150 شهيداً بهجوم داعش على السويداء وريفها انطلاقاً من القاعدة الأميركية «التنف»
ارتفعت حصيلة التفجيرات الانتحارية الإرهابية في ريف السويداء جنوب سورية إلى ما يزيد عن 150 شهيداً وقرابة 200 جريح.
الهجوم الذي نفّذه مسلحون من «داعش» على قرى ريف السويداء الشرقيّ استهدف سوقاً للخضار بالتزامن مع هجوم انطلاقاً من قطاع قاعدة التنف، التي تسيطر عليها قوات أميركية، مستهدفاً بلدات دوما وطربا وشبكي والسويمرة ورامي شرق السويداء.
وأفادت وكالة «سانا» بأنّ وحدات من الجيش السوريّ بالتعاون مع الأهالي تطوّق عناصر من داعش في قرية شبكي بريف السويداء الشرقيّ، كما نقلت عن مصدر قوله إن «الجهات المختصة لاحقت إرهابيين آخرين وقتلتهما قبل تفجيرهما نفسيهما»، وأكد محافظ السويداء عودة الهدوء إلى القرى.
مصدر قال إن الجيش السوري والدفاع الشعبي أحبطوا هجمات عدة لداعش في قرى ريف السويداء، مضيفاً أن عناصر التنظيم قاموا بمهاجمة سكان قرى ريف السويداء في منازلهم.
مصدر من السويداء قال بدوره إن هناك عشرات الشهداء جراء هجوم داعش على قرى ريف السويداء، مشيراً إلى أن هذا الهجوم هو الأعنف.
كما لفت إلى أن إرهابيي التنظيم قدموا من البادية باتجاه قرى ريف السويداء، انطلاقاً من قطاع قاعدة التنف.
وفي السياق نفسه، دانت الخارجية الروسية الهجمات في محافظة السويداء، معتبرة أنها مؤشر على يأس الإرهابيين أمام هزيمة قريبة لا مفر منها.
وقالت الخارجية في بيان لها: «ندين مثل هذه الأعمال الوحشية بأشد العبارات، ونعرب عن مواساتنا لذوي الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى».
وأشار البيان إلى أن نجاحات القوات الحكومية السورية، المدعومة من القوات الجوية الروسية، في تحرير أراضي البلاد من «داعش» و»جبهة النصرة» وتنظيمات إرهابية أخرى، «تشعر الإرهابيين بحتمية هزيمتهم، ما يدفعهم للجوء إلى العنف ضد المدنيين».
وفي بيان لها أكدت الأمم المتحدة موقفها الثابت بالمطالبة بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وتجنيبهم تداعيات العنف والنزاع أينما كانوا.
هذه الهجمات تأتي في وقت يواصل فيه الجيش السوريّ تقدّمه في جنوب سورية وقد حرّر الأربعاء قرية صيدا الجولان وخان صيدا واللوبيد والمقرز بعد مواجهات مع تنظيم داعش في أقصى ريف القنيطرة الجنوبي.
كذلك حرّر الجيش مساكن جلين والشركة الليبية وتابع تقدّمه باتجاه بلدة جلين في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الشمالي الغربي.
وفي سياق آخر، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن بقاء العسكريين الأميركيين في سورية مرهون بالتعاون مع موسكو ودمشق بشأن عودة اللاجئين.
بيان وزارة الدفاع الروسية دعا الولايات المتحدة إلى سحب عسكرييها من سورية إذا لم تجد إمكانية للتعاون مع الجيش الروسي بشأن اللاجئين.
كذلك، شدّدت الوزارة على عدم وجود أسباب قانونية موضوعية لتنفيذ العسكريين الأميركيين مزيداً من العمليات في سورية.
في المقابل أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أنه لن يكون هناك تعاون مع الجيش الروسي في سورية على الأقل في الوقت الحالي.
وأكد ماتيس أن التنسيق مع الروس في سورية يتطلّب الحصول على إذن خاص من الكونغرس. وأضاف أن التنسيق الوحيد القائم في سورية حالياً هو بين التحالف من جهة وروسيا من جهة ثانية، وأنه يقتصر على خط ساخن للتأكد من عدم وقوع حوادث تشمل القوات أو الطائرات التابعة للطرفين.
على صعيد آخر، رحّبت «منصة موسكو» السورية المعارضة ببدء عودة اللاجئين السوريين لديارهم، واعتبرت العودة بمثابة بداية لإنهاء معاناة اللاجئين الذين يعيشون ظروفاً يومية قاهرة في مخيمات اللجوء.
وقالت «منصة موسكو» في بيان مشترك مع «جبهة التغيير والتحرير»: «هذه العودة تترافق مع التلاشي المتسارع لمناطق الصراع المسلح، بما يعني أن الشرط اللازم لها قد تحقق، ولكنه ليس الشرط الكافي، فالعودة تحتاج إلى ضمانات ليست أمنية فحسب، بل وأيضاً ضمانات اقتصادية ليتمكّن العائدون من العيش بكرامة في مناطقهم وعلى أرض وطنهم».
وأضاف البيان المشترك أن «مواقف بعض قوى المعارضة الرافضة للمبادرة الروسية، والتي نصّبت نفسها بديلاً عن اللاجئين السوريين مقرّرة أنهم ينبغي أن يبقوا في حالة اللجوء حتى يتحقق الحل السياسي الناجز»، مشيراً إلى أن هذه القوى نفسها هي التي كانت بالأمس فقط تصرخ ضد «التغيير الديمغرافي» الذي من شأن هذه المبادرة إنهاؤه حيث وجد .
وتابع البيان: تدل مواقف هذه القوى بوضوح على أنها تتعامل مع السوريين ومع الجغرافيا السورية بوصفها أوراقاً تفاوضية، فالمساحة السورية التي تحت أيدينا والسوريون الذين ضمن سيطرتنا ، هم ورقتنا التفاوضية بوجه النظام، وهو ما يعكس مشروع هذا النوع من القوى الذي يندرج ضمن مستويين: فإما اقتسام للسلطة على أساس كم من الأوراق بيد كل طرف ، وإن لم يكن فمحاولة التأثير على الانتخابات المقبلة عبر تشتت ملايين السوريين في عدد من الدول كل منها لها أجندتها الخاصة تجاه مستقبل سورية».
واعتبر البيان أن «بداية عودة اللاجئين السوريين، تعني أيضاً تخفيضاً جدياً لمستوى تدويل الأزمة السورية، ومستوى تدخل دول عديدة تتعامل مع اللاجئين السوريين أيضاً بوصفهم أوراقاً بيدها».
إلى ذلك، ذكر رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، أن بإمكان سورية الاستفادة من خبرة إعادة إعمار الاتحاد السوفياتي بعد الحرب الوطنية العظمى 1941-1945 .
وقال ميزينتسيف مخاطباً ممثل المديرية الرئيسية للعمل مع الموظفين في وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء: «من الضروري الاستفادة من التجارب التاريخية أثناء معالجة المهمات الرئيسية للشعب السوري في إعادة إعمار بلادهم. وتنبغي الاستعانة بخبرتنا في إعادة إعمار بلادنا، وكذلك بالقرارات المفيدة التي اتخذت في الدول الأخرى المتضررة من الحروب الإقليمية والنزاعات العسكرية الحديثة. وبناء على هذا الاقتراح، أطلب منكم وضع المعلومات التحليلية وإبلاغ الطرف السوري عنها».
وحسب ميزينتسيف فإن خبرة الاتحاد السوفياتي في إعادة إعمار الاقتصاد القومي بعد الحرب الوطنية العظمى لا مثيل لها، لأن حجماً كبيراً من المهمات قد نُفذ في أقرب وقت، على خلفية الدفعة الوطنية المدعومة بجهود الشعب السوفياتي بأسره، وعبر حشد كافة الموارد، وقبل كل شيء الصناعية والروحية والبشرية.
وأشار الجنرال الروسي إلى أن «مواعيد إعادة إعمار بلادنا التي كان من المفترض أن تستغرق 15 عاماً، تقلصت أضعافاً عدة، إذ تحوّلت بلادنا بعد 5 سنوات إلى ثاني أكبر دولة في العالم من حيث الاقتصاد».
ميدانياً، تابعت وحدات من الجيش السوري العاملة في ريف درعا الجنوبي الغربي عملياتها ضد أوكار وبؤر إرهابيي تنظيم «داعش» موسعة نطاق سيطرتها في محيط بلدة جلين في منطقة حوض اليرموك بعد تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
وأفادت مصادر من أطراف بلدة جلين بأن وحدات من الجيش نفّذت عمليات دقيقة انطلاقاً من مساكن بلدة جلين ومحيطها بعد تمهيد ناري كثيف ودقيق طال أوكار وتجمعات إرهابيي «داعش» في بلدة جلين ومحيطها على اتجاه قرية المزيرعة. وإلى الشمال منها تبعتها اشتباكات قوية لوحدات الجيش مع المجموعات الإرهابية التي استخدمت مختلف انواع الأسلحة الرشاشة والقذائف والقناصات في محاولة فاشلة لمنع تقدم الوحدات التي وصلت طلائعها إلى أطراف البلدة وشمالها على اتجاه قرية المزيرعة.
وبينت المصادر أن الاشتباكات أدت إلى تدمير تحصينات للإرهابيين ومقتل وإصابة العديد منهم.
ودمرت وحدات من الجيش نقاطاً محصنة وأوكاراً لإرهابيي «داعش» في محيط قرية تسيل وتل الجموع في منطقة حوض اليرموك وقطعت خطوط إمداد لهم وكبّدتهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وحرّر الجيش السوري خلال الأيام القليلة الماضية 42 قرية ومزرعة وبلدة وتلة استراتيجية خلال عملياته المتواصلة ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة الجنوبية في حين تواصل وحدات الهندسة تأمينها ورفع مخلفات الإرهابيين منها لإعادة الحياة الطبيعية إلى ربوعها.