ورد وشوك
ورد وشوك
صُنّفوا من بني البشر، لكن قلوبَهم قُدّت من حجر منظر الأشلاء المتناثرة والدم المسال والدمار والخراب لا يثير عندهم ولا حتى الاستهجان. البطون الخاوية والأوبئة المنتشرة وصور الأطفال يعانون من المجاعة ونقص الأدوية، كأنها مناظر أُخذت من أفلام خيالية لا تثير الاهتمام، ولكنها تفرض أكثر من سؤال: مَن أفتى بأن الأطفال والأبرياء هم أعداء الله والإسلام؟ من نصّب نفسه إلهاً يملك الجنة والنار وفي الدنيا قرّر هذا هنا وتلك هناك؟ مَن حلّل إزهاق الأرواح بالجملة ولأي الأسباب؟ مَن أشعل نار حرب استُغلّ فيها أكثر من مليار ونصف من الإسلام وأظهرهم بمظهر الأغبياء يتناحرون في ما بينهم ويحلّلون ما حرّمه الواحد القهار؟ مَن مشى في ركب الذلة والعبودية وقبل الانسياق؟ مَن ذا الذي اعتقد أن الدنيا دار بقاء، وأن له الملك دون نزاع فتمادى في غيّه والطغيان؟ مَن قرر إعادة عالمنا لعصر الجاهلية وما قبل الإسلام والسلام؟ حتماً لن يكون الجواب «إسرائيل» والصهيونية والأميركان، بالرغم من أنني لا أبرئ أياً منهم من دم الأطفال والأبرياء وقضم الحضارات واغتيال العلماء وكثير من القامات. بل هناك أزمة أخلاق تفشت بعد طول معاناة، فما عادت الأخوة تشفع ولا الانتماء يمنع، ولا الأخلاق تردع الإنسان عن استغلال أخيه، وانتزاع حقه في العيش الكريم مميزاً عن باقي المخلوقات في هذا الكون الفسيح ليبقى يشغلني سؤال قديم جديد: قابيل يا قابيل مَن زرع الفتنة بينكما ولم تكن في الأرض «إسرائيل»؟
رشا المارديني