ترامب يوجّه انتقادات لاذعة لوزير العدل الأميركي ويطالبه بفتح تحقيق مع كلينتون
وجّه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، انتقادات لاذعة للنائب العام ووزير العدل في الولايات المتحدة، جيف شيسنز، داعياً إياه إلى «فتح تحقيق مع هيلاري كلينتون وعدد من المسؤولين الآخرين».
وأعاد ترامب إلى الأذهان، في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي في موقع «تويتر» أمس، تصريح شيسنز الذي تعهّد فيه بأنّ «وزارة العدل لن تخضع للتأثير غير المناسب من العوامل السياسية»، وعلق الرئيس الأميركي على هذا الوعد بالقول: «هذا ممتاز، جيف، ويريده الجميع، ولهذا السبب أنظر إلى كل هذا الفساد في الطرف الآخر، بما في ذلك الرسائل الإلكترونية المحذوفة لهيلاري كلينتون وأكاذيب المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي وتضارب المصالح في عمل المدعي الخاص روبيرت مولير».
كما دعا ترامب شيسنز إلى «فتح تحقيقات في أنشطة مؤسسة كلينتون والمراقبة غير الشرعية لحملته الانتخابية» بالإضافة إلى «التآمر السري مع روسيا» للديمقراطيين.
وأشار أيضاً بوضوح إلى أنّ «كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق ومنافسة ترامب في انتخابات الرئاسة الماضية، تستحق حكماً بالسجن عليها بسبب تصرفاتها».
وقال الرئيس الأميركي: «الموظفة المتعاقدة السابقة في وكالة الأمن القومي ستقضي 63 شهراً في السجن بسبب ما سمي بالمعلومات السرية، يا سلام، هذا شيء بسيط مقارنة بتصرفات هيلاري كلينتون! غير عادل جداً، يا جيف! هذه معايير مزدوجة».
وعلق ترامب بالتالي على التقارير حول إصدار حكم بسجن رييلتي لي فينير، الموظفة السابقة في شركة «Pluribus International» التي عملت مع أجهزة الأمن الأميركية والبنتاغون، بسبب ما وصف بـ«كشفها عن معلومات من تقرير سري لوكالة الأمن القومي».
وتأتي مطالبات ترامب بفتح التحقيقات مع الأطراف المذكورة في ظل زيادة تنبؤات بأنّ «الرئيس الأميركي قد يتعرّض لعزلة سياسية»، ويواجه مشاكل ملموسة في هذه الفترة بما فيها اعتراف محاميه السابق مايكل كوهين أمام القضاء بأنّ «ترامب فوّضه في عام 2016 بدفع مبالغ مالية من ميزانية حملته الانتخابية إلى امرأتين مقابل التزامهما الصمت حول علاقاتهما الجنسية معه».
كما ازدادت الضغوط عليه بسبب إدانة مدير حملته الانتخابية السابق، بول مانافورت، بالاحتيال، في أول محاكمة إثر التحقيق في «التدخل الروسي» المزعوم في انتخابات الرئاسة الأميركية.
من جهته، ردّ وزير العدل الأميركي جيف سيشنز على الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس دونالد ترامب لأدائه في مقابلة تلفزيونية قال فيها «إن سيشنز غير متحكِّم بإدارة الوزارة».
وقال سيشنز في بيانٍ له «إن وزارته لن تتأثر بالاعتبارات السياسية ما دام موجوداً في منصب وزير العدل».
وكان ترامب قال في مقابلته الأخيرة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية «إنه عيّن وزيراً للعدل لم يتحكم أبداً بزمام الأمور لمكافحة الفساد في الوزارة»، على حدّ تعبيره.
كما حذّر ترامب من أن «أسواق المال ستنهار إذا عزل من منصبه»، متحدثاً عن «تقدّم اقتصادي» قال «إنّه تحقق خلال رئاسته».
ويزيد اتهام مايكل كوهين المحامي الخاص السابق للرئيس الأميركي من الضغوط السياسية على الأخير قُبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقرّرة في تشرين الثاني المقبل. ففي الوقت الذي يحاول فيه الديمقراطيون استغلال هذه القضية لاستعادة سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ يلتزم الجمهوريون الصمت أمام فكرة محاسبة الرئيس أو عزله.