صفحات من «الفنّ المجنح برؤى المبدعين».. رؤى ثقافية للدكتورة نجاح العطار

صفحات من «الفنّ المجنح برؤى المبدعين» كتاب يتضمن خطباً ومقالات للأديبة الدكتورة نجاح العطار في مواضيع متنوعة ألقتها في افتتاح مناسبات مختلفة على مرّ سنوات معبرة عن رؤى الشعب السوري الثقافية وتاريخه الحضاري، إضافةً إلى طرحها منظومات ثقافية سعت للالتزام بها لتصبح مكوناً أساسياً في بناء شخصية الإنسان.

وفي الكتاب ترى الدكتورة العطار أن التبادل الثقافي بين المكونات البشرية والاجتماعية في الأقطار العربية من أسس التمازج الحضاري بينها ومنطلق مهم لتبادل الأفكار وتعزيز الهوية العربية.

وتشرح المؤلفة أن بناء الإنسان فكرياً وخلقياً يجب أن يكون غاية الفن من خلال الصدق والنبل في الوجود والوضوح والتعامل الوجداني وتذليل العقبات التي تقف في وجه التطور وتشكيل سمات جديدة للإنسان الجديد. كما تشير إلى أن دمشق هي بلد الحضارات العريقة الضاربة في أعماق التاريخ وقائدة الصمود والنضال العربيين وظلت دوما موئلاً للقاء المثقفين والأدباء والفنانين العرب.

ويشغل المسرح ودوره حضوراً كبيراً في كتاب الدكتورة العطار باعتباره أبا للفنون، داعية لأن تكون المسرحية الملتزمة أو الجادة أو حتى النظيفة عماد المسرح العربي في سعيه لاكتشاف جمهور أكبر حتى ينهض برسالته ويعطي تأثيره في نشر الوعي، مؤكدة في الوقت نفسه أن المسرح حين يكون أشد تأثيراً على العقل وأكثر نفاذاً وحيوية في النفس يصبح أحد الأسلحة في الرد على الأعداء ومحاربتهم فنياً.

والثقافة، برأي الدكتورة العطار، لها دور بالغ الأهمية في بناء الإنسان بشكل صحيح وسليم، ذلك أن فنونها تغذي احتياجاته الروحية والمادية، ولا سيما أن ارتكزت على مضامين متعددة تبني العقل الأكثر حيوية وقدرة على تغيير المألوف وتطويره لتحقيق النهضة واللحاق بالركب العالمي لمواكبة ثورة المعلومات والمعرفة.

واعتبرت المؤلفة أن المتآمرين على قضيتنا يمضون في كيدهم وفي حبكهم للمؤامرات ويحملون في قلوبهم رغبة جامحة لإعاقة تقدّم العرب بشتى السبل.

كما كتبت العطار في كتابها أن المحبة هي رمزنا وشعارنا وأنها أساس القوة لتجعل الثقافة في الصدارة، باعتبارها الحاجة العليا للبشرية، وأن سورية مجرة ثقافية بما تحتضنه من ندوات ولقاءات واجتماعات تواجه فيها كل ما يعترضها من مخاطر.

وأفردت المؤلّفة الجزء الأخير من كتابها للفروسية كإرث تاريخي وحضاري عربي ومدى أثرها في تكوين الإنسان وبناء روحه وأخلاقه وأنها حجر الزاوية في الرياضة ولا سيما إذا اقترنت بالمحبة.

الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب والذي يقع في 190 صفحة من القطع الكبير يؤرخ لتاريخ أدبي طويل على يد أديبة سعت إلى بناء منهج ثقافي جديد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى