رئيس الجمهورية: لا شيء يعوّض خسارة الاستشهاد سوى متابعة النضال في سبيل الوطن

يترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في التاسعة قبل ظهر اليوم الأربعاء، الاحتفال الذي دعت اليه قيادة الجيش لمناسبة الأول من آب في الكلية الحربية في الفياضية، حيث يسلّم رئيس الجمهورية السيوف لضباط «دورة فجر الجرود»، بحضور أركان الدولة وشخصيات رسمية وسياسية وديبلوماسية وعسكرية وأهالي الضباط المتخرّجين. ومن المقرّر أن يلقي الرئيس عون كلمة يتحدث فيها عن المناسبة ويتناول التطورات السياسية، لاسيما مسار تشكيل الحكومة الجديدة وموقف لبنان من العديد من القضايا الراهنة.

وعشية الأول من آب، أكد الرئيس عون أن «لا شيء يعوّض خسارة الاستشهاد سوى متابعة النضال في سبيل الوطن الذي حلم به شهداؤنا واستشهدوا من أجله»، مشيراً الى أن وعده لهم حين كان في المنفى، أن لا يترك النضال إلا كي يعود إلى الوطن ويؤمّن لأبنائهم حياة كريمة يسودها الأمان في لبنان حر، سيد، مستقل.

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون، بحضور مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، وفداً ضمّ أفراداً من عائلات الشهداء العسكريين.

وبعد انتهاء اللقاء والتقاط الصور التذكارية، صافح الرئيس عون واللبنانية الاولى ابناء الشهداء، الذين قاموا برفقة السيدة عون بجولة في أرجاء القصر الجمهوري، رافعين علمي لبنان والجيش. وخلال الجولة التي شملت قاعتي الأعلام ومجلس الوزراء، حيث استمع الوفد الى شروح عنهما، ألقى عدد من أبناء الشهداء كلمات توجّهوا فيها بالتهنئة الى اللبنانية الأولى لمناسبة عيد الجيش، معبّرين عن سعادتهم لزيارتهم قصر بعبدا، وأكدوا من جهة ثانية على تعلّقهم بلبنان وثقتهم بالمؤسسة العسكرية وإيمانهم الراسخ بدور الجيش في حماية الوطن.

ثم دار حوار بين الدكتور شقير والنائب معلوف، وأبناء الشهداء الذين تركّزت أسئلتهم حول دور كل وزارة وعملها، خصوصاً تلك التي يتعلّق منها بالصناعة والبيئة والكهرباء.

وكان الرئيس عون عرض الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية ولا سيما منها مسار تشكيل الحكومة، مع رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن الذي أوضح بعد اللقاء أنه تداول مع رئيس الجمهورية في الاستحقاق الحكومي والوضع الاقتصادي والمالي. وأضاف: «أكد لي فخامته حتمية تأليف الحكومة في وقت قريب، لأن البلد لا يتحمل أي تأجيل في ظل تطورات إقليمية حاسمة وتدخل روسي فاعل لحل مشكلة النازحين السوريين التي تشكل أولوية مطلقة عنده لما لها من انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، خصوصاً أن الامر لا يتعلق بموضوع النازحين وحسب، بل هو مرتبط بمؤتمر «سيدر» الذي يشترط أيضاً قيام حكومة جديدة ترعى خطة اقتصادية لتطبيق آلية صرف المساعدات المالية التي أقرّها المؤتمر لإعادة العافية الى دورة الحياة في البلاد، والشروع بحملة تطهير شاملة في قطاعات الدولة لمكافحة الفساد والنزف المتواصل في الإدارات العامة تمهيداً لمرحلة النهوض والإنقاذ. وأتى اعلان البنك الدولي عن محفظة للبنان قيمتها مليارا دولار دليل ثقة إضافية بلبنان. وقال الوزير السابق الخازن: «ازددت قناعة بأن الرئيس عون لن يتهاون في الوعد الذي قطعه على نفسه ومواطنيه للإقلاع بحكومة تعمل وتنتج وتنجز لأنه يعوّل على حكومة العهد هذه بعدما مهّد لها بحكومة جامعة وانتخابات نسبية. وكان الرأي متفقاً على أن المعوّقات الحالية هي من باب رفع السقوف التي تسبق عادة الاتفاق على ما فيه المصلحة العليا في البلاد».

سياسيًا ايضاً، استقبل الرئيس عون النائب السابق فادي الأعور والشيخين سلمان يحيى ومحمود يحيى، وعرض معهم شؤوناً عامة.

دبلوماسيًا، استقبل الرئيس عون السفير المعين في الفاتيكان النائب السابق فريد الياس الخازن، وعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات بين لبنان والكرسي الرسولي.

كذلك عرض الرئيس عون مع سفيرة لبنان في الصين ميليا جبور العلاقات اللبنانية – الصينية وسبل تطويرها في المجالات كافة، لا سيما من الناحيتين الاقتصادية والسياحية.

وفي قصر بعبدا، نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور ريمون صايغ والمحامي شارل غفري، اللذين تداولا مع رئيس الجمهورية في شؤون نقابية وأوضاع الأطباء في لبنان وحاجاتهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى