الراعي: مهما عصفت الرياح يبقى لنا لبنان فارس: إنني دوماً معكم كأنني مقيم بينكم

افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفّول، «واحة عصام فارس للتنمية والتراث» في موقع حديقة البطاركة في الديمان، بحضور مدير مكتب فارس العميد وليم مجلي، وحشد من القيادات الروحية والزمنية.

ونظمت رابطة قنوبين للرسالة والتراث احتفالاً للمناسبة بدأ بقص الشريط التقليدي عند مدخل الواحة، حيث رفعت معالم الزينة ولافتات الترحيب بعون والراعي وفارس.

ثم كانت جولة في أرجاء الواحة الموسعة والمؤهلة لتشكل مركز الاستقبال العصري الأول للوادي المزوّد بمطبوعات الإرشاد السياحي ولوازم الإسعافات الطبية الأولية، في حضور الأدلاء لمرافقة المئات من زوار الموقع دورياً، والمجهز لتأمين الخدمات الأولية لهم بمن فيهم أصحاب الحاجات الخاصة. كما تمّ توسيع المساحات الخضراء في الواحة وجهّزت بالمقاعد ولوازم الاستراحة.

بعد جولة الاطلاع افتتح أمين النشر والإعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب اللقاء بكلمة شرح فيها مشروع واحة عصام فارس. ثم ألقى مجلي كلمة فارس، وحيا فيها رئيس الجمهورية والبطريرك الراعي، وقال «أملنا هو بمستقبل وطننا بالرغم من الصعوبات والتحديات، الأمل الذي تعزّزه قيادة عماد البلاد رئيسها ورمز وحدتها المؤتمن على دستورها، العماد ميشال عون، وبحكمتكم يا صاحب الغبطة تنشرون ثقافة اللقاء والحوار والانفتاح، وتبشرون بقيم العدالة والحرية التي توحد جميع البشر».

وأضاف «إن العناية المتصلة بتراثنا الروحي والوطني تعزز فينا الأمل بمستقبلنا على قاعدة أن من يجهل تاريخه وماضيه لا مستقبل له. وموقع حديقة البطاركة في الوادي المقدس هو أبرز المواقع اللبنانية ذات الأبعاد التاريخية والثقافية، الذي يحتضن تراثاً مشتركاً لكل المسيحيين ولاخوانهم المسلمين. ونحن من التزامنا قيم هذا التراث، وما تشكله من مقومات أساسية في هويتنا الوطنية، وفي دورنا المشرقي، كان انخراطنا في هذه المسيرة المشرقة منذ إقامة حديقة البطاركة سنة 2004، وانطلاق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وها نحن نكمل الدور ببركة غبطة البطريرك الكاردينال الراعي. وتعزيزاً لهذا العمل الثقافي غير المسبوق وضعنا أنفسنا في صميمه شركاء فاعلين مؤمنين برسالتنا كمسيحيين في لبنان والمنطقة».

وختم فارس «إنني بعميق المحبة والأمل أجدد تحياتي لكم جميعاً وأؤكد انني دوماً معكم كأنني مقيم بينكم، وأنتم في قلبي وكل لبنان في قلبي».

ثم كانت كلمة للراعي بدأها «بتحية كبيرة» للرئيس عون «الذي بالأمس عندما التقى الجالية اللبنانية في ستراسبوغ وجّه إليهم كلمة طمأنينة، ونحن نقول من هذا المكان واحة دولة الرئيس عصام فارس كما نراها بتركيبتها الهندسية الجميلة، نحن في حالة طمأنينة، ولهذا نقول لفخامة الرئيس إننا كلنا نعمل معه من أجل ضمان شعبنا، لأنه مهما اكفهرت الأجواء وعصفت الرياح يبقى لنا سقف كما هنا نستظل تحته هو سقف الوطن اللبناني». وأضاف «أنهى دولته كلمته بقوله «أنا معكم ولو بعيد وأنتم في قلبي وفي محبتي» هذا كلام لا يقوله من شفاهه بل يقوله من قلبه كما نحن نعرفه … نقول له وإن كنت بعيداً عنا يا دولة الرئيس فمحبتك معنا وترافقنا».

وتابع «كم تمنينا مع الشعب اللبناني أن يكون في لبنان، وهو تمنى أيضاً ذلك، ونحن نؤكد التمني أن يكون هنا وفي عداد المخلصين المحبين للبنان الذين يعملون في سبيله، وفي الخارج هو يحمل القضية اللبنانية في كل المحافل الدولية، وفي كل مكان التقيناه حديثه لبنان، همّه لبنان، قلبه في لبنان، جسمه في الخارج لكن عقله في لبنان، نقول له شكراً على كل هذا، من خلالك أيها العزيز العميد وليم مجلي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى