لماذا لم يقدّم الرئيس المكلف مسودّة حكومته
عمر عبد القادر غندور
ربما من المرات القليلة جداً التي يتمّ فيها تشكيل الحكومة بصورة طبيعية منذ العام 1943 دون الحاجة إلى ولادة قيصرية. وهذه المرة ما زال «طلق» التأليف مترادفاً منذ ثلاثة أشهر ودخلنا في الرابع دون أن يلوح في الأفق ما يدلّ على اّن الولادة قريبة.
فالرئيس المكلف نفترض أنّ نيته سليمة لجهة إنجاز التشكيل، إلا أنّ التعقيدات ونظنّها خارجية هي التي تحول دون ذلك، رغم إلباسها الزيّ اللبناني!
إزاء حالة الاستعصاء هذه، لا ينبغي تحميل الرئيس المكلف أكثر مما يستطيع، وأتعب الناس من علت همته وقلّت مقدرته، وهو في الأساس لا يجيد فنون المناورة ما يجعله مثلاً يقدّم مسودّة حكومة ويعرضها على رئيس الجمهورية ويترك للآخرين قبولها أو رفضها، وينأى بنفسه وهو من محبّي النأي عن تعقيدات الأحجام والأوزان والحصص، لكنه لم يفعل ذلك إلى الآن.
علماً أنّ الدستور اللبناني يقضي بأن تتمثل جميع الطوائف في مجلس الوزراء، وتنصّ المادة 95 على تحقيق إلغاء الطائفية السياسية، وهذا لا يناسب الطبقة السياسية! والدستور يقول بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين في تشكيل الحكومة. فلماذا يصرّ البعض على احتكار هذا التمثيل لنفسه او لحزبه او لجماعته؟
مثل هذا التوجه قد لا يكون غائباً عن فكر الرئيس المكلف، ولكنه قد يكون تحت ضغط لا يستطيع القفز فوقه بوجود «معتمدين» غيره!
وإلا لماذا لم يقدّم الرئيس المكلف مسودّة حكومته، ولو على سبيل المناورة، ويفرض حواراً جدياً مع المستوزرين؟ ويتوقف عن إهدار الوقت؟
ولا ندري إذا كان ينتظر تطورات تجعله أكثر اقتداراً على مواجهة خصومه؟
أم أنه أخذ بالنصيحة التي تقول «الصمت يكسبك الوقار ويكفيك مؤونة الاعتذار»
فإلى متى يستطيع العهد الانتظار…؟
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي