بينغ: سنواصل تقديم المساعدة العسكرية المجانية للاتحاد الأفريقي
وقف القادة الضيوف والوفود المشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي مصفقين للرئيس الصيني حين أنهى كلمته، في مشهد يعكس حضور بكين الكبير في القارة السمراء منذ سنوات.
فيما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، «أنّ بلاده تخطط لتعزيز التعاون مع القارة الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة والتحديات الأخرى»، مشيراً إلى أنّ «بكين ستواصل تقديم المساعدة العسكرية المجانية للاتحاد الأفريقي».
وقال الرئيس خلال افتتاح منتدى التعاون الصيني الأفريقي: «قررت الصين إنشاء صندوق تعاون صيني أفريقي يتعلق بقضايا السلم والأمن لدعم تنمية التعاون بين أفريقيا والصين في مجال الأمن وحفظ السلام، وكذلك مواصلة تزويد الاتحاد الأفريقي بالمساعدة العسكرية بشكل مجاني».
وأشار بينغ إلى أنّ «بلاده تخطط لدعم مناطق مختلفة، مثل الساحل وخليجي عدن وغينيا وغيرها، بغاية الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب»، مؤكداً أنّ «بكين تنوي أن تجعل منتدى التعاون الصيني الأفريقي للسلام والأمن منبراً لتعزيز التبادلات وتعزيز التعاون في هذا الصدد».
وأضاف بينغ: «تخطط الصين للترويج لـ50 مشروعاً للمساعدة في مجالات مثل تنفيذ مبادرة حزام واحد طريق واحد ، وبعثات حفظ السلام الأممية، ومكافحة القرصنة البحرية والإرهاب».
واختتم الرئيس الصيني بـ»تأكيد أنّ بلاده ستواصل المشاركة في أنشطة الحفاظ على السلام والأمن في أفريقيا».
وتستضيف العاصمة الصينية بكين، يومي الثالث والرابع من أيلول الحالي، منتدى التعاون الصيني الأفريقي تحت شعار «التعاون المربح للجانبين التكاتف لبناء مجتمع أقرب لمستقبل مشترك للصين وأفريقيا» بحضور قادة ورؤساء 51 دولة أفريقية من أصل 54 في القارة السمراء، ما يعكس مدى التأثير الصيني في هذه القارة التي كانت تقسّم في الماضي بشكل أساس بين مجموعتي الدول الناطقة بالإنجليزية والفرنسية، وحيث هيمن بشكل ساحق لعقود طويلة النفوذ الفرنسي والبريطاني والأميركي.
وتبحث هذه القمة مشروعات طموحة، وتتطرق إلى مناقشة سبل تعزيز الشراكة بين الصين والدول الأفريقية، وذلك من خلال الاستفادة من المبادرة الصينية المعروفة باسم «الحزام والطريق» الهادفة إلى ربط آسيا وأوروبا وأفريقيا في استلهام لـ»طريق الحرير» الصيني التاريخي.
يذكر أن بكين كانت أعلنت نهاية العام الماضي أنها «استثمرت منذ البداية 60 مليار دولار في مشاريع تنموية في أفريقيا»، إضافة إلى أنها أنفقت «10 مليارات لتنمية الطاقة الإنتاجية، ووفرت 20 ألف فرصة تدريب للكوادر البشرية، و20 ألف فرصة أخرى للمنح الدراسية لأفريقيا».
ويشكل التغلغل الصيني في أفريقيا المطرد هاجساً للولايات المتحدة كان عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون بطريقة منفعلة، حيث قال خلال جولة زار خلالها في آذار الماضي خمس دول إن «الأنشطة التجارية الصينية تهدد استقلال دول أفريقيا، وتعمل على تبعيتها لبكين».
ورأى تيلرسون أيضاً «أن الاستثمارات الصينية مهمة لتنمية أفريقيا، وتعزيز بنيتها التحتية، لكن ذلك دفع أفريقيا إلى هاوية الديون بدرجة رهيبة».
وزاد على ذلك بالقول «هم خلال هذه الفترة، قدموا ديوناً ملغمة، وقاموا بممارسة الفساد، ودخلوا في اتصالات خطيرة».
بالمقابل، روج رئيس الدبلوماسية الأميركية السابق لعلاقات الولايات المتحدة مع القارة السمراء، لافتاً إلى أنّ «التبادل التجاري بين بلاده وأفريقيا يزداد عاماً بعد آخر»، وللدلالة على ذلك أشار إلى أنه «ارتفع من 33 مليار دولار في 2016، إلى 39 مليار دولار في العام التالي».
وتعهد وزير الخارجية الأميركي من أديس أبابا كذلك بأن «تقدم واشنطن مساعدات إنسانية للقارة بنحو 533 مليون دولار».