روحاني: لن نتخلّى عن حقنا في تصدير النفط والكرة في ملعب أوروبا
شدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن «بلاده لا تسعى إلى تصعيد التوتر الإقليمي وتقويض الملاحة الدولية، لكنها لن تتخلى عن حقها في تصدير النفط إلى دول أخرى».
وقال روحاني، «إن إيران لطالما أعلنت استعدادها لتنمیة العلاقات مع الدول الأوروبیة، والیوم عقب انسحاب أمیركا اللاقانوني من الاتفاق النووي، فإن الكرة ألقیت في ملعب أوروبا خلال هذه الفرصة القلیلة المتبقة».
جاءت تصریحات روحاني هذه، صباح أمس، خلال تسلم أوراق اعتماد السفیر البریطاني الجدید لدي إيران روبرت مكییر.
وانتقد روحانی في هذا اللقاء، «عدم تنفیذ كامل الاتفاق النووي في المجالات التجاریة والاقتصادیة والعلاقات المصرفیة من جانب بعض أطراف الاتفاق»، مصرحاً «أنّ الجمهوریة الإسلامیة الإيرانیة لم ولن تسعى وراء التوتر في المنطقة ولن تعمل على إثارة المشاكل داخل المضائق المائیة الدولیة لكنها لن تتخلى بسهولة عن حقها في تصدیر النفط».
كما رحّب الرئیس روحاني بـ»تعزیز وتطویر العلاقات بین طهران ولندن»، معرباً عن «ارتیاحه من رغبة البلدین المتمثلة خلال الأعوام الأخیرة في ترسیخ علاقات ثنائیة جیدة بینهما».
كما وصف رئیس الجمهوریة اللقاءات والمفاوضات حول القضایا الثنائیة والدولیة بین مسؤولي البلدین بـ»البناءة»، مردفاً «نحن الیوم نقف على مرحلة تاریخیة هامة من الاتفاق النووي، حیث یحظى موقف أوروبا الشفاف فی ما یخص الإجراءات الضروریة للتعویض عن انسحاب أمیركا اللاقانوني من هذا الاتفاق، یحظى بأهمیة بالغة لدى الشعب الإيراني».
من جانبه، أكد السفیر البریطاني الجدید في طهران على «دعم بلاده لتنفیذ الاتفاق النووي»، منوّهاً أنّ «الدول الأوروبیة تبذل جهوداً واسعة وغیر مسبوقة لحمایة الاتفاق ولا سیما في المجالات الاقتصادیة».
وقال مكییر خلال اللقاء مع الرئیس روحاني، «إن الجمهوریة الإسلامیة الإيرانیة تبذل جهوداً في غایة الأهمیة لإزالة التوتر من المنطقة»، مضیفاً «أنّ لندن تعمل على إرساء مزید من التعاون وتطویر العلاقات مع طهران».
وتابع السفیر البریطانی قائلاً، «نحن نعتقد بأنّ سبیل تسویة المشاكل والأزمات یكمن في المفاوضات الدبلوماسیة فقط».
من جهة أخرى، قال قائد القوة البحرية الإيرانية الأدميرال حسين خانزادي «إن استخدام مضيق هرمز مرتبط بالمصالح الوطنية الإيرانية وبوفاء المجتمع الدولي بتعهداته تجاه إيران».
وأشار في مؤتمر صحافي عقده أمس، إلى أنّ «إجراءات الحظر التي تطرح بشأن بلاده بصورة ظالمة تؤثر بالتأكيد على نشاط مضيق هرمز»، لافتاً إلى أنّ «أي قرار دولي لن يؤثر على دولة واحدة فقط بل أيضاً على إجراءات الآخرين».
كما شدّد على أنّ «قرارات بلاده تتخذ على أساس أوامر القائد العام للقوات المسلحة».
وفي حين قال: «إنّ بلاده تأخذ في الحساب إجراءات الولايات المتحدة»، غير أنه أكد «أنها غير مؤثرة على قرارات طهران».
واعتبر الأدميرال خانزادي «أنّ فائدة مضيق هرمز هي حينما تكون مفتوحة، ولو كانت مغلقة ستفقد قيمتها».
كذلك، أوضح قائد القوة البحرية الإيرانية «أنّ مضيق هرمز هو جزء من مصالح إيران، وأنّ القوة البحرية قد وفرت الأمن للمضيق لغاية الآن، وستفعل ذلك في المستقبل أيضاً».
في سياق متصل، اعتبر مسؤولون إيرانيون أمس، «أن لا قيمة لعرض التفاوض الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب»، وقالوا «إن قواتهم جاهزة عسكرياً ومعنوياً للتصدي لأي اعتداء أميركي على بلادهم».
وأكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي، «أن طهران لا ترى أي قيمة لعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاء الرئيس الإيراني من أجل عقد محادثات دون شروط مسبقة».
وقال خرازي: «استناداً إلى تجاربنا السيئة في المفاوضات مع أميركا، واستناداً إلى انتهاك المسؤولين الأميركيين التزاماتهم وتعهداتهم، فمن الطبيعي ألا نرى أي قيمة لعرض ترامب».
ومن جهته، أكد القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، بأن «العدو يجهل القدرات والجاهزية المعنوية والقتالية والتلاحم والوحدة بين قواتنا المسلحة وشعبنا، ولو كان مطلعاً على قدراتنا الدفاعية لما استخدم لغة التهديد ضد إيران إطلاقاً».
وفي كلمة ألقاها أمس، في حشد من القادة والطلبة الجامعيين ورجال الدين في جامعات الضباط في البلاد، أكد اللواء موسوي، بأنّ «الشعب الإيراني لن يسمح للأجانب أن يتخذوا القرار بشأن أمنه».
وفي هذه الأثناء، أكد وزير الأمن الإيراني، محمود علوي، «أنّ الأعداء وخاصة أميركا ورئيسها ترامب لن يحققوا شيئاً من وراء تهديداتهم»، مشدداً على أنه «لو حدثت أي مشكلة فإن الشعب الحاضر في الساحة دوماً سيتدخل ويتصدى للأعداء».
وفي تصريح له أمس، خلال اجتماع المجلس الإداري في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب ، أكد علوي «ضرورة التوصل إلى حلول ذكية وتحمل الصعوبات لفرض إرادتنا على الأعداء».
وأشار إلى أن «الشعب الإيراني عاش ظروفاً صعبة خلال فترة الحرب المفروضة، ويتحمل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة أيضاً».