صباحات
صباحات
يتلبّك الصبح عندما يختلط الفجر بالدماء، هل يكون شمساً مشرقة تسطع بنور الشهادة أم مطراً يبلل جباه الشهداء… لكن القاتل يرتبك وفرق كبير بينهما… يرتبك القاتل عندما يتقيّن من هزيمته في الحرب بعد سنوات. فهو عاجز عن النصر ولا يستطيع لقلب الموازين سبيلاً ويصعب عليه الرحيل دون انتقام… والقاتل هنا حبل سريّ يربط كل الذين كانت الحرب على سورية عشيقتهم السرية وأمانيهم المعلنة… وفي الليل الأخير ما قبل الرحيل يجب أن يختاروا مسرح الانتقام… فالذي هزمهم في سورية روحها الوطنية… وهي ذاتها التي هزمتهم قبل مئة عام… والمسرح ذاته جنوب سورية… يضربون كفاً بكف ويصرخون معاً… يجب أن نمنع الفرحة من عيون سلطان باشا الأطرش الذي أذلنا هنا وعلمهم الوطنية هنا. وأن ندع كلابنا تنبح فوق الدماء ونشوّه صورة الشهادة والشهداء، وأن نرسل وفودنا المموهة تبث أكاذبيها في العزاء… في جبل العرب يجب أن تكون الكلفة الحزينة للوطنية والبصمة الأخيرة للحرب. فكانت الطريق من التنف والتغطية من الجولان المحتل… ألم يكسر أحفاد سلطان باشا الأطرش مشروع الدويلات وتجرأوا على قول كلمة سمعها العالم قبل مئة سنة لن نقبل بأقل من سورية موحدة … وكانت المذبحة وطلع الصباح وكان للشهداء عرس كأعراس أقامها السوريون على مساحة بلدهم يتقبّلون التهاني والتبريكات بنصرهم… فالنصر مهره الدماء… والشمس تعشق الشهداء والصبح عبق الشهداء… في القلب يا سويداء.