مفارقات ليست غريبة أبدا!
نصار إبراهيم
مفارقة رقم 1
على مدار قرن كامل، لم تنجح القوى الوطنية والقومية واليسارية العربية في إسقاط خط حدود واحد من الحدود التي خطها السيدان سايكس وبيكو وباللونين الأزرق والأحمر بين البلدان العربية في اتفاقيتهما الشهيرة عام 1916… ولكن الجميل اليوم أنّ ذات القوى ومنذ انطلاقة «الربيع العربي» و «الشعب يريد…» أصبحت تقاتل من أجل الحفاظ على تلك الحدود، أي حدود ذات السيدين سايكس وبيكو… أي منع تقسيم المقسّم… أي ما شاء الله!
مفارقة رقم 2
منذ بداية القرن الماضي وحتى اليوم، لم تتمكن القوى الوطنية والقومية واليسارية العربية من توحيد أي بلدين عربيّين جارين، مع أنها لم تتوقف يوماً عن رفع راية الوحدة العربية وراية «يا شعوب العالم المضطهدة اتحدوا!»… المحاولة الوحيدة كانت تجربة «الجمهورية العربية المتحدة» بين سورية ومصر حين أعلنت الوحدة بينهما في أول فبراير 1958، وحلت نهايتها سريعاً في 29 أيلول 1961… ولكن اللافت أنه في ذات الفترة جرى تقسيم اليمن، ثم السودان، ويجري التمهيد الآن لتقسيم العراق وسورية وليبيا… و… و… و… وإعادة تقسيم اليمن من جديد… فيما انقسم كلّ حزب إلى عدة أحزاب بما يشبه انقسام الأميبا… ما شاء الله!
مفارقة رقم 3
الأحزاب والقوى الماركسية والشيوعية العربية التي لم تتمكن طيلة تجربتها من توحيد عمال مصنعيْن، يعني مشغليْن، يعني ورشتين في بلد عربي واحد… مع أنها كانت ترفع راية «توحيد بروليتاريا العالم»… و«يا عمال العالم اتحدوا!» على سارية كانت تلامس القمر… ولا حاجة هنا للتذكير بالوحدة مع الفلاحين فهي تحصيل حاصل… أي ما شاء الله!
مفارقة رقم 4
القوى الوحيدة التي تجاوزت حدود وخطوط السيدين سايكس وبيكو ومسحتها بأقدامها ومدّت لها ولهما لسانها بين العراق وسورية ولبنان وصولاً إلى معظم بلدان الشرق العربي كانت حركة «داعش» الأكثر دموية وإرهابا ورجعية… يا عيب الشوم على قوى البديل الوطني والقومي واليساري العربي…!
مفارقة رقم 5
القوى الوطنية والقومية واليسارية العربية وعلى مدار قرن كامل لم تنجح في إجبار «إسرائيل» على تفكيك مستوطنة واحدة، أو منع حفر نفق واحد تحت الأقصى أو حول القيامة، أو تحمي عائلة مقدسية واحدة، أو إعادة لاجئ فلسطيني واحد… مع أنها ومنذ قرن كامل تصف ولا تزال وعد بلفور الشهير الذي أعلنته بريطانيا في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 «بالوعد المشؤوم»، يعني مرّت يوم أمس الأحد 2 تشرين الثاني 2014 ذكرى وعد السيد بلفور… يا عزا…!
صفحة الكاتب:
https://www.facebook.com/pages/Nassar-Ibrahim/267544203407374