الجعفري يتّهم تركيا بمخالفة التزاماتها كدولة ضامنة.. ومنفّذو هجوم السويداء أتوا من التنف
اتّهم رئيس الوفد السوري لدى الجولة العاشرة من المفاوضات بصيغة «أستانة» المنعقدة حالياً في سوتشي الروسية، بشار الجعفري، تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه دمشق.
وشدّد جعفري، أثناء مؤتمر صحافي، على أن تركيا هي الطرف الوحيد في اجتماع اليوم الذي لا يفي بالتزاماته، مضيفاً أن روسيا وإيران، كدولتين ضامنتين أخريين لـ «عملية أستانة» الخاصة بالتسوية السورية، متمسكتان بالتزاماتهما باحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية.
وأشار الجعفري إلى أن تركيا تخالف التزاماتها في ما يتعلق بإنشاء منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، موضحاً أن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في الجولة الرابعة من المفاوضات لا يقضي إلا بنشر عناصر للشرطة العسكرية بأسلحة خفيفة في نقاط المراقبة، لكن أنقرة أرسلت إلى المحافظة وحدات عسكرية مزوّدة بالأسلحة الثقيلة، بما فيها دبابات ومدرعات.
كما اتهم الجعفري أنقرة باحتلال مناطق شمال سورية واتخاذ «خطوات خطيرة للغاية تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، بما فيها «استبدال الهوية السورية بالتركية» وفرض التداول بعملتها الوطنية ورفع الأعلام التركية فوق المباني الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فضلاً عن مشروع تركي لبناء مدينة صناعية في شمال سورية.
كما تطرّق الجعفري إلى الهجوم الإرهابي الذي نفذه تنظيم «داعش» في محافظة السويداء السورية، مشيراً إلى أن منفذي العملية أتوا من منطقة التنف الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
واتهم الجعفري الولايات المتحدة ووالكيان الصهيوني بدعم الإرهاب، ولفت إلى أن تمركز الأميركيين وحلفائهم في سورية غير قانوني، داعياً التحالف إلى سحب قواته فوراً ودون شروط من أراضي البلاد.
وأشاد الجعفري بنتائج الجولة العاشرة من المفاوضات، مضيفاً أن الاجتماعات كانت مثمرة وتمخضت عن «بعض الأفكار الهامة»، وخاصة بشأن عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم من الخارج.
وأعرب الدبلوماسي السوري عن اهتمام حكومة دمشق بهذا الموضوع، مشدداً على أن العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة هي أكبر عائق أمام عودة اللاجئين.
من جانبه، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، أن من المتوقع أن تنعقد يوم 7 أيلول/ سبتمبر قمة بين روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا حول قضية التسوية السورية.
وقال لافرينتييف، الذي ترأس الوفد الروسي إلى مفاوضات سوتشي حول سورية، في حديث لوكالة «تاس» أمس، عقب انتهاء الاجتماع: «الاقتراح بشأن عقد قمة بين روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا يوم 7 ايلول/ سبتمبر تقدّم به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في جوهانسبورغ خلال قمة دول بريكس ». وأضاف لافرينتييف: «هناك احتمال كبير لانعقاد هذه الفعالية في الموعد المحدد».
وأعلنت روسيا أن الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة بشأن التسوية السورية أكدت تمسكها بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، ومواصلة مكافحة الإرهاب في البلاد.
وقال لافرينتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي في ملف التسوية في سورية، خلال الجلسة العامة لـ»جولة أستانة» العاشرة المنعقدة في مدينة سوتشي الروسية، إن الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة روسيا، إيران، تركيا أكدت العمل على تعزيز الثقة بين المعارضة والحكومة في سورية.
وذكر الدبلوماسي الذي يترأس الوفد الروسي في محادثات «أستانة 10»، أن الدول الثلاث قرّرت كذلك استمرار المشاورات مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورياة، ستيفان دي ميستورا، وأكدت ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين.
وأكد لافرينتييف أنه ليس ثمة حديث في الوقت الحاضر عن هجوم عسكري واسع النطاق ضد المسلحين في محافظة إدلب السورية.
مع ذلك فقد أكد الدبلوماسي الروسي إصرار موسكو على ضرورة قطع دابر المجموعات الإرهابية في هذه المنطقة، وفي مقدمتها «جبهة النصرة» الفرع السوري السابق لتنظيم «القاعدة» . وتابع: «لذا فقد دعونا المعارضة المعتدلة إلى تنسيق أكبر مع الشركاء الأتراك من أجل حلّ هذه المشكلة، وذلك ليس لإبعاد التهديد على العسكريين الروس الموجودين بقاعدة حميميم فحسب، بل وكذلك لتأمين القوات الحكومية السورية المنتشرة على خط التماس».
وأوضح الدبلوماسي أنه في حال نجحت المعارضة المعتدلة في إنجاز هذه المهمة، لن تكون هناك أي ضرورة لخوض أي عملية عسكرية في محافظة إدلب، لكنه ذكر أن «تجربتنا خلال العام ونصف العام الماضيين تدل على غياب تقدم في هذا المسار».
وصرّح لافرينتييف بأن روسيا مستعدة لدعم جهود المعارضة السورية المعتدلة في دحر الإرهابيين في المنطقة إذا احتاجت لذلك، مشيراً إلى أن الوفد الروسي عرض بشكل صريح دعمه لممثلي المعارضة في سوتشي.
وفي حديثه عن الممر الإنساني في منطقة إدلب، شدّد رئيس الوفد الروسي على أنه أنشئ فقط من أجل عودة النازحين السوريين، وليس تمهيداً لشن عملية عسكرية ضد المسلحين هناك.
وفي تطرّقه إلى مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، أشار لافرينتييف إلى أن ذلك يتطلب إطلاق العملية السياسية التي يجب أن يقودها السوريون أنفسهم. وذكر الدبلوماسي أن هذا يعتبر «الشرط الأساسي الذي طرحناه ونطرحه على مختلف المستويات في المنتديات الدولية».
وقال إن اجتماع سوتشي حول سورية تخللته لقاءات ثنائية عديدة، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات «كانت كلها مفيدة جداً، وتركت الإحساس بجدية مواقف جميع أطراف العملية التفاوضية».
وأشار رئيس الوفد الروسي إلى أن المشاركين في الاجتماع توصلوا إلى فهم مشترك لكيفية محاربة الإرهاب في سورية، قائلاً إن الإرهاب لا بدّ من مكافحته حتى هزيمته التامة وفي أسرع وقت ممكن.
وبدأ اجتماع سوتشي، أول أمس الاثنين، في إطار الجولة العاشرة من محادثات أستانة حول الأزمة السورية، بحضور وفود الدول الثلاث الضامنة لـ»مسار أستانة» روسيا، إيران، تركيا ، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، ووفدي الحكومة السورية والمعارضة.
ميدانياً، أفاد الإعلام الحربي المركزي بأن الجيش السوري بسط أمس، سيطرته على كامل منطقة حوض اليرموك بريف محافظة درعا لينجز بالتالي عملية تحرير جنوب غرب البلاد من الإرهابيين.
وأوضح في بيان مقتضب نشره على حسابه في موقع «تويتر»: الجيش السوري يبسط سيطرته على كامل منطقة حوض اليرموك بريف درعا الشمالي الغربي بعد إحكام قبضته على قرية القصير الواقعة قرب سدّ الوحدة السوري الأردني».
وقالت مصادر إنه مع إعلان الإعلام الحربي عن تحرير قرية القصير بريف درعا يكون كامل حوض اليرموك تحت سلطة الجيش، مؤكدةً أن معركة الجنوب السوري في ساعاتها الأخيرة هي بانتظار إعلان الحسم رسمياً.
وفي السياق نفسه، نشر الإعلام الحربي على «فيسبوك» أن «الجيش السوري حسم معركة الجنوب بتأمين درعا والقنيطرة مع ريفيهما» بعد المكاسب الميدانية التي أحرزها اليوم لتصبح المنطقة كلها تحت سيطرة القوات الحكومية.
بدورها، قالت وكالة سانا إن وحدات الجيش السوري حققت إنجازاً جديداً لجهة إنهاء الوجود الإرهابي في منطقة حوض اليرموك عبر تحريرها قريتي كويا وبيت اره في أقصى الشمال الغربي لمحافظة درعا.
وأفاد مراسل وكالة سانا الحربي بأن «وحدات الاقتحام في الجيش تابعت عملياتها على اتجاه جنوب بلدة الشجرة لاستكمال تحرير ما تبقى من قرى منطقة حوض اليرموك من إرهابيي «داعش»وخاضت اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية في قريتي كويا وبيت آره وانتهت الاشتباكات بتحرير القريتين بعد تكبيد الارهابيين خسائر بالعتاد والأفراد».
عدسة الإعلام الحربي واكبت عمليات الجيش السوري في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الشمالي الغربي ودخلت بلدة الشجرة ووثقت سيطرة الجيش السوري عليها.
في سياقٍ موازٍ رفع الجيش العلم السوري في مدينة نوى بريف درعا الشماليّ الغربيّ، وتم رفعه وسط تجمّع شعبيّ حاشد بعد إنهاء الوجود الإرهابيّ في المدينة.
إلى ذلك أفادت مصادر بخروج ستّ حافلات منْ ممرّ قرية أوفانيا في القنيطرة وعلى متنها 198 مسلّحاً مع أسرهمْ من الذين رفضوا التسوية.
ومع خروج هؤلاء المسلحين منْ قرى جباتا الخشب وترنجة وبير عجم والبريقة تكون محافظة القنيطرة قد تحرّرتْ بالكامل وأصبحتْ تحت سلطة الجيش السوريّ.
وكان الجيش السوري أمّن أول امس الإثنين كامل الحدود مع الجولان المحتل انطلاقاً من الحدود اللبنانية وصولاً إلى الحدود الأردنية.
يأتي ذلك بعدما حرّر الجيش السوريّ بلدة الشجرة المحورية في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الشماليّ الغربيّ.