أيّها الوطنُ… لا أحتاجُ إليكَ
أنا فقط شعرتُ خارج حدودك بأنّ روحي محبوسة ضمن قارورةٍ محكمة الإغلاق ورُميتْ إلى قاع البحر.
لا أحتاجُ إليكَ…
كنتُ واثقةً بأنّ غيابي عن منزلي لن يتجاوز بضعة أشهر لذلك تركتُ السّتائر معلّقةً في مكانها ظنّاً منّي أنّها ستحميه من القذائف والشّظايا… لكن قلبي الذي تركته معلّقاً على جدران البيت هو الذي فعل !
خشبُ التّابوتِ… لا أحتاجُ إليكَ
أنا فقط أذيب ما استطعتُ من جسدي لتستطيع احتوائي عندما ألتجئ إليك !
أيّها الموتُ… لا أحتاجُ إليكَ
أنا فقط أرى أنّك الوجه الأجمل والأكثر عدلاً
للحياة !
أيّها البشر… لا أحتاجُ إليكم
أنا فقط عندما أطرق باب العزلة أصطحبُ معي صوركم، عطركم وبعضاً من عناقكم !
أيّها الخالق… لا أحتاجُ إليكَ
أنا فقط حاولتُ مراراً – وبوسائل شتّى – أن أصلَ إليكَ جسداً وروحاً و… فشلتُ !
أتمنّى أن أطاولَ كتفكَ وأبكي
فأنتَ تعلو الغيمَ ولم تتذوّق قط مرارة الدّمعِ الذي ينهمرُ من مقلتَي !
لا أحتاجُ إليكَ…
أنا فقط أحلم بيدكَ تربّتُ كتفي وتمسح شَعري
وأنا جاثيةً عند قدميك !
وأنتَ
أيضاً وأيضاً… لا أحتاج إليكَ
فقط
كالتفاتةِ ثكلى كلّما سمعتْ طفلاً ينادي أمّه
أتلفّتُ بحثاً عنكَ كلّما ارتجفَ قلبي !
ريم رباط – حلب – سورية