التحالف السعودي يقرّ بمجزرة حافلة الأطفال في اليمن ويتعهّد بالتعويض!
أقرّ التحالف السعودي ضدّ اليمن أول أمس، بأنّ «الضربة الجوية التي نفذها على حافلة في اليمن الشهر الماضي وأودت بحياة العشرات بينهم أطفال كانت غير مبررة»، متعهداً بـ»محاسبة كل من ثبت ارتكابهم أخطاء».
يأتي هذا الاعتراف النادر بعد تصاعد الضغط الدولي على التحالف، وبعضه من حلفاء، لبذل مزيد من الجهد للحد من سقوط ضحايا مدنيين في الحرب التي أودت بحياة ما يربو على عشرة آلاف شخص ودفعت بالبلد الفقير إلى شفا المجاعة.
كان التحالف المدعوم من الغرب قال عند وقوع الحادث في التاسع من آب «إن الضربات الجوية على أحد أسواق محافظة صعدة استهدفت قاذفات صواريخ استخدمت قبلها بيوم واحد لشن هجوم على مدينة جازان بجنوب السعودية». واتهم التحالف حينئذ «الحوثيين باستخدام الأطفال دروعاً بشرية».
وقال الفريق المشترك لتقييم الحوادث، وهو لجنة تحقيق شكلها التحالف، أول أمس «إن الضربات نُفذت بناء على معلومات مخابراتية أفادت بأن الحافلة تقل قياديين حوثيين مما يعد هدفاً عسكرياً شرعياً، لكن التأخير في تنفيذ الضربة وتلقي أمر بعدم الضرب ينبغي التحقيق فيه».
وقال منصور أحمد المنصور المستشار القانوني للفريق للصحافيين في الرياض «كان هناك تأخير واضح في تجهيز الطائرة المقاتلة في الموقع والوقت المناسبين لاستهدافه وهو ما فوّت استهداف هذه الحافلة باعتبارها هدفاً عسكرياً في منطقة خالية ومكشوفة بغرض تجنب وقوع مثل هذه الأضرار الجانبية».
وأضاف «يرى الفريق ضرورة أن تقوم قوات التحالف وعلى الفور بمراجعة تطبيق قواعد الاشتباك المعتمدة لديها بما يضمن الالتزام بها».
وفي وقت لاحق أعلن التحالف «قبوله بالنتائج التي توصل إليها فريق التحقيق» وتعهّد بـ»محاسبة كل مَن ثبت ارتكابهم أخطاء».
وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية «قيادة القوات المشتركة تعبر عن أسفها لتلك الأخطاء وتقدم تعازيها لأهالي الضحايا وتضامنها معهم».
وأضاف «سيتم تكليف اللجنة المشتركة للنظر في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن بالتواصل مع الحكومة اليمنية الشرعية لتحديد هويات وأسماء المتضررين ليتمّ العمل على مساعدتهم وفق الإجراءات المنظمة لذلك… مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك وتطويرها بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث».
ورحّب الجيش الأميركي بـ»القرار». وقال: «إنّه يقدر قرار التحالف اتخاذ الإجراءات القانونية لضمان المساءلة وإجراء التحسينات اللازمة على قواعد الاشتباك الخاصة به لمنع مثل هذه المأساة في المستقبل».
وقالت دانا وايت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون في سلسلة تغريدات أول أمس، «وزارة الدفاع ترحب بإعلان التحالف بقيادة السعودية نتائج التحقيق في حادث استهداف يوم التاسع من أغسطس 2018».
وقالت لجنة من خبراء حقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي «إن بعض الضربات الجوية التي شنها التحالف ربما تشكل جرائم حرب»، بينما قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس «إن الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية ليس مطلقاً، لكنه سيستمر ما دام يعمل على تقليل حجم الخسائر في صفوف المدنيين».
وتجري الأمم المتحدة ترتيبات لعقد محادثات في جنيف في السادس من أيلول الحالي في أول محاولة من نوعها منذ أكثر من عامين لإجراء مفاوضات بشأن الحرب الدائرة باليمن.