بينغ: الحمائية توجّه ضربة قوية للتجارة العالمية والصين ستواصل مسار التنمية لافروف: مجموعة بريكس توسّع نطاقها العالمي لتكون منصة فريدة لعمليات التكامل

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أنّ «بلاده ستواصل مسار التنمية وأبوابها مفتوحة على مصراعيها»، داعياً إلى «وقف الحروب الاقتصادية، حيث إنه لا يوجد فيها فائز، وسيلحق الضرر في العلاقات الدولية بمَنْ يتبعون هذا النهج».

وشدّد في كلمة له خلال فعاليات انطلاق قمة مجموعة «بريكس» على أنه «يجب رفض الحرب التجارية العالمية لأنّ لا فائز فيها»، مضيفاً أنّ «الحمائية توجّه ضربة قوية للتجارة العالمية».

ودعا بينغ دول بريكس إلى «رفض النزعة الفردية بشكل حازم».

وقال الرئيس الصيني في مراسم افتتاح منتدى «بريكس» للأعمال في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا: «نحن أمام خيارين، بين التعاون أو المواجهة، بين سياسة الأبواب المغلقة أو الأبواب المفتوحة ، بين نهج نافع للجميع أو نهج المنفعة الخاصة على حساب فشل الآخرين».

وأضاف: «يجب رفض الحروب التجارية، حيث لن يكون هناك فائز فيها، والهيمنة في الاقتصاد تنتج عقبات أكثر، وأولئك الذين يسيرون على هذا النهج سيضرّون أنفسهم».

ووفقاً للرئيس الصيني، فإن «الحضارة الإنسانية تواجه في الوقت الراهن وضعاً غير مسبوق، وبالنسبة للبلدان النامية، فإن هذا يمثل تحديات وإمكانيات جديدة، في الوقت نفسه».

كذلك، كشفت الصين عن «نيتها ضخّ استثمارات في جنوب أفريقيا بقيمة 14.7 مليار دولار أميركي، وهو ما دفع عملة البلاد الراند للصعود».

جنوب أفريقيا

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، أول أمس، «إن الكشف عن خطة الاستثمار الصيني في بلاده، دفع عملة البلاد للصعود».

من جانبه، قال بينغ، عقب محادثات مع رامافوسا، «إن الصين التي تمتلك، ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيتّخذ إجراءات نشطة لزيادة الواردات من جنوب أفريقيا، التي تُعَدّ أكبر اقتصاد صناعي في أفريقيا».

وبحسب ما ذكره رئيس جنوب أفريقيا فإن «الصين وعدت بأن تشمل الاستثمارات والعمل مع جنوب أفريقيا قطاعات شتى».

وبلغت نسبة زيادة «الراند»، عملة جنوب أفريقيا، بسبب تلك الأنباء إلى واحد بالمئة بعد تصريحات رامافوسا، بفعل طلب خارجي على العملة.

بدوره، أكد وزير التجارة والصناعة في جنوب أفريقيا روب دافيس في افتتاح القمة أن «قادة دول وممثلين عن عالم الأعمال سيشاركون فيها لمناقشة المشاكل التي قد تؤثر على مستقبل المجموعة»، مشيراً إلى أن «القمة ستتناول العديد من المواضيع على رأسها الطاقة والإنتاج والتكنولوجيا والتمويل والمعادن».

موسكو

من جهته شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن «مجموعة بريكس توسّع نطاقها العالمي»، لافتاً إلى «وجود إمكانات جيدة لديها لتكون منصة فريدة لعمليات التكامل».

وفي مقالة نشرتها مجلة «أوبونتو» الجنوب أفريقية عشية قمة بريكس، أوضح لافروف «أن جاذبية بريكس بالنسبة إلى بلدان ثالثة تعود إلى أنها منفتحة على التفاعل البناء، وقيمها الأساسية تحمل طابعاً كلياً»، منوّهاً إلى أن «بريكس تحترم عدم جواز استخدام القوة العسكرية لحل المشاكل الدولية وتدافع عن أسس نظام تجاري متعدد الأطراف منفتح وشامل وعادل».

وأوضح لافروف بهذا الخصوص: «نحن لا نقبل الكيل بمكيالين، والتدخل العسكري، والتدابير الاقتصادية القسرية الانفرادية والحماية والمنافسة غير المشروعة. جنباً إلى جنب مع احترام لعدم جواز استخدام القوة العسكرية لحل المشاكل الدولية. وندافع عن أسس نظام تجاري متعدد الأطراف منفتح وشامل وعادل وشفاف ومتبادل المنفعة، ودور منظمة التجارة العالمية كأساس له».

ورحّب لافروف بـ «قرار الرئاسة لدعوة إلى جوهانسبرغ أصدقاء آخرين لدول الخماسية من مختلف أنحاء العالم الذين يقودون اتحادات تكاملية ذات النفوذ». منوهاً بالقول إنّ «مفهوم بريكس+ ، الذي وافق عليه قادتنا في شيامن، يجري تنفيذه عملياً، نحن الآن بصدد توسيع نطاق الوصول العالمي إلى الخماسية، لتشكيل الدائرة الخارجية للذين يشاطروننا الأفكار، في هذا السياق، لديها إمكانات جيدة من أجل أن تكون منصة فريدة من نوعها لتحقيق الاقتران المرن لعمليات التكامل المختلفة».

في هذا السياق، صرّح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أمس، بأن «الرئيس فلاديمير بوتين، سيعقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، على هامش قمة بريكس».

وقال أوشاكوف للصحافيين: «يتواصل الحوار، كثيراً ما نلتقي مع السياسيين الأتراك، وتتكرر بيننا الاتصالات الهاتفية، لقد أجرينا نحو 16 اتصالاً هاتفياً هذا العام. وهنا خلال هذا اللقاء سنبحث العلاقات الثنائية، ومشروعات الطاقة وبالطبع التعاون في التسوية السورية، وعلى وجه الخصوص الخطوات المستقبلية لصيغة أستانا ومواضيع أخرى».

هذا وأعلن الكرملين، في وقت سابق، «أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيتوجه بزيارة إلى جنوب أفريقيا، يومي 26 و27 تموز الحالي، للمشاركة في قمة مجموعة بريكس العاشرة».

أنقرة

في هذا الصّدد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، «إن قمة مجموعة بريكس، تشكل منصة للتشاور والتعاون بين الدول الخمس الأعضاء، وهي أعضاء أيضاً في مجموعة العشرين».

وأشار أردوغان في مؤتمر صحافي عقده في مطار «أسن بوغا» في العاصمة التركية أنقرة، قبيل توجّهه إلى جوهانسبرغ للمشاركة في قمة مجموعة «بريكس»، «أن مشاركته في أعمال المجموعة جاءت بناء على دعوة شخصية تلقاها من رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، بصفته رئيساً حالياً لمنظمة التعاون الإسلامي».

وأضاف أردوغان «أن مشاركته في قمة بريكس تُعدّ أول اتصال على مستوى رفيع بين المجموعة وتركيا، وأن تركيا تمتلك علاقات قوية على المستوى الثنائي مع الدول الأعضاء في بريكس، وروابط تعاون مع تلك الدول في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين».

ونوّه أن «الدول الأعضاء في مجموعة بريكس تمثل 27 في المئة من مساحة العالم، و43 في المئة من سكان العالم، و23 في المئة من الاقتصاد العالمي، وأن دول المجموعة استحوذت خلال السنوات الـ 10 الماضية على أكثر من 50 في المئة من النمو الاقتصادي العالمي».

وأشار إلى أن القمة «ستتناول أبرز القضايا العالمية، وأبرزها مكافحة عدم المساواة في الدخل، وزيادة المنافسة التجارية المدمّرة، والتعاون الدولي والتضامن، كما تشكل القمة فرصة كبيرة لتحسين العلاقات بين تركيا وبلدان بريكس».

ولفت أردوغان إلى أن «زيارته لجنوب أفريقيا سوف تتضمّن أيضاً لقاءات ثنائية مع قادة الدول الأعضاء في بريكس، وكبار رجال الأعمال، وقادة الرأي المسلمين في جمهورية جنوب أفريقيا، إلى جانب افتتاح المبنى الجديد للسفارة التركية في بريتوريا».

ونوّه الرئيس أردوغان بأنه «يعتزم زيارة زامبيا عقب اجتماع القمة، وأن هذه الزيارة ستكون الأولى من نوعها على مستوى رئاسة الجمهورية، وتأتي لتعكس إرادة تركيا في مجال تطوير العلاقات مع القارة الأفريقية في كل المجالات».

وتعقد قمة «بريكس» العاشرة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا في الفترة ما بين 25 و27 تموز الحالي في جوهانسبرغ.

ودُعي بالإضافة إلى قادة البلدان الخمسة، رؤساء ناميبيا والغابون وأنغولا والسنغال وأوغندا وتوغو ورواندا والأرجنتين وتركيا وجامايكا للمشاركة في القمة.

وانطلقت أمس، قمة مجموعة دول بريكس والتي تستمر لثلاثة أيام في مدينة جوهنسبورغ في جنوب أفريقيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى