهم، تنفيذاً للاتفاق القاضي بإنهاء الوجود الإرهابي في قرى وبلدات ريف القنيطرة.
وبحسب «سانا» يقضي الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه أمس الأول بعودة الجيش السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011 وخروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب، وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء.
هذا ويواصل الجيش السوري تقدّمه السريع في جنوب البلاد.
وكان الإعلام الحربيّ قد افاد بأنّ الجيش حرّر 8 بلدات وتلةً في المنطقة الممتدة بين ريفي درعا والقنيطرة.
كما أشارت «سانا» نقلاً عن مصادر عسكرية صرّحت لها بأن الانهيارات المتسارعة في صفوف المسلحين والتقدّم النوعيّ لوحدات الجيش في المنطقة الجنوبية أدّيا إلى تحرير العديد من القرى والبلدات في الريف الشماليّ الغربيّ لدرعا وريف القنيطرة.
وأعلنت «سانا» بدء إخراج الحافلات من بلدة محجة في ريف درعا تمهيداً لنقل المسلحين إلى شمال سورية، حيث تضم هذه القافلة 55 حافلة على متنها الدفعة الأولى من المسلحين وعائلاتهم.
وفي سياق آخر، قالت مصادر إن تنسيقيات المسلحين تتحدّث عن تقديم تركيا لروسيا «ورقة بيضاء» لرؤية أنقرة للحلّ في إدلب. وأضافت أن تنسيقيات المسلحين تقول إن «رؤية» أنقرة للحل في إدلب تتضمن «تجنيب المحافظة أي مواجهة عسكرية».
كما تحدّثت التنسيقيات عن اجتماع قريب في تركيا لجميع الفصائل لتطبيق الخطة التركية.
تنسيقيات المسلحين توقعت أن «تطلب تركيا حلّ جميع الفصائل ضمن «الجيش الوطني»، إضافة إلى «تأسيس هيئة موحدة للكيانات غير العسكرية تنفذ مهام مدنية».
وفي السياق الميداني، ذكر مصدر عسكري أن أحد مواقع الجيش في مصياف تعرّض لعدوان جوي صهيوني للتغطية على انهيار التنظيمات الإرهابية المسلحة في ريفي درعا والقنيطرة والأضرار اقتصرت على الماديات.
وذكرت مصادر ان العدوان باستهدف مركز البحوث العلمية في منطقة مصياف في حماة وسط سورية، وذلك من الأجواء اللبنانية.
مصادر ميدانية أفادت بأن الدفاعات الجويه السورية أسقطت 3 صواريخ للعدو، فيما سقط الصاروخ الرابع قرب موقع البحث العلمي في مصياف.
وأضافت المصادر بأن سرباً من 4 طائرات صهيونية حاول الساعة 19,17 استهداف موقعاً للأبحاث العلمية في مصياف، لافتةً إلى أن محاولة عملية الاستهداف تمت من أجواء بلدة الهرمل اللبنانية.
وأشارت المصادر إلى ان الطائرات أطلقت 4 صواريخ وهي منكفئة، وذلك بعد رصدها من الرادارات السورية.