الحبّ هو الصندوق الأسود للكتابة
خفت من محاورتها بدايةً وتوجّست خيفة من مشاكستها، تخيّرت كلماتي جيّداً ورتّبت أسئلتي، لكنّها كالعادة راوغتني ووجدتني أحيد عن مسار الحوار الذي رتّبته ووجدت الأجوبة تستدرجني لأسئلة حارقة، لاهثة مثل «حافية الروح» تماماً، لم تترك لي الروائية أن آخذ نفسي بل شدّتني إلى مجاهل أسئلة لم أفكّر فيها أبداً، لم أعرف بمن أتمسّك فيها، بالرّوائية التي تدافع عنها أقصد الرواية بشراسة. وهي كاتبة متمرّسة وواثقة مما تكتب، قلتُ هي الأهمّ إذا أم هي تدّعي ذلك؟ أنا مَن تعرفها جيّداً وتعرف كلّ خباياها وأسرار كتاباتها. هي تكتب بالروح كما قالت، تعيش الشّعر وتسكنها تفاصيل الرواية فتغنّي حيناً مواويل وأهازيج ورثتها عن شفة أمّها العاشقة وتشطح في الحضرة القادرية حتى تتوه معاً. إرث لا ينضب وتكتب الزّجل كبدوية لم تغادرها الصّحراء أبداً وتستصرخ أساطير الجدود الأولين وتعيشها وتكتبها وتأخذنا من عالمنا المرّ إلى حلو مذاقها. حافية الروح. لا أدري لماذا قفزت على «الأقحوان المصلوب على الشفاه» أول مجموعة شعرية صدرت سنة 2002. لعلّها هي الروائية من استدرجتني لذلك. فمريم تُسقط من يد الله أسقطت ورقة التوت عن المسكوت عنه من عهر اجتماعي واقتصادي وخاصة سياسي في تسعينيات القرن الماضي ليأتي العنكبوت لا يحرس الأنبياء دائماً كي يعرّي وهماً عشناه بثورة ماتت قبل أن تولد، وما زلنا ننتظر «السماء الثامنة» كي نحلّق معها بعيداً وراء الغيم. فتحيّة الهاشمي تكتب بحرفية عالية وبفنية نادرة وبأسلوب مميّز. هي متهمة بأنها تكتب للنخبة فلا تنكر ذلك بل تؤكّد أنها تكتب لنخبة النخبة وأنها تحاول أن تدفع بعقولها نحو الخلاص. هي طبعاً لا تملك الحلول، ولكنّها تحاول تعرية الموجود. هي بعض المشاكسات عشناها أنا وهي، الإنسانة والأديبة وسنعيشكم فيها معنا، حتى نصل إلى السماء الثامنة أو حكاية «الهواشم» التي هوستنا بها دوماً. ولن ننسى طبعاً الأطفال الذين صار لهم نصيب الأسد في كتابات فتحية الهاشمي، سلسلة أنا أقرأ أنا موجود ذات الأكثر من عشر قصص ستكون إضافة للمكتبة التونسية والعربية هذا ما لمسته من محتواها وكيفية معالجة المواضيع فيها، وقد اكتشفت الطفلة فيها والتي لم تغادرها أبداً.
أنا واحدة واحدة
مَن هي فتحية الهاشمي الأديبة والإنسانة؟
هي ليست كما قلت أنت نقيضان في جسد واحد، بل هي واحدة واحدة.
كيف ذلك؟
فتحية الهاشمي الإنسانة لا تختلف تماماً عن الكاتبة والواعية بحاضرها ومستقبلها والمستمدّة قوّتها من ماضيها الجغرافي والتاريخي والإنساني والحضاري. هي امتداد لمنّة في رواية «منّة موّال» وهي روح موّال المحبّ، العاشق، المتجذّر في عمق عمق ماضيه العربي، القرشي، الصحراوي، الأصيل فأنا/ نحن نحمل وطناً ضيّعنا وضيّعناه ذات تهجير، فظللنا كالخنساء لا يمكننا أن نتركه ويتركنا أبداً.
أكرّس حرفي للتذكير بنا
لقد ضيّعت الخيط الرابط بين عقلي وأسئلتي وطوّحت بي في متاهة كنت أتفاداها حتّى النّهاية، لكنّك ببراءة الإنسانة وبخبث الكاتبة رميتني في أتّونه: كيف لفتحية الشّاعرة أو الروائيّة أن تكتب هذا التّشظي الخطير؟
مَن ضيّع أصله لا يمكنه أن يجد نفسه ومَن ضاع من عقله خطّ سير الحكي فلن يجيد الرجوع أبداً. وأنا من هناك من امتداد الصّفرة ومن خلف جبال العتمة والرّيح جئت وجذوري المتجذّرة في بيئة كانت لا تجيد إلا الشّعر والحداء والغناء والحكي مازالت تنبت تحت «برنس» جدّي وشفة أمي العاشقة التي مازالت تشدّنا من أرواحنا كي نندغم في سيرة الهواشم أو الهواشميّة أو بني هاشم وسيرة علي بن أبي طالب جدنا الأكبر وسيفه ذو الحدين وسطواته وغزواته. ومازالت أمي تقول في فورة غضبها «باش تاقفلي شعرة السيد علي» وكنا نخاف ثورتها حينها وما زلنا نردّد قولها كلما أحسسنا بالضيم، مهما كان هذا الضيم. وأنا ببراءة الإنسانة وخبث الكاتبة، كما قلت، أكرّس حرفي للتذكير بنا وبمن مرّوا وبمن اقتحموا خلوتنا وبمن يحاولون اقتحام ما تبقّى من عنفوان حرفنا وحكينا وتجذّرنا في الفعل والقول.
الحرف هو الأصل في سرد التّاريخ
الحديث يجرّنا حقّاً لأسئلة لم أجهز لها نفسي: عندما تدخل الكاتبة هذا الأتون من الخصوصية كيف تكتبه؟ وهل تحافظ على الفنّية أم لا أو تهتمّ بالحكي أولاً؟
هنا يجب أن تتدخّل فتحيّة الهاشمي الروائية والشاعرة لأنني فعلا لا أركّز على الحكي أو سرد ماضينا أكثر من فنّية النّص الشعري أو الروائي. فالكتابة هي الأولى في حضرة الحكي. والحرف هو الأصل في سرد التّاريخ. والفنية هي الأهم في كلّ ذلك. فأنا أحرص كل الحرص أن تكون الحكاية سامية ونبيلة ومكتوبة بطريقة جيدة. فالأدب بالنسبة لي هو تناول وسيرة وعنفوان اللغة.
هل يمكن للغة حقّاً أن تكتب الحاضر الفوضوي الآن؟
الحاضر المرّ والفوضوي يحتاج إلى لغة قويّة وسلسة وشفيفة وحرّة كي تصنع حاضراً نقيّاً وصافياً ومجازفاً في الوقت نفسه، حاضرنا يستوجب منا لغة «فايقة» يعني تلامس الواقع ولا تجانبه وتضع حرفها على أصل الداء ولا تراوغه وتفتح العقل على الضّوء والنور حتى نستطيع الوصول للحقيقة.
الغلبة لي جميعاً
لمن الغلبة الآن للشاعرة فيك أو الروائية أو المنخرطة في المجتمع المدني؟
الغلبة لي جميعاً، فأنا لا يمكن أن أنسلخ عن الروائية فيّ أصلاً. أنا الآن أشعر أنني خضت التجربة الروائية بتميّز ودخلتها بتفرّد حقيقي وتناولتها بطريقتي الخاصة التي لا تشبه أحداً. قد تظنين أنني أصبت بالغرور والتضخّم وكبرت فيّ الأنا الروائية. أقول لك ربّما صار عندي البعض من ذلك وليس كلّه لأنّ السّاحة وأقولها عالياً الساحة الثقافية أضحت ساحة حقيقيّة والذي لا يكون فيها ذئباً كاتباً تأكله الأرانب المدّعية للثقافة، كنتُ أتمنى ألا أضع هذا المثل قيد الكتابة ولكنني وجدتني مضطرة فعلاً لذلك، لأن التواضع في غير محله ضعف ومع غير أهله استنقاص ومذلّة، ولذلك قلت ما قلت، لأنني أعتبر نفسي وصلت لمرحلة ما تخوّلني أن أدافع بقوة على مشروعي الروائي الذي حوصر وضيّق عليه الخناق. ووجدتُ أن الشعراء لا يعتبرونني شاعرة ويدفعون بي للروائيين والروائيين يدفعون بي للشعراء. ووجدتني أتساءل هل أنا الوحيدة التي تكتب الشعر والرواية معاً؟ حتى يقع معي ما يقع حقاً؟
أرى أن الأسئلة بدأت رائحة حرائقها تمتدّ وتشتدّ، هل لك أن تبيني ذلك بالفعل وليس بالقول؟
سيدتي الكريمة أنا شاعرة ولا أصنّف نفسي بين الشعراء الأوائل. هذا لا يعني أنني الأخيرة، ولكنني أعلم جيداً أنني أكتب نصاً حداثياً جميلاً يمكن أن يكون مقروءاً ومسموعاً وأنني أمسّ به روح القارئ بلغة سلسة وراقية وبصور شعرية ترتقي للجيدة، ولكن أجد أنني مقصاة من جميع المهرجانات والملتقيات الشعرية إلا مَن يدعوني من أصدقائي والمقرّبين لي، بينما أجد في هذه المحافل من لا يحسن رفع المبتدأ ولا جرّ المجرور. وقلت لا بأس هذا هو الشعر وأنا يعتبرني الجميع روائية. وهنا الطّامّة الكبرى فهؤلاء أيضاً لا يعترفون بنصّي رغم أن العديد من الأطروحات والمداخلات والمسرحيات وقعت حول رواياتي الثلاث، وأن دكاترة كباراً تناولوها في أطروحاتهم وأن الحمامات تشهد بمحافلها القصصية والسردية على ذلك ولا تقع دعوتي ولا استشارتي في استعمال كتاباتي وعندما يجدّ الجدّ أجد نفسي خارج دائرة السرد والشعر فأتساءل لماذا؟ هل لأنني لا أهاتف أحداً من أجل إدراج اسمي؟ أم لأن لي من الكرامة وعزة النفس والاعتداد بها أدبياً وإنسانياً ما يمنعني من تملّق أيّ أحد ولا استجداء أي لقاء؟ أسئلة تظل معلّقة الى أن أجد موقع قلمي وسط هذه الساحة المقرفة.
لم يشفع لي ذلك أبداً وبقيت محلك سر
والرابطة العربية للفنون والإبداع؟ ما نصيبها هي أيضاً في خضمّ هاته الساحة؟
الرابطة ومهرجان وهج القوافل والمسرحيات والعروض هي كذلك تعاني لستُ أدري هل هو حظّي العاثر؟ أم هو فقر برامجي وتفاهتها؟ أم هو سوء فهم لما أقوم به؟ أم أنني لم أنجح في إيصال فكرتي للناس؟ تبقى أسئلة حارقة في انتظار أجوبة لن تأتي وإن أتت فلن تشفي غليلي. أنا من دخلت القصرين بعد شهرين من الثورة وجلت في كلّ المناطق الساخنة ووصلت بقافلة المحبة تقريباً الى البرمة، ولكن لم يشفع لي ذلك أبداً وبقيت محلك سر. والسر لست أدري فيّ أم في اللجان أم في وزارة الثقافة أم الثقافة ذاتها؟ ثقافة المجاملات والأخوانيات و«حبني وانحبك وجيبني وانجيبك ورقصني يا جدع. وخلي عزاها سكات».
يبدو أنّ مجرد حوار لن يشفي غليلك؟ هل لهذه الدرجة أصابك الإحباط والظلم ممن حولك؟
الحمدلله ليس من كلّ مَن حولي. وهذه نعمة. فأنا أعتبر أن كتاباتي تعدّت المحلّية ووصلت للكثير من البلدان العربية وخاصة الجزائر وأن الطلبة يقومون ببحوثهم عن حافية الروح ومنّة موّال ومريم تسقط من يد الله، وأنّ التلاميذ والشباب في أغلب الملتقيات التي أحضرها يتعرفون إليّ والى نصوصي ويطالبونني بها. وهذه نعمة تقلل من قلقي وإحباطي وتشدّ من عزيمتي كي أكتب من أجل أن أحيا.
يبدو أنّ في القلب غصّة وفرحة في الآن ذاته.
ستنقشع الغيمة وما يبقى كان الصّحيح، التاريخ لا يرحم.
الشابي قامة أدبية لا أبدية
مثل الشّابي، تعتقدين أنّ التاريخ سينصفك؟
الشّابّي حكاية أخرى، مثل المتنبّي وخريّف والدقلة في عراجينها، الشابي نبغ في عصره وتناول قضايا النضال ضدّ المستعمر واستنهض همم النّاس، ولكن تونس لم تنجبه هو فقط. هناك الكثيرون ممن يجب أن نلتفت إليهم وأن ندرس أدبهم ونضعهم في المكانة التي يستحقّونها، تونس ولاّدة. الله يبارك في أرحام نسائها.
إذاً، حتى الشابي لم يسلم منك، هل صرتِ أشهر منه؟ والمتنبي أيضاً ما حكايته معك؟
لا أبداً، الشابي يظلّ قامة أدبية ولكن ليست أبدية. الأسماء كثيرة والمدارس مختلفة ليأخذ كل مبدع حظّه. أمّا المتنبّي فحكاية أخرى لا أحبّ أدب البلاط مهما كانت فنّيته.
يبدو أنّ الغرور قد أصابك صديقتي. ربّي يشفيك.
هي الثقة في النّصّ والتّموقع في المشهد الثقافي لا غير، كلّ منّا يعرف ما هو نصّه ومَن هو بين المبدعين ويكذب عليك مَن يدّعي جهل ذلك.
لن آخذ مكان أحد
إذاً، أين تصنّفين فتحية الهاشمي، خذي مكان المتلقي.
لن آخذ مكان أحد، فقط أقول لك إنني أعي جيداً مكانتي الروائية أولاً وأعلم أنّ رواياتي من أهمّ المنجز التونسي والعربي، لمَ لا، وبيننا التاريخ الثقافي سيثبت صحّة اعتقادي.
الرواية، ماذا تعني لك؟
مملكتي وأنا سلطانتها، دخلتُها صدفة ولم أنثر الحروف خلفي كي لا أجيد طريق الرجوع.
الشّعر؟
تقصدين الشعراء؟ تسمعين جعجعة ولا تقرئين شعراً إلا القلّة القليلة ممن رحم الشّعر.
الحبّ؟
يااااااااااااه على الزمن الجميل، الحبّ هو الصندوق الأسود للكتابة.
السياسة؟
مثل طواحين الهواء تبيعنا الوهم وتتغذّى من دماء الشّرفاء.
الوطن؟
أنا.
وأنت؟
الوطن.
حافية الروح؟
حبّي الأوّل، أنا ريحان البداية وفتحية النهاية وبيننا خيط من نور.
مريم تسقط من يد الله؟
مريم العذراء دوماً المفتضّة كلّ حين، يلتجئ لها الجميع، لكنّهم يلعنونها ويتبرّؤون منها. وفي الحقيقة يلعنون ضعفهم ونفاقهم وعهرهم الاجتماعي والسياسي ويتبجّحون برجولة لا يملكونها «ينهزمون في الحرب وينتصرون في أسرّة البغايا».
ماذا تركت لهم إذاً؟
تركت لهم كذبة ادّعوها وصدّقوها ودعوا لها، مساكين ويلهم من غربال التاريخ.
العنكبوت لا يحرس الأنبياء دائماً؟
لعنة الحاضر وفوضى الفوضى. الأحمر يكتسح كلّ شيء والاسلام السياسي يعرّي عورات المدّعين للدّين. وتونس يقرّر مصيرها مثل كلّ العالم العربي الجهلة والقوّادون والسّراق. سرقوا حلم الشباب وتربّعوا على الوطن وهم «ساق في البرّ وساق في القبر».
اتحاد الكتّاب؟
الله يرحمه، جمّدت عضويتي فيه منذ ستّ سنوات، «آخر عهدي بيه زمان الميداني بن صالح»، هو مجرّد بناء تسكنه آمال وذكريات ووشوشات المبدعين الذين مروا به وآمنوا بالكلمة الحقّ والجادة، «ما تفكّرنيش في الموتة بربّي».
ما كلّ هذا التّشاؤم والرفض للموجود؟
هو واقع الإبداع المرّ وليس تشاؤماً، هي لوبيات تمكّنت من الاتحاد وهمّشت حاضره وضيّعت ماضيه. ويا رب يكون الآتي أفضل.
والهواشم؟
أسألها ضاحكة وتجيبني ضاحكة
« من هنا مرّوا
ما يزال الرّمل
يقتفي قمر الحكاية
يحتفي
بالسّائرات نحو غيب ألف عام
لنا في ما مضى من الحلم
في ما سيأتي من الأغنيات
هودج/ عسس/ ومماليك وسبايا /
ما يزال الرّمل يحتسي دمع الحكاية
والنّخيل ما يزال يختفي تحت ظلّي
كلّما جنّ الحداة واستبدّ الشّوق بالبقيع…
من هنا مرّوا
لدينا ما يكفي
من الوهم والأمنيات
لعليّ صوت أمّي والصّدى
لي وهم الرّيح تذروني وتستظلّ برمادي
فلم أزل على مشرقين
ولم يزل لنا جرح بالطّائف وبكربلاء لن يكتمل…
من هنا مرّوا
ما زلنا نغفو على صليل الكلام
ووعد
يبيح المشي على ما تخفّى من فرحنا
ما زلنا نخبز الحلم بما يورق من أصابع جدّتي
نركب الغيم
نستسقي الغمام…
فما نحن إلا البدء/ الآخر/ الكلّ/ أصل الكلام
من قصيدة
خرافة أعود من غدي
القادم؟
أجمل.
السماء الثامنة
أقصد أعمالك؟
رواية «السماء الثامنة»/ مجموعة قصص أطفال برؤية خاصّة جداً وتناول متفرّد، عنوان السلسلة أنا أقرأ أنا موجود كانت حلماً تمنيت أن يتحقق ببعث مكتبات في جميع مدارس الوطن من أجل حماية أطفالنا من الغرق وسط بحر الظلام، ولكنني لم أستطع ذلك فحوّلت الفكرة لقصص وستكون متوفرة في جميع المدارس بإذن الله. هناك ملاحم شعرية عن حكايات تونس القديمة وأبطالها أيضاً والآتي أجمل. انتظري قبل أن أنسى سأبدأ في كتابة نصّ لن أصنّفه أبداً لأنه عن «الهواشم» وسيكون عنوانه «الهواشم في البلاد التونسية بين الذاكرة الشعبية والحقائق التاريخية» لعلّني بذلك أترك أثراً لأحفادنا «يرحمون بيه عليّ». والآن يبدو أنك «خرّجت مني زيت الزيتون» كفاية أيتها المشاكسة.
حاورتها الشاعرة ضحى بوترعة تونس ـ ملتقى الأدب الوجيز