بوتين يؤكد أن بلاده ستعزّز «أمن عسكرييها في سورية بعد حادث طائرة إيليوشين -20».. والجعفري يرى أن العدوان الصهيوني الأخير محاولة تقديم دعم معنوي للجماعات الإرهابية

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن عدوان «إسرائيل» الأخير على سورية استكمال لسياساتها العدوانية ومحاولاتها تقديم دعم معنوي للجماعات الإرهابية بعد الهزائم المتلاحقة التي مُنيت بها أمام الجيش العربي السوري.

وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية: نستغرب عدم تطرّق دي ميستورا ولوكوك في إحاطتيهما للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية.

وأضاف الجعفري: سورية تطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمساءلة «إسرائيل» عن إرهابها وجرائمها التي تشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.

وأوضح الجعفري أن وزير خارجية فرنسا الأسبق رولان دوما أقر في عام 2013 بأن مسؤولين بريطانيين اعترفوا له أن بلادهم كانت تخطط مع شركاء آخرين لاستهداف سورية قبل عامين على بدء الحرب الإرهابية عليها بواسطة مجموعات إرهابية.

وأكد الجعفري أن الجنرال الأميركي لورنس ويلكرسون الذي كان يشغل منصب كبير مساعدي الوزير كولن باول اعترف قبل أسبوع بأن دعاة العدوان على سورية يبحثون عن أي ذريعة لتبرير عدوان عليها وهي هدفهم الثاني بعد العراق للوصول إلى هدفهم النهائي المتمثل في محاولة إسقاط إيران.

وبيّن الجعفري أن الغرب أراد الحرب على سورية بهدف تغيير مواقفها وسياساتها وهويتها الوطنية والقومية خدمة لمشروع شرق أوسط جديد محاكاة لمشروع يهودية «إسرائيل» والقضاء على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وقال الجعفري إن الحرص على حياة السوريين يقتضي التعاون مع الحكومة السورية ودعم جهودها للقضاء على آفة الإرهاب بدلاً من تعويم هذا الإرهاب.

وأضاف: الحكومة الفرنسية استمرت بتقديم الغطاء السياسي للمجموعات الإرهابية في سورية، رغم أن هذه المجموعات هي نفسها التي ارتكبت الهجوم على مسرح «باتاكلان» في باريس.

وشددّ الجعفري على أن سورية مستمرة بالعمل لتحقيق الحل السياسي للأزمة عبر حوار سوري سوري بقيادة سورية من دون تدخل خارجي على أن تتصدّر مكافحة الإرهاب الأولوية في كل مراحل وتطورات العملية السياسية.

وأضاف الجعفري: سورية ترحّب بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتسهم في إعادة الأمان إلى أي بقعة ضربها الإرهاب وهي ماضية في حربها على الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من أراضيها سواء بالعمليات العسكرية أو المصالحات.

إلى ذلك، حاول رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، التنصّل من إسقاط الطائرة الروسية «إيليوشين -20»، وعزى خلال اتصال هاتفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معرباً عن استعداده لإيفاد قائد سلاح الجو إلى موسكو للتحقيق في كارثة الطائرة الروسية.

نتنياهو زعم في الاتصال مع بوتين، أن سورية تتحمّل مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية، عارضاً عليه تقديم كل المعلومات الضرورية للتحقيق في الواقعة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علّق على الحادثة بقوله إنه لا بدّ من دراسة الكارثة «بتمعّن وموقفنا من هذه المأساة يتضمنه بيان وزارة الدفاع».

بوتين أعلن أن ردّ روسيا سيهدف لضمان سلامة أفراد الجيش الروسي في سورية، مؤكداً أن بلاده ستعزّز «أمن عسكرييها في سورية بعد حادث طائرة إيليوشين -20».

وسبق لوزارة الدفاع الروسية أن حملت «إسرائيل» مسؤولية استشهاد 15 جندياً روسياً في طائرة فقدت قاعدة حميميم في سورية الاتصال بها خلال العدوان ليل أول أمس على اللاذقية غرب البلاد، وقالت حكومة العدو من جهتها إن «قيادتنا السياسية والعسكرية لن تعلّق حالياً على الاتهامات الروسية بالتورط بسقوط طائرة ايل-20».

المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف قال إن «15 عسكرياً روسياً لقوا مصرعهم بسبب أفعال «إسرائيل» غير المسؤولة، ولنا حق الردّ بعد التصرفات العدوانية من قبل الجانب «الإسرائيلي» في سورية»، لافتاً إلى أنه «تم انتشال أشلاء طاقم إيل-20 وأغراضهم الشخصية وحطام الطائرة التي عثر عليها على بُعد 27 كلم غرب بانياس في محافظة اللاذقية، إلى متن السفن الروسية في سورية».

وأضاف أن «إسرائيل لم تنبّه قيادة مجموعة القوات الروسية في سورية بعمليتها في منطقة اللاذقية، ونحن نقيّم التصرفات الاستفزازية على أنها عدوانية وهي تعمّدت خلق حالة خطرة في المنطقة».

كوناشينكوف لفت إلى أنه في أثناء العودة إلى حميميم فوق البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد 35 كيلومتراً من السواحل السورية فُقد الاتصال بالطاقم المؤلف من 15 عسكرياً، وأضاف أن «الطيارين الإسرائيليين استخدموا الطائرة الروسية كغطاء وجعلوها عرضة لهجوم الدفاع الجوي السوري».

وقال «من غير الممكن ألا تكون وسائل مراقبة الطيران الإسرائيلية قد رأت الطائرة الروسية إيل-20، نظراً لأنها اتجهت للهبوط من ارتفاع 5 كلم. ورغم ذلك، نفّذوا هذا الاستفزاز عمداً».

كما لفت كوناشينكوف إلى أن فرقاطة فرنسية أطلقت صواريخ أيضاً مقابل السواحل السورية، وقال «كان القصف غير بعيد عن مكان تواجد الفرقاطة الفرنسية «أوفرين» وبالقرب من الطائرة المتوجهة للهبوط «إيل-20» التابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية».

ونقل عن مصدر عسكري فرنسي قوله إن «لا صلة لفرنسا بحادث اختفاء طائرة روسية قبالة السواحل السورية».

المحلل السياسي في معاريف بن «كسبيت» نقل عن مسؤول صهيوني رفيع المستوى قوله إنه «يجب على «إسرائيل» أن تتقدم باعتذار رسمي إلى موسكو، نحن في أزمة».

وقال موقع يديعوت أحرونوت إن «بيان وزارة الدفاع الروسية رسالة حازمة «لإسرائيل».

بدوره، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لنظيره الصهيوني أفيغدور ليبرمان إن روسيا «تحتفظ بحق الرد على التصرفات الإسرائيلية»، مؤكداً أن «إسرائيل تتحمل «المسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة الروسية».

ولفت شويغو إلى أن وزارة الدفاع الروسية دعت مراراً الجانب الصهيوني إلى الامتناع عن توجيه ضربات ضد سورية.

كذلك، أكّد الكرملين أن «موقف روسيا حددته بالفعل وزارة الدفاع الروسية، ونحن نتفق بالكامل مع تقييم الوزارة للحادث».

وأشار الكرملين إلى أن «إسقاط ايل-20 لن يؤثر على تنفيذ الاتفاق الروسي التركي حول إدلب».

من جهته، يؤكد مجلس الاتحاد الروسي على أنه «لا يجوز التسامح مع الاستفزاز الصهيوني ويجب تحديث نظام الدفاع الجوي السوري».

بومبيو والتسوية السياسية

وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو قال بدوره إن حادث الطائرة الروسية يؤكد أهمية التسوية السياسية في سورية.

بومبيو عبّر عن أسف بلاده لمقتل طاقم الطائرة الروسية، مضيفاً أن الواقعة تسلط الضوء على ضرورة إنهاء نقل إيران لأنظمة أسلحة خطرة عبر سورية.

نيبينزيا ينتقد الانتقائية «الإنسانية»

على صعيد آخر، أعربت دمشق عن ترحيبها بالاتفاق حول محافظة إدلب الذي أعلن عنه أول أمس، في مدينة سوتشي الروسية، مؤكدة أنه كان حصيلة مشاورات مكثفة بينها وبين الاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا أمس: إن الجمهورية السورية ترحّب بالاتفاق حول محافظة إدلب الذي أعلن عنه بالأمس في مدينة سوتشي الروسية وتؤكد بأن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين.

وأضاف المصدر: إن الجمهورية السورية إذ تشدّد على أنها كانت ولا تزال ترحب بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتساهم في إعادة الأمن والأمان إلى بقعة ضربها الإرهاب، فإنها تؤكد على أنها ماضية في حربها ضد الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية التي أثبتت نجاعتها في حقن دماء السوريين وعودة الأمن والأمان إلى المناطق التي جرت بها مما ساهم أيضا في البدء بعودة اللاجئين إلى ديارهم.

واختتم المصدر تصريحه بالقول: إن اتفاق إدلب الذي أعلن عنه بالأمس هو اتفاق مؤطر زمنيا بتواقيت محددة وهو جزء من الاتفاقيات السابقة حول مناطق خفض التصعيد التي نتجت عن مسار أستانة منذ بداية العام 2017 والتي انطلقت في أساسها من الالتزام بسيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية السورية وتحرير كل الأراضي السورية سواء من الإرهاب والإرهابيين أو من أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي.

من جهت، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الاتفاق حول إدلب في سوتشي يؤكد المضي في محاربة الإرهاب في سورية.. وأن السوريين هم مَن يقرّرون مستقبل بلدهم وفقا للقرار الأممي 2254.

وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية: من غير المقبول تقديم المساعدات الإنسانية بشكل انتقائي.. واشنطن لا تزال تمنع دخول المساعدات إلى مخيم الركبان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى