مواجهات بين فلسطينيين وقوات العدو بالقدس والضفة
اندلعت بعد صلاة الجمعة، أمس، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال «الإسرائيلي»، في أحياء بالقدس الشرقية، ومدن متفرقة بالضفة الغربية، وذلك بعد منع الشبان من الصلاة بالمسجد الأقصى من جهة، وتفريق القوات لمسيرات «داعمة» للقدس من جهة أخرى.
ففي الضفة الغربية، أطلق جيش العدو أعيرة نارية ومطاطية وقنابل الغاز، تجاه المشاركين في مسيرة خرجت من مخيم قلنديا للاجئين باتجاه حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين القدس ورام الله وسط ، ما أدى إلى إصابة خمسة شبان بأعيرة مطاطية، أحدهم أصيب في الوجه، نقل على إثرها للعلاج في مجمع رام الله الطبي، بحسب شهود عيان. وأضاف الشهود أن العشرات أصيبوا بحالات اختناق على الحاجز، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وعولجوا ميدانياً.
وفي مدينة الخليل جنوباً ، أصيب العشرات بحالات اختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وبجروح جراء إصابتهم بالرصاص المطاطي، خلال قمع جيش العدو لمسيرة عند باب الزاوية وسط المدينة، خرجت من أمام مسجد الحسين، وفق شهود عيان.
وفي وقفة عند دوار «الشهداء» وسط مدينة نابلس شمالاً ، نددت الفصائل الفلسطينية بممارسات العدو في القدس.
وقال منسق لجنة التنسيق الفصائلي تضم الفصائل الفلسطينية محمد دويكات في كلمة خلال الوقفة نفسها، إن «المسجد الأقصى خط أحمر».
ودعا دويكات، المؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة لـ«وقف الانتهاكات «الإسرائيلية» بكل أشكالها في القدس».
وكانت فصائل فلسطينية بالضفة الغربية، دعت في بيانات منفصلة، إلى الخروج بمسيرات حاشدة أمس، دعماً للقدس وسكانها وتنديداً بالإجراءات «الإسرائيلية» بحق المدينة المقدسة.
وفي القدس، اشتبك شبان فلسطينيون مع عناصر من الشرطة «الإسرائيلية» في عدد من المواقع بأحياء مدينة القدس الشرقية، بعد منعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
وأفاد شهود عيان بأن «شباناً فلسطينيين رشقوا قوات الشرطة «الإسرائيلية» بالحجارة بعد أن انتهوا من أداء صلاة الجمعة في الشارع الرئيس في حي وادي الجوز القريب من المسجد الأقصى، فيما ردت القوات بإطلاق قنابل الصوت، والغاز المسيلة للدموع» من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات على الفور.
وحمل صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، «إسرائيل» المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الحالية المتدهورة بالقدس، وانهيار عملية السلام.
جاء ذلك خلال لقائه عدداً من المسؤولين الدوليين كل على حدة في مدينة أريحا، شرق الضفة الغربية، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وقال عريقات خلال هذه اللقاءات إن «الحكومة «الإسرائيلية» تتحمل المسؤولية الكاملة عن الأوضاع المتردية باعتبار أن كل ما يحصل هو نتيجة لاستمرار النشاطات الاستيطانية، وفرض الحقائق على الأرض، والاعتداءات على المسجد الأقصى، وتهجير السكان، والاستيلاء على بيوت المقدسيين، وهدم البيوت، واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وعدم الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى». وأضاف: «الحكومة «الإسرائيلية» تسعى جاهدة إلى تدمير خيار الدولتين، وفرض نظام الأبرتهايد القائم فعلياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وفي هذا الصدد، دعا عريقات المجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، معتبراً قرار السويد الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين أول من أمس الخميس «نقطة ارتكاز في الأخلاق واحترام القانون الدولي».
وفي سياق آخر، شيع مئات الشبان الفلسطينيين، بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة، جثمان الشاب المقدسي معتز حجازي، وسط مدينة القدس، متحدين قرار المحكمة «الإسرائيلية» بتقييد عدد المشاركين في الجنازة بـ 45 من ذويه فقط.
وبحسب شهود عيان، فقد شارك مئات الشبان بعد منتصف الليل في تشيع جثمان حجازي، الذي اغتاله جيش العدو في وقت سابق.
وأوضح الشهود أن المئات اقتحموا الحواجز الأمنية «الإسرائيلية»، وشاركوا في تشييع الجثمان حتى مقبرة المجاهدين وسط مدينة القدس. وردد المشاركون هتافات، منها «بالروح بالدم نفديك يا أقصى»، «بالروح بالدم نفديك يا شهيد».
وكان جيش الاحتلال نقل في وقت سابق من مساء أول من أمس، جثمان حجازي، لأسرته بالقرب في القدس، تمهيداً لدفنها وسط إجراءات أمنية مشددة. وأقرت المحكمة المركزية «الإسرائيلية» في القدس تسليم جثمان حجازي لذويه.
واقتحمت قوات الاحتلال أمس منزل الأسير المحرر معتز حجازي، بحي الثوري في القدس الشرقية وقتلته، بعد أن اتهمته بمحاولة اغتيال الحاخام اليهودي يهودا غليك.
وأغلقت السلطات «الإسرائيلية» المسجد الأقصى بشكل كامل، بعد حادثة إصابة الحاخام اليهودي «غليك»، الناشط في مجال الدعوات لاقتحام المسجد، بجروح بالغة، بعد إطلاق النار عليه، مساء الأربعاء، قبل أن تقول شرطة العدو، إنها قررت إعادة فتحه أمس الجمعة.
واتهم العدو، الأسير المحرر معتز حجازي، بمحاولة اغتيال غليك، قبل أن تقدم على قتله لاحقاً، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات في أحياء القدس.