«الانغماسي» يُعيد شبح التفجيرات والضغط على حزب الله..

روزانا رمّال

كشف مصدر سياسي رفيع لـ»البناء» أن حملة الضغط السياسي والأمني والاستخباري على حزب الله قد بدأت. وهي مترافقة مع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران التي ينتظر جزء من الأفرقاء في لبنان تأثيرها على موقفه لجهة التأثير في تشكيل الحكومة، في الوقت الذي ينتظر فيه اللبنانيون اليوم كلاماً حاسماً لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في الشأن الحكومي غداً بخطابه في الهرمل ويتابع المصدر إعادة تحريك ملف المحكمة الدولية والتهديد بتحريك الشارع واحدة من هذه الضغوط وثانيها بدأ قبل أسابيع بإلقاء القبض على خلايا نائمة قررت المباشرة بتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد. وقد أعلنت الأجهزة الأمنية عن انغماسي «البداوي» الذي يوضع تحرّكه ضمن إطار الضغط على الداخل لتسريع تشكيل حكومة قبل انفلات الأمور. والأمر يتطلّب تنازل حزب الله والضغط على حلفائه خصوصاً التيار الوطني الحر للسير قدماً في مطالب حزب القوات، حيث يحظى هذا الحزب بأولوية في الرياض لجهة قدرته على إحداث فارق يكسبهم بالحكومة اللبنانية ما لم يكسبوه في الانتخابات النيابية. الأمر الذي يصبّ ضمن حسابات الإقليم العريضة التي تتجسد بعدم القدرة على حسم هوية حكومة عراقية مؤيدة للأميركيين والسعوديين يُضاف اليها الضغط الكبير في اليمن الذي تعتبر فيه الرياض أكثر المتضررين. وتُضاف الى هذا كله متغيرات محورية تبدأ بتركيا وتقاربها مع إيران ولا تنتهي عند حدود باكستان وترؤس عمران خان المناهض للسياسة السعودية الحكومة الباكستانية. ويختم المصدر «حزب الله الذي يدرك جيداً هذا الضغط ليس بوارد التنازل عن أي من حقوق حلفائه ولا الضغط عليهم بهذا الاتجاه. وأن التعويل على تأثره بالعقوبات الاقتصادية على إيران غير مفيد لأنه تعايش مع أزمات مالية أقسى في عز الحرب السورية. واليوم فإن الأمور في سورية تصبّ في صالحه بشكل أكبر من أي وقت مضى»، محذراً من «استخدام العمليات الإرهابية التي بشر بها البعض مطيّة للضغط على الشعب اللبناني أول وآخر المتضررين».

وفي تفاصيل العملية التي أعلن عنها فرع المعلومات وهي إلقاء القبض على شاب بعمر 19 عاماً من اصحاب السوابق بالأعمال الإرهابية والذي أطلق سراحه وعاد ليلعب الدور نفسه من البداوي وحقق معه، ليؤكد أن الموقوف هـ. س. عرض عليه مرافقته الى سورية للالتحاق بتنظيم «داعش»، فأبدى موافقته على ذلك. كما أعلمه بتواصله مع قريبه في سورية ومع شخص ملقب بأبو هشام، وطلبا منه العمل لصالح التنظيم في لبنان لجهة استهداف حواجز الجيش اللبناني وإحدى الكنائس، فرفض مشاركته بهذا العمل.

يكفي المذكور أعلاه من أصل ما نشر للإعلام ليستحضر اللبنانيين ذاكرتهم الاليمة ويعاد بث الإرهاب والرعب في صفوفهم. وهذا ما يأخذ حول تساؤلات كثيرة عن توقيت تحريك ملف داعش في لبنان.

اعتاد اللبنانيون على ازدياد الأعمال الإرهابية في كل مرة تتصاعد فيها نسبة الانقسام السياسي الداخلي، والوقت اليوم بدأ يشي بتشابه من هذا النوع بعدما تبين أن أغلب القوى السياسية في حالة من علاقات سياسية تشبه النار تحت الرماد وتمرير الوقت واستتباع كبير للخارج. ومن جهة أخرى تعتبر الحكومة اللبنانية نقطة من نقاط حساب المحاور المتقاتلة إقليمياً والتفريط بهويتها يعتبر خسارة لمحور على آخر. وهذا ما لن يتمّ بدون اعتراف جدي بموازين المنطقة الجديدة. هذا وقد بشر البعض بعودة الاغتيالات اذا ما بقي البلد على هذا الحال.

بالتدقيق في الجهة التي أعلنت عن الأمر يتساءل مصدر متابع لـ «البناء» عن توقيت الإعلان بريبة، إضافة للجهة التي تشكل بالنسبة لفئة من اللبنانيين نوعاً من الانقسام حولها لاستتباع بعض القيمين عليها بفترة سابقة لفريق سياسي معين. فهل هناك مصادفة ما أم أنها تقع ضمن الضغط على الداخل أيضاً وتحديداً حزب الله للسير بحكومة سريعاً؟

سؤال آخر عن اقتراب نهاية الموسم السياحي في لبنان مع اقتراب موسم الدخول في العام الدراسي الجديد وهو الوقت الذي ترتفع فيه نسبة الحديث عن اي احتمال لتنفيذ عمليات بعد أن تكون معظم الزيارات والجاليات والمجموعات السياحية من كافة البلدان قد حزمت حقائبها وهمت بالمغادرة. وبالتالي فإنه وبعد إعلان فرع المعلومات عن الحادثة صار لزاماً أخذ الحيطة والحذر من جديد ورفع نسبة التأهب المحلي أكثر من أي وقت. فكيف بالحال بعد التقارير التي نشرت والتي تحذّر من مغبة هرب إرهابيين من سورية بعد البدء بعملية موسّعة وشاملة في إدلب والاقتراب من اختتام المعارك السورية الكبرى والتي تؤثر مباشرة على الوضع المحلي في لبنان.

حزب الله المعني بأي ضغط أمني معني أيضاً بإثبات العكس لخصومه، أي أن فكرة التنازل غير واردة بالنسبة الى أي من حلفائه تعيد الذاكرة الى تمسك الحزب بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية باعتباره مكسباً محورياً كبيراً يترجم إقليمياً انتصار للحزب وحلفائه بالمنطقة ودونه أي نصر. وبالتالي فإن أي تنازل في لبنان غير ممكن، لأنه سينسحب أيضاً بتداعياته على باقي حكومات محوره المعنية، خصوصاً العراق وسيعني ذلك أيضاً تراجعاً في الملف اليمني المتداخل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى