جسر التلاقي
وائل ملاعب
حبرُ الفراقِ ينوح للأوراقِ
فالدمع نار والحنايا مآقي
والأمةُ الثكلى لِسبعة أشهرٍ
تصيحُ يا مَنْ غبتَ يقتلني اشتياقي
أنيتها متشبعاً بمعينها
ذكراكَ يَمٌ والسّنون سواقي
ونذرتها ستين عاماً للعطاء
ما كبا خيلك مرةً بِسباقِ
يا نِسرَنا الآتي مِن زمانِ الشّواهين
عانقتَ مجدَ الحزب خيرَ عِناقِ
وصَقَلتَ عِزّكَ مِن نفوسِ الأوّلين
لتكونَ جسراً عند كلِّ تلاقي
كنتَ المقاومَ وصديقَ المقاومينْ
يَومَ سُبِيَتْ وَمْضَة الإشراقِ
ما كانَ عزمكَ في الميادينِ يَلينْ
وَحدتَنا حَطّمتَ أصنامِ الشِّقاقِ
يا حافِظاً لِلقَسَمِ مؤتَمناً أمينْ
غادرتَ أمتنا بِغيرِ فراقِ
والأمّةُ الثكلى شوقاً وحنين
تصيحُ يا مَن غِبتَ يَقتلني اشتياقي
أهديتني عمرَكَ وفِكرَكَ ودَمَكْ
ما مَسَّكَ الوَهَنُ على الإطلاقِ
غادَرتَني حرَّ اليَدينِ وفي فَمِكْ
ماءً كَنصلِ السيفِ في الأعناقِ
ولأننا في حضرةِ الأحياءِ ننتَظِمُ
وتُعَزُّ فينا الهِمَمُ والشِّيَمُ
ما إنْ أتينا نُكَرِّمُ أحياءنا
كنّا بِذِكْرِ عطائهِم نتكَرَّمُ
واليومَ ها هم أهلكَ رفقاؤكَ
أبناءُ حزبٍ مِنْ عطاكَ استلهَموا
قَد كَرّموك بوحدَةٍ وتعاهدوا
أن يُكمِلوا ما قد بدأتَ تُرَمِّمُ
مِنْ أشهرٍ زرناكَ نُلقي تحيّةً
قَبلَ الوَداعِ رَمقتَنا تتَبَسَّمُ
وكأنكَ في لَمعِ عَيْنيكَ تقول
كونوا كَسَيْلِ النهرِ لا تَتَوَهّموا
كالفجرِ كونوا دُقّوا أعناقَ الأُفول
وتماسكوا وتبلسَموا وتقدّموا
واليومَ نحنُ نُرَدِّدُ مِن ها هُنا
ما قُلنا يَومَ وداعِكَ وَنُعَمِّمِ
يا موتُ لا تَسخَر بِنا إن جِئتَنا
أحياءٌ نحنُ نشعُرُ نتألّمُ
نَبكي ونأسف ننتَفِض ما هَمنا
لكننا لا نُكسَرُ لا نُهزَمُ
أن نَبكيَ الأبطال فهذا حقنا
أن نَرتجف للموت فذاكَ مُحَرَّمُ
مُذ غابَ مَن وهب الحياةَ لحزبنا
أنّى أتانا الموتُ فينا يِكَرَّمُ