على بابي يتّكئُ الصباح

لينا شكّور

لحنٌ صوفي

على بابي يتّكئُ الصباح

فاتحاً أزرارَ قميصِه الأزرق

في يمينِه كمشةُ صيف

وفي الأخرى دولابُ أغنيات

حقولُ قهوةٍ على شفتيه

وبحيراتُ ماءٍ مقدّسة في عينيه

وكأيِّ عجوزٍ وحيدةٍ

قدّمت له قطعةً

من لحنٍ صوفي قديم

وبعضَ خبز

من مواسمِ الغياب

2 – مشاجبُ الحرب

كباب

يتّكئ على ظله

أخلعُ أفكاري

أعلّقها

على مشجَبٍ خلفَ الباب

فيما العالمُ يغفو في النسيان

و الحربُ تضعُ أوزارَها

لا شيءَ يوقظُ دهشتي

لا شيءَ يثيرُ غبارَ جنوني

عمري بحيرةٌ آسنة

لا شيءَ يجعلُني أمتلئُ بك

لا جسدَ لي

تتمدّد عليه الشمس

لتبتلعَ كلَّ هذه الظلال

كنتُ تلملمُ الأشلاء

لم تنتبهْ لتكسُّرِ السماء

وتناثرِ زجاجِ شرفاتِ القلب

وهواجسي المتّشحةُ بالجنون

تلك التي لا تروي حقولَ النّجومِ الذابلة

في مدى عينيك

لا صوتَ لي في هذا الضّجيج

لا قلبَ لي داخلك

لا أعداءَ لي

سوى مَن تركتُهم يكبُرون

تحت قفصي الصدري

أصابعي صفراء

تحاولُ أن تصقُلَ الضوء

الضوءُ الذي يتلاشَى حولَك

لا افتراضَ لي

ولا اعتراض

أربّت على كتف البحر

الذي يفصِلنا

أبني كلَّ يوم جداراً بيننا

ثم أثقبه

كي أراك.

3- رقصٌ على الزلازل

إبنة غايا

ترتشِفُ الخمرَ من صوتِك

ثم تسكبُه في أذنيك

تذيبُ ثلوجَك

وتعرفُ موعدَ انفجارِ الكواكب

في عينيك

لا تعرفُ اليقين

تجعلُك تُدمنُ عاداتٍ جديدة

كالرقصِ فوقَ الزلازل

والقفزِ فوق البراكين

تقضي الليلَ وحيدة

تشرب قهوةَ الصباحِ مع دالي

وتُصغي إلى شوبان

بحواسِها الخمسين

ترفضُ أثوابَ القبيلة

ترقدُ الشمسُ على شفتيها

وفي جيبِها تُخبّئ قمراً صغيرا

بهيّة..

والبهاءُ لا يزالُ سيّد الخطايا.

شاعرة سورية، لها «حرائق الظل» تحت الطبع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى