السيد: التمديد اغتصاب للسلطة
اعتبر المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد أنّ أي تمديد للمجلس النيابي الحالي، «يشكل عملية اغتصاب واضحة للسلطة» داعياً فريق الثامن من آذار وحلفاءه إلى عدم الانخراط في هذه الجريمة.
وأكد السيد في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي «أنّ أي تمديد للمجلس النيابي الحالي، ومهما كانت أسبابه المُصطَنعة ومبرراته الواهية، إنما يشكل عملية اغتصاب واضحة للسلطة وسرقة مشهودة للإرادة الشعبية، عدا عن كون مثل هذا التمديد سيكون في حدّ ذاته بمثابة رسالة عجز وتيئيس للشعب اللبناني بأنه محكوم عليه سلفاً، ولعدة سنوات قادمة، بالجمود وبالتدهور السياسي والاقتصادي والأمني، هذا عدا عن أنّ النواب الحاليين سبق أن مدّدوا تلقائياً لأنفسهم لمدة سنة ونصف سنة، وحصلوا بالتالي على فرصة كافية لتحسين وضع البلد وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا أنهم لم يفعلوا شيئاً خلالها، لا بل زادت الأوضاع تدهوراً وسوءاً وفراغاً، بما فيه عجزهم الفاضح عن انتخاب رئيس بالأمس القريب ولا حتى اليوم ولا في المدى المنظور».
ورأى السيد «أنّ سرقة وكالة الشعب اللبناني وعدم تجديدها من خلال الانتخابات النيابية سيعني حكماً استمرار الفراغ والصراع القائم في السلطة وحرمان الجيش اللبناني من الغطاء السياسي والشرعي المتكامل، الذي هو في أمسّ الحاجة إليه في المرحلة الراهنة والمقبلة، متسائلاً: بأي حقّ ومنطق يعتبر هؤلاء النواب أنّ لبنان لا يتحمل إجراء الانتخابات النيابية، فيما يعتبرون في المقابل أنّ البلد والناس يتحملون سرقة تمثيلهم والتمديد التلقائي لهم، علماً بأنّ الأخطار المحتملة لأي انتخابات لا تُقارَن بالمساوئ الحتمية التي ستنتج من أي تمديد، هذا عدا عن أنّ بلداناً أخرى قد جرت فيها انتخابات بينما هي تعاني أوضاعاً أسوأ من لبنان بكثير، مثل أوكرانيا وتونس ومصر والعراق وغيرها».
ودعا اللواء السيد «فريق الثامن من آذار وحلفاءه إلى عدم الانخراط في جريمة التمديد للمجلس النيابي الحالي، سواء بالتصويت أو بتسهيل ارتكاب تلك الجريمة من طريق التغيب عن الجلسة أو بالحضور الصامت فيها»، مشيراً «إلى ضرورة عودة هذا الفريق إلى قراءة التاريخ القريب، من خلال وثائق ويكيلكس عن الفراغ الرئاسي الذي حصل في عام 2007 بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، ليتبين لهم بوضوح أنّ كل المناورات الجارية حالياً من قبل فريق تيار المستقبل وحلفائه حول الفراغ الرئاسي والتمديد هي تكرارٌ حرْفي لما سبق وقاموا به في الماضي، وأنّ مناوراتهم تلك كما اليوم، كانت تهدف في الدرجة الأولى إلى المراهنة على الوقت في انتظار التطورات الإقليمية الجارية وإلى إقصاء العماد ميشال عون عن الرئاسة والمماطلة معه متكلين على الله حتى يقضِيَ فيه أمراً كان مفعولاً».