علي عبد الكريم يلتقي باسيل: كل المبادرات يجب أن تمر عبرنا
طمأن سفير سورية علي عبد الكريم علي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى أن أعداد السوريين الذين يرغبون بالعودة الى وطنهم وإلى المناطق التي أصبحت بمأمن من هيمنة المجموعات الإرهابية المسلحة وتشكل الغالبية الساحقة من الأراضي السورية الى ازدياد، حيث إن بعضهم يأتي الى السفارة للاستيضاح بهدف العودة، ونجيبهم ان من ليس لديه أي إشكالات أو أي مترتبات مالية أو استحقاقات تجاه الدولة المضيفة، بإمكانه التوجه مباشرة الى الحدود لأن سورية بحاجة الى كل ابنائها وترحّب بهم وتسهّل لهم العودة بتوجيه من الرئيس بشار الأسد ومن كل الجهات المعنية في الدولة السورية».
وقال خلال زيارته باسيل: «المبادرة الروسية إيجابية تسهم بالتنسيق مع القيادة السورية في تسهيل كل الأمور، وتذليل بعض العقبات للسوريين الذين لجأوا الى مناطق في دول الأردن وتركيا ولبنان وأوروبا»، معتبراً أن «هذه المبادرة تسهل العودة، خصوصاً أن القيادة في سورية والرئيس الأسد شخصياً، لم يضعا شروطاً تعجيزية، بل على العكس هناك تسهيلات لإزالة أي عوائق. ونحن نجيب على كل الاستفسارات كي يطمئنوا الى عودتهم».
ولفت إلى أن «الوزير باسيل سأل عن أوضاع مَن هو محكوم بالخدمة الإلزامية، فأجبته أن الرئيس الأسد يصدر سنوياً أكثر من مرسوم عفو عن كل من فر أو هرب أو من كانت لديه أوضاع معينة ويعطى مهلة لتسوية أوضاعه. وبالتالي فإن عدد السوريين الذين يعودون إلى الخدمة الإلزامية غير قليل، وكذلك هناك مجال وبشكل مستمر لدفع البدل النقدي لمن أمضى أكثر من أربع سنوات خارج سورية».
وأوضح «الجيش الذي انتصر في ريف دمشق وفي جنوب سورية ودرعا والقنيطرة وحلب وسيطر على المساحة الأكبر، مع بقاء جيوب محدودة من المناطق تحت سيطرة الإرهاب، خلق ارتياحاً، ما زاد من عدد المتطوعين للدخول الى الجيش الذي أصبح مرتاحاً، وهذا يشجع السوريين في الخارج على العودة، خصوصاً وأن المدن الصناعية في حلب وحمص ودمشق والمعامل المتوسطة والكبيرة والصغيرة تعود للعمل»، مؤكداً أن «سورية بحاجة إلى اليد العاملة والخبيرة والفتية الموجودة في لبنان وتركيا والأردن ومصر وفي كل الدول، إضافة الى رؤوس الأموال الوطنية، صغيرة كانت أم كبيرة، للعودة والإسهام الجدي والفاعل والحقيقي في إعمارها».
وتابع: «السوريون هم أصحاب الحق في إعادة بناء ما هدمه الإرهاب والدول الراعية له وما هدمته المخابرات والأموال، وكل هذه الحرب المركبة التي أساءت الى العالم عبر إساءتها لسورية الدولة التي تسعى وتعمل بشكل مستمر وبلجان مكثفة وبتوجيه مباشر من الرئيس الأسد لعودة السوريين الذين تحتاجهم معامل ومزارع وحقول سورية ولبناء وطنهم الذي كان وسيبقى من أجمل الأوطان وأكثرها توليداً للحضارة وللكفاءات العلمية والثقافية، والذي كان بيئة متميّزة ومتقدمة على غالبية بلدان الدنيا في حرية العبادة».
ورأى أن «تكليف رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون للأمن العام ومديره اللواء عباس إبراهيم يعطي نتائجه، والسفارة السورية مشرّعة أبوابها طوال الـ 24 ساعة، والحكومة اللبنانية تتكامل مع الحكومة السورية عبر سفارتيهما ووزارتي خارجيتهما وبتوجيه من قيادتي البلدين، وهناك حاضنة حقيقية في غالبية البيئة الوطنية اللبنانية وإن كانت أصوات ترتفع من وقت لآخر لمآرب معينة، لكني أرى ان مصلحة البلدين والشعبين اللذين تربطهما اواصر القربى والعائلات هي واحدة على ضفتي الحدود، والإرهاب الذي تنتصر عليه سورية انتصر عليه ايضاً لبنان، لذلك التكامل هو مصلحة للبلدين».
وعن زيارة الوفد الروسي والتداول حول تأليف لجان مشتركة بين لبنان وسورية وإمكانية التنسيق المباشر مع الحكومة اللبنانية، وعما إذا كان سينسحب عملها على «معبر نصيب»؟ قال: «ما دام هناك دولة في سورية ودولة في لبنان واتفاقات وتفاهم بين البلدين، فالروسي يسهّل، ويمكن أن يدعم الجهود التي نقوم بها، وتنسيق اللواء إبراهيم مع الجهات المعنية في سورية يريح الجانب الروسي ويشكل استجابة لهذه المبادرة. وأنا لا أرى تناقضاً ولا أيّ من هذه الاطراف يعرقل عمل الآخرين. المهم والاساس هو القيادة في سورية والجهات المعنية. نحن مرحّبون ومنفتحون، وكل المبادرات يجب ان تمر عبرنا. واذا لم يتم ذلك تكون الامور في غير مسارها الصحيح، وبالتالي هذا النداء لكل السوريين، من ليست لديه اي عوائق او موانع بإمكانه ان يتجه الى الحدود، وكل المدن في سورية بانتظار أبنائها، ومن لديه إشكالات صغيرة تعالج بالتعاون بين الدولتين اللبنانية والسورية. والعقوبات الاقتصادية يجب ان ترفع لأنها السبب الرئيسي في هجرة الغالبية من السوريين الذين لديهم معاملهم ومزارعهم وحقولهم وخبراتهم ولديهم صناعة دواء متقدمة في دول المنطقة، وعندما ترفع هذه العقوبات يتمكّن السوري من مساعدة نفسه ومساعدة أشقائه».
وعن عودة العمل الى «معبر نصيب» قال: «الدولة السورية هي صاحبة الشأن، طبعاً هناك مصلحة للأردن وللبنان بفتح هذا المعبر الأساسي. وأعتقد ان التشاور يجري بشأنه وسورية هي التي ترسم ما تريد. والذين أخطأوا بحق سورية وبحق بلدانهم وسيادتها هذا الأمر بتقديري يجري البحث فيه والأمور تسير بشكل جيد».
وعن دخول السوريين عبر معابر للتهريب، شدّد على أن «ضبط الحدود يفرض على الحكومتين والجهات المعنية على طرفي الحدود التنسيق ووضع الضوابط».