لا أحد يحدّد لنا أسماء شوارعنا!

العلامة الشيخ عفيف النابلسي

لقد بذل أعداء المقاومة الجهود والمساعي لسنين طويلة من أجل تشويه صورتها بهدف إبعاد الناس عنها أو تيئيسهم منها، خصوصاً عندما يجد نقاط ضعف فيسارع إلى استغلالها وتضخيمها بآلته الإعلامية الكبيرة، لكن المقاومة وشعبها واعون تماماً ومدركون لأبعاد هذه الحملات السياسية والثقافية وحتى الاقتصادية التي يتحضّرون لشنّها بعدما فشلوا في الجبهات والمسارات الأخرى.

لقد أنفقوا ملايين الدولارات وما زالوا يفعلون ذلك كلّ يوم، للإشارة إلى مسؤولية أحد أفراد حزب الله بمشكلة هنا وجريمة هناك، ولم تكن المحكمة الدولية إلا في سياق منح البعد الإجرامي عند حزب الله صورة تجعل الرأي العام في الغرب والشرق يصدّق الأكاذيب والافتراءات هذه، ويكنّ العدواة لهذا الحزب الذي أذلّ الصهاينة والتكفيريين على حدّ سواء وأفشل مشاريع أميركا وأذنابها واحدة بعد الأخرى.

سيُهزمون يقيناً، هذا ما أعتقده وألمسه وآراه. سيُهزم هؤلاء الأعداء المخادعين الماكرين، وستنتصر المقاومة على حملاتهم ومؤمراتهم وسيولون الدبر.

وخططهم لإحداث توترات وانقسامات داخلية بين أهل المقاومة وبث الشكوك لإيجاد حالة من السخط وعدم الرضا لن تفلح على الإطلاق.

إنهم يركزون مجدّداً على المحكمة لأنهم يائسون تماماً، رغم أنها خطة خبيثة ضدّ لبنان وعيش أهله الذي يقوم على التنوّع الديني والثقافي المميّز.

لكن شعبنا لن يسكت ولن يجعل هذه المؤامرة تمرّ لتتهم أبرز قادة المقاومة الشرفاء وهو الشهيد مصطفى بدر الدين بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

إنّ شعبنا كما هَزم الصهاينة والتكفيريين وأزال هذه الأدران السرطانية، سينزل إلى الساحة مجدّداً لتنظيف الأجواء من ملوّثات الفتنة، وهو قادر على إزالة كلّ اللوحات المنصوبة على الطرقات وتحمل اسماً لمحتلّ أو عميل.

مَنْ يريد أن يزيل لوحة لشهيد ضحّى بدمه من أجل سيادة لبنان وكرامته وأمن أهله، عليه أن يتوقع ردّة فعل على قياسها أو أكبر. لا تهاون بعد اليوم مع أدوات الاستكبار في لبنان. إنّ من يطلب إزالة لوحة باسم الشهيد مصطفى بدر الدين إنّما ُيعلن العداء بوضوح سافر لتاريخنا وقيمنا وتضحياتنا، ونحن لن نقبل بوزير داخلية أو غيره أن يحدّد لنا أسماء شوارعنا وأمكنتنا. فلينتبه الجميع إلى هذا المعنى، ولتذهب محكمتكم الأميركية «الإسرائيلية» إلى الجحيم!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى