صلابة الجبل ومرونة الجسر
معن بشور
كان الحفل التأبيني الحاشد الذي أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي في مسرح المدينة في بيروت لأحد قيادييه البارزين الوزير السابق محمود عبد الخالق وحضره طيف واسع من القوى السياسية والمرجعيات الروحية يتقدمهم ممثل رئيس الجمهورية الوزير الصديق نقولا تويني، كان فرصة لاستعراض محطات نضالية كبيرة جمعتنا من مواقع متباينة كان فيها الرفيق الراحل صلبا كالجبل الذي تحدر منه ،مرنا كالجسر الذي كرس عمله السياسي من أجل أن يعبر فوقه خلافات عديدة كانت تنشأ بين أبناء الصف الواحد…
لم تكن الإبتسامة الحلوة ،التي لم تفارق محياه، فعل مجاملة مع الآخرين بل كانت بشكل خاص تعبيرا عن روح سمحة ونفس معطاءة وفهما للحزبية الأصيلة بعيدا عن التزمت الضيق..وفهما للالتزام العقائدي بعيدا عن التعصب والانغلاق…فقدم نموذجا متقدما للعمل الحزبي والسياسي يجعله في خدمة الناس والأمة بدلا من وضع الناس والأمة في خدمة المصالح الشخصية والفئوية…
محمود عبد الخالق كانت حياته حربا ضروسا ضد أفتين هما الصهيونية وربيبتها الطائفية والمذهبية مستهديا بفكر نهضوي حمله منذ عقود عدة الزعيم الشهيد المؤسس انطون سعاده ونظرائه من قادة الأحزاب الوطنية والقومية…
فهل يكون تكريمنا لراحلين كبار كمحمود عبد الخالق فرصة للاعتبار من تجاربهم الثرية والاستفادة من مسيرتهم الغنية فنطور الإيجابي منها ونتجاوز السلبي.