هجوم على السفارة الأميركية في أنقرة وتركيا تعتبره محاولة لخلق حالة من الفوضى

أفادت وسائل الإعلام التركية، مساء أمس، بأن «قوات الأمن اعتقلت شخصاً في العاصمة أنقرة يشتبه بصلته في الهجوم على السفارة الأميركية».

وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، «إن جهاز الأمن يجري تحليلات تقنية للكشف عن هوية السيارة التي أُطلق منها النار على السفارة الأميركية والأشخاص الذين كانوا في داخلها».

وأضاف خلال تصريح أدلى به في إسطنبول، «أنه لا يمكن الكشف عن ملابسات الحادث وأسبابه دون القبض على الفاعلين».

وشدّد أنه «من الخطأ الإدلاء بتصريح بخصوص الحادث قبل القبض على الجناة».

وفي وقت سابق صباح أمس، جرى إطلاق نار على سفارة الولايات المتحدة في تركيا من سيارة، مسفراً عن تحطم بعض نوافذ السفارة، من دون وقوع أي إصابات.

وأشارت المصادر إلى أن «الهجوم وقع في الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت أنقرة»، لافتة إلى «أن الشرطة باشرت في البحث عن المهاجمين الذين فروا من مكان الاعتداء».

وتزامن الهجوم على السفارة مع تفاقم الخلاف بين أنقرة وواشنطن حول محاكمة تركيا للقس الأميركي أندريو برونسون، الموقوف في تركيا بتهمة الإرهاب والتجسس.

في السياق نفسه، قال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «إن الهجوم على السفارة الأميركية في أنقرة كان محاولة واضحة لخلق حالة من الفوضى».

ودان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في تغريدة على موقع «تويتر» الهجوم الذي وقع أمس، مؤكداً أنّ «السلطات المعنية تجري تحقيقاً للوقوف على ملابسات الحادث».

من جهته، أكد المتحدث باسم السفارة الأميركية في تركيا ديفيد جينر، «أن الهجوم على مبنى السفارة في أنقرة، أسفر عن تحطّم بعض نوافذها، من دون وقوع أي ضحايا».

وقال جينر، أمس: «يمكننا أن نؤكد وقوع الهجوم على السفارة في وقت مبكر من هذا الصباح، وليس لدينا تقارير عن وقوع أي إصابات ونتحقق من التفاصيل».

وعبّر جينر عن شكره للشرطة التركية، وقال: «نشكر الشرطة التركية على هذا التحرك السريع».

وكانت وسائل إعلام تركية تحدّثت أمس، عن «إطلاق رصاص من سيارة على السفارة الأميركية في أنقرة».

وقالت قناة «سي أن أن تورك» إن «إطلاق النار المذكور أدى إلى تحطيم نوافذ دون وقوع ضحايا».

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، ورد أن «المسلح استهدف كابينة الحراسة الأمنية في السفارة». وبحسب ما ورد «نُبّهت السلطات المحلية بوقوع السيارة وإطلاق النار وهم يبحثون عن المشتبه به».

وسُمع ما لا يقل عن 4 طلقات نارية أمام بوابة 6 في السفارة بالقرب من كابينة ضباط الأمن. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن.

وأضافت «أن فرق الشرطة تبحث عن الجناة الذين فروا في سيارة بيضاء بعد الهجوم الذي وقع في نحو الساعة 5 صباحاً 0200 بتوقيت غرينتش ».

وشهدت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بسبب محاكمة برونسون الذي أمضى 21 شهراً في سجون تركيا ووضع قيد الإقامة الجبرية الشهر الماضي.

ويواجه برونسون الذي يقيم في تركيا منذ أكثر من 20 عاماً اتهامات بدعم أنصار الداعية فتح الله غولن المتواري في الولايات المتحدة، والذي تتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا صيف 2016.

ودعت وزارة الخارجية التركية في 1 آب الحالي الحكومة الأميركية إلى التراجع عن قرارها بفرض عقوبات على وزيرين تركيين، قائلةً إنه «سيتم الرد بالمثل على الإجراءات العدائية الأميركية ضد تركيا وهذه الإجراءات لا تخدم أي هدف».

أنقرة تقدّم عرض مقايضة في قضية القس الأميركي وواشنطن ترفض

رفضت واشنطن عرضاً من أنقرة ربط الإفراج عن القس الأميركي المحتجز في تركيا، بـ«إعفاء بنك تركي كبير من غرامات ضخمة مفروضة عليه من قبل الحكومة الأميركية»، حسب «وول ستريت جورنال».

وحسب الصحيفة، فإن «أنقرة طلبت من الإدارة الأميركية خطوة جوابية مقابل الإفراج المحتمل عن القس أندرو برونسون، تتمثل في أعفاء مصرف خلق بنك التركي من غرامة تقدر بمليارات الدولارات، كانت قد فرضت عليه بتهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية ضد إيران».

في أيار الماضي، حكم القضاء الأميركي بالسجن 32 شهراً على المصرفي التركي محمد هاكان عطاالله، نائب المدير العام لـ«خلق بنك» سابقاً، المتهم بمساعدة إيران في التهرب من العقوبات الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض «أنه لن يتم النظر في أي مسائل خلافية أخرى مع تركيا، بما في ذلك قضية خلق بنك ، قبل إطلاق سراح القس».

وذكرت الصحيفة «أن الرفض الأميركي لعرض أنقرة يمكن أن يؤدي إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية ضد تركيا في وقت ما من هذا الأسبوع».

والخميس الماضي، أكد وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين، «استعداد بلاده للقيام بذلك إذا لم يتم الإفراج عن برونسون».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى