مواقف ندّدت بقطع المساعدات الأميركية عن «أونروا»: هدفه تصفية القضية الفلسطينية وتوطين اللاجئين
ندّدت أحزاب وجمعيات بقرار الإدارة قطع المساعدات المالية عن وكالة «أونروا»، مشيرةً إلى أن هدفه تصفية القضية الفلسطينية وتوطين اللاجئين في أماكن انتشارهم. وأكدت أن «هذا القرار الخطير يفرض على لبنان والدول العربية الإستنفار لمواجهته والتصدي له عبر اتخاذ الخطوات العملية لتأمين الأموال اللازمة لوكالة أونروا».
وفي هذا السيّاق، دانت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في بيان اجتماعها، أمس «القرار الأميركي بقطع المساعدات المالية عن وكالة أونروا، لأنه يشكل انتهاكاً صارخاً للقرار الدولي بتشكيل الوكالة وتوفير المستلزمات المادية لها، ريثما تتم إعادة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي شردوا منها، وذلك بموجب القرار 194 الصادر عن مجلس الأمن الدولي سنة 1949 كما أن القرار الأميركي له انعكاسات سلبية خطيرة تمس حق العودة المقدس لشعبنا الفلسطيني، ويهدد بفرض المخطط الأميركي الصهيوني لتوطين اللاجئين في أماكن انتشارهم، في سياق السعي لفرض تطبيق صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، بعدما فشل هذا المخطط في إسقاط الدولة الوطنية السورية المقاومة».
وأكدت الهيئة أن «مثل هذا القرار الخطير يفرض على لبنان والدول العربية الاستنفار لمواجهته والتصدي له، عبر اتخاذ الخطوات العملية لتأمين الأموال اللازمة لوكالة أونروا». وأشادت بموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري بمطالبة جامعة الدول العربية بعقد اجتماع عاجل لدعوة الدول العربية إلى سد النقص المالي نتيجة القرار الأميركي.
ورأت أن «مواجهة تحدي خطر التوطين الذي فرضه القرار الأميركي الساعي الى إلغاء وكالة أونروا، يتطلب استنفاراً رسمياً ووطنياً لبنانياً لمواجهته والتصدي له، إضافة إلى مواجهة القضايا الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة، وهو ما يستدعي الإسراع بتشكيل الحكومة والتوقف عن سياسة التعطيل وربط تأليف الحكومة بالقرار الأميركي والسعودي».
بدوره أطلق النائب السابق أمل ابو زيد سلسلة تغريدات تناولت وقف المساهمة الاميركية في وكالة «أونروا»، والتحذير مما تخبئه الولايات المتحدة، وجاء في هذه التغريدات «لا تتوانى الإدارة الأميركية عن اتخاذ كل الإجراءات إرضاء لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية المركزية، وآخر هذه الإجراءات وقف مساهمة الولايات المتحدة في وكالة «أونروا» ما سيؤثر سلباً على حق اللاجئ الفلسطيني في تأمين الظروف الحياتية والاجتماعية والتعليمية والاستشفائية الى حين عودته المقدسة إلى بلده فلسطين».
وأكد «أن وقف المساهمة الاميركية في «أونروا» أمر غير مبرر على الاطلاق إلاّ في اطار السياسات الأميركية المتتالية التي لا تتنكر فحسب لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، بل تغطي الممارسات الإسرائيلية لاحتلال الأرض وتغيير هويتها من خلال الخطوة المستنكرة بنقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس».
وأعرب عن خشيته «أن يكون وقف المساهمة الأميركية مقدمة لشيء ما جديد تخبئه الإدارة الاميركية ولا سيما في ظل ما يهمس عن محاولة للتخلص من حق العودة للاجئين الفلسطينيين في مقابل توطينهم في البلدان التي يتواجدون فيها، ومن بينها لبنان الذي يرفض اي توطين في مقدمة دستوره وفي مواقف كل الاطراف».
من جهته، لم يستغرب «تجمّع العلماء المسلمين» أن يقوم رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب باتخاذ قرار يتعلق بأونروا، بل كنا نتوقع ذلك كجزء من خطة إنهاء القضية الفلسطينية والقضاء على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، حتى تلك التي وعدوا السلطة الفلسطينية بها عندما أغروهم بالتخلي عن الكفاح المسلح والاعتراف بالكيان الصهيوني مقابل إعطائهم دولة مسخاً على أرض الضفة والقطاع، فتخلوا عن كل شيء مقابل لا شيء، ليصبح الأمر أخيراً أن لا دولة ولا القدس الشرقية عاصمة، بل كل القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب».
ورأى أن إعلان ترامب وقف دعم اونروا «سينعكس، لا على القضية الفلسطينية وفلسطين فحسب، بل سيمس بلداناً عربية، أهمها لبنان والأردن وسورية، وفي بعض البلدان سيكون لهذا الأمر تداعيات وإشكالات قد تتسبب باحداث تسيء إلى السلم الأهلي فيها».
ودعا إلى «الوقوف في مواجهة هذا القرار من خلال السعي لتأمين تمويل بديل عما تدفعه الولايات المتحدة الأميركية كي تستمر هذه المؤسسة بتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين».
وإذ نوّه التجمّع بـ «موقف وزارة الخارجية اللبنانية»، دعا إلى أن «تتحرك الدولة اللبنانية مع المؤسسات الدولية المعنية بهذا الأمر، كي تساهم دول أوروبية وعربية خليجية في تأمين التمويل البديل».
واعتبرت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان أن «قرار الادارة الأميركية وقف تمويل وكالة أونروا قرار ابتزازي وخاطئ ومستهجن ومنحاز، ولاإنساني ولااخلاقي لأنه يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية وتضييق الخناق الاقتصادي والمعيشي على الشعب الفلسطيني المظلوم».
وأيد رئيس «اتحاد الأدباء والمثقفين المغتربين» الكاتب طلعت العبدالله، «بيان الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب الرافض للقرار الأميركي برفع الدعم عن «أونروا». واعتبر «ان القرار جائر وظالم في حق اللاجئين الفلسطينيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، كما هو استهداف للقضية الفلسطينية برمتها»، مناشداً مؤسسات المجتمع الدولي والرسمي والأهلي «التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين ورفض القرار المنحاز الى المحتل الإسرائيلي والمعادي للإنسانية من خلال الضغط على الأمم المتحدة والدول الفاعلة لإلغاء القرار وإعادة قيام «أونروا» بإعطاء الحقوق وتقديم الخدمات للاجئين». وسأل العبدالله عن أسباب «الصمت المطبق تجاه القرار الأميركي»، داعياً إلى «موقف عربي مشرف وضاغط على الإدارة الاميركية والعمل على تقديم بديل عملي ومالي لاستمرار عمل «أونروا» وخدماتها وتقديماتها رغم ضآلتها»، مطالباً «بموقف متضامن وفاعل من كل المثقفين العرب».