للجدّة حكايات غريبة…
للجدّة حكايات غريبة…
بثوبها المزركش ومنديلها الحريري الناعم…
جلست تمشّط لي شعري…
وتحكي لي قصة الليمونة الشريدة…
كان يا ما كان في قديم الزمان…
بنات وصبيان…
وبساتين وحيطان…
خلف الحيطان عائلة…
والعائلة.. لها جيران…
كان يا ما كان…
كان للأرض عنوان…
وللزمان عز…
كااان في إنسان…
الصورة المعلقة على الجدار…
سحبت أنفاس جدتي…
مع نهاية الضفيرة…
ياااازمان الجدة…
أليت ليتك تعود يوماً…
هل كان للسهر الجميل تحت الكرمة…
أصل…
وهل لأهزوجاتها الحلوة…حقاً.. عودة…
إيييييه يا جدتي…
والتين والزيتون…
وأنت الليمونة التي أنجبت أطفالاً…
ولا تزال…
هناك…على تراب عنّابة مزروعة كالعلم…
وفي مخيمات البقعة واليرموك…
تعلمتِ نسيان العتب…
العتب مرفوع…
والدين… في الرقاب إلى يوم الدين…
ولحن الحنين…
أنشودة عشق…
عبق ياسمين…
ورائحة القدس…
مزروعة بين تجاعيد اليدين.. والوجه وتاه العمر…
وكبرنا أيتها الجدّة…
وهرمنا يا جدّة…
بحثاً عن باب للمفتاح الذي ما زال معلقاً حول رقبتك…
خنقني الطوق…
والمفتاح…
وسافرت الأرواح…
ولا تزال الليمونة تنجب…
والأولاد يتوارثون المفتاح…
قبلتي أنتِ حيثُ ولدتِ…
ولي عهد…ألا أتوه…
عنك ِ..
عن عنوانٍ…
حفظته أكثر من اسمي…
ومن أنا…
وما أنا…
إلا جرح نازفٌ مفتوح…
يقطر إصراراً…
وما أنا إلا…
جدارٌ يتداعى…
فيصير حجارة…
أنا أتقن فن رمي الحجر…
وسأرمي يوماً بيتهم الزجاجي…
وسيرحلون…
وسأعود…
وسنبدأ معاً من جديد…
حكاية حلوة…
بلون البحر… والشمس…
وسيخرج الحلم من الأسر…
سيُفرد الجناح…
محلقاً فوق أرض التفاح…
ويلوّح برائحة كعك القرفة والزنجبيل…
وللعيد يا حبيبة الروح…
طعم آخر…
وأنت العيد… حين نعود يوماً
هزار عقول