في ذكرى 8 تموز: باقون على دروب النضال

جمال العلي تورنتو

كي لا ننسى، سواء بعض الشيء أم كله، يجب علينا دائماً أن نراجع ما حدث في ذلك اليوم. يوم 8 تموز، يوم جلل، ليس فقط لمن يُؤْمِن بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية، وأقسم اليمين لأنطوان سعاده، بل لكلّ من يُؤْمِن بأنّ الأمة السورية أمة تستحق الحياة.

يومها تآمر أعداء الداخل وهم كثر، وما زالوا «يبدعون» في خيانتهم وبوقاحة، كأنّ الخيانة شرف كبير والإخلاص للأمة خيانة كبرى.

يومها تآمروا مع أعداء الخارج لأنهم رأوا بوضوح صلابة أنطون سعاده وصدق العقيدة القومية ومن يُؤْمِن بها. علموا انّ هذا الزعيم وفكره، شيء لم يروا مثله من قبل وان لم يقتلوا هذا الفكر ابتداء من زعيمه، فإنهم سيواجهون أناساً صدقوا ميثاقهم لكلّ حبة تراب من الوطن السوري. اليوم وبعد عقود من الزمن على الغدر بسعاده، نرى بكلّ وضوح صدق رؤيته، ما أخبرنا عنه وما تنبّأ به مما حصل، يحصل وسيحصل لأمتنا. الفكر والعقيدة الصادقة يكبران ويقويان مع مرور الزمن، لأنهما مبنيان على أسس حقيقية وليس على أفكار وقتية تنتهي مع انتهاء صاحبها.

اليوم نرى العقيدة السورية القومية الاجتماعية صلبة وثابتة كأنّ سعاده معنا، لأنه في الحقيقة معنا بفكره. لربما قال البعض بأنّ الجسد ذهب، وهذا من طبيعة الحياة. العبرة هي في انّ الفكر باقٍ كبقاء الشمس في السماء. لو نظرنا في التاريخ لرأينا أفكاراً وعقائد كثيرة اندثرت بغياب أصحابها سواء كانوا أحياء أم أمواتاً. الفكر السوري القومي الاجتماعي يزداد قوة يوماً بعد يوم، لأنه حقيقي ولأنّ ما جاء به حقيقي.

اليوم نحن لا نستذكر 8 تموز لأنّ ذلك يعني بأننا نسينا! نحن لا ننسى!

اليوم يجب علينا ان نأخذ العبر مما حصل في 8 تموز كي نبقى على العهد ونكمل المسيرة على درب انطون سعاده.

أمتنا اليوم تواجه أخطاراً كثيرة وكبيرة، من كلّ حدب وصوب. ولا خلاص لنا الا بفكر سعاده. فكر لا تنتهي صلاحيته مع تقادم الزمن بل يقوى وتقوى الحاجة الى التمسك به والسير على ضوئه حتى ننقذ أمتنا ونعطيها حقها في الحياة.

تحيا سورية ويحيا سعاده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى