الجيش السوري لديه فائض
ـ بعض الهلوسات المتصلة بمجزرة داعش في السويداء تحدّثت عن قلق مزعوم من قيام الدولة السورية بتعبئة المطللوبين للخدمة العسكرية من أبناء المنطقة، وهذا ليس قلقاً بل محاولة رخيصة لاستعادة شعبية فقدها بعض الزعماء بسبب وقوفهم علناً مع جبهة النصرة ونبذهم من أهالي جبل العرب لاقتناعهم بأنّ هؤلاء وقت الخيار المفصلي فضّلوا التموضع مع أعداء أبناء جلدتهم من التكفيريين والإرهابيين على ادّعاءاتهم بالدفاع عن أهل الجبل بعدما صار حقدهم على الدولة السورية أكبر من صلتهم بالجبل.
ـ السعي لدغدغة قضية المطلوبين للخدمة العسكرية بتلفيق الحديث عن مساع مع روسيا لتسوية تستثنيهم من الطلب للخدمة لن يغيّر شيئاً في معادلة الجبل السياسية التي تقوم على وجود خيارات واضحة بين الدولة السورية من جهة والإرهاب من جهة مقابلة، والجميع مصطفّ هنا أو هناك من دول وحكومات كانت تبيع كلاماً لأهالي الجبل وظهر وقت الجدّ أنها تدعم الإرهاب، كما ظهر رغم كلّ التحريض على العلاقة بالدولة السورية أنها الحاضن الوحيد الجدّي بوجه الإرهاب.
ـ أما عن الحديث عن حاجة الدولة لتطويع عسكريين ضمن استعداداتها لمعركة إدلب فمثير للسخرية ويكشف أنّ أصحابه يعيشون انفصاماً عن الواقع، فالجيش السوري يعاني من فائض بشري دفعه لتسريح دورات من الخدمة كان قد تمّ الاحتفاظ بها سنوات الحرب العجاف.
ـ لا مكان للشيء وضدّه ولا للرمادي في الموقف مما يجري في سورية، فمن يدّعي جدية في العداء للإرهابيين ويجدهم تهديداً لأهله لن يجد مكاناً له إلا تحت لواء الدولة السورية ورئيسها وجيشها، ومن يناصب الدولة والرئيس والجيش العداء سيجد نفسه في حضن التكفيريين مهما كابر وادّعى العكس، وما مضى شاهد وما سيأتي سيشهد…
التعليق السياسي