نصرالله: لا مستقبل للتكفيريين ولا حياة لمشروعهم لا مكان على امتداد فلسطين المحتلة لا تصل إليه صواريخ المقاومة
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن لا مستقبل للتكفيريين ولا حياة لمشروعهم، مشدّداً على «أنّ المقاومة أشدّ عزماً وأقوى وأكثر يقيناً وأعلى تجربةً وخبرةً في مواجهة كل الأخطار وكل الحروب»، وأنّ «الإسرائيليين» لن يجدوا مكاناً على امتداد فلسطين المحتلة لا تصل إليه صواريخ المقاومة».
وتطرق السيد نصر الله في كلمة ألقاها في اليوم العاشر من محرم أمام الحشود المشاركة في إحياء مراسم عاشوراء في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى ما تتعرض له القدس من تهويد واستيطان وتهجير لأهلها الأصليين من مسلمين ومسيحيين، وما يتعرض له المسجد الأقصى، لافتاً إلى «أنّ الصهاينة يستغلون ضياع العالم الإسلامي وانشغاله بمصائبه ليحققوا حلمهم». وقال: «هناك خطر حقيقي وجدّي على هذا المسجد وعلى هذا المكان المقدس وهذه مسؤولية المسلمين جميعاً، ليست مسؤولية أهل القدس وحدهم أو شعب فلسطين وحده أو العرب وحدهم، هي مسؤولية كل المسلمين في العالم». وأضاف: «علماء المسلمين، مراجع المسلمين، الدول الإسلامية، المؤتمر الإسلامي، جامعة الدول العربية، الكل مدعوون إلى موقف تاريخي كبير وحاسم. لا يجوز أن تكون الخلافات والصراعات أن تُشغل الأمة عن خطر بهذا الحجم الذي يتهدّد المسجد الأقصى».
وفي ما يتعلق بالتهديدات «الإسرائيلية» والحديث «الإسرائيلي» المتواصل وخصوصاً بعد وقف العدوان على غزة عن حرب لبنانية ثالثة، قال السيد نصر الله: «أريد أن أؤكد لكم أنّ فهمنا لكل ما يقوله «الإسرائيليون» هو أنه لا ينبع من قوة، وإنما يعبر عن ضعف. هم يتحدثون عن قلقهم وعن خوفهم وعن خيبتهم وعن سقوط آمالهم. «الإسرائيليون» تصوروا أنّ تطور الأحداث في المنطقة وخصوصاً في سورية سيضعف المقاومة ويضعف محور المقاومة ويشغل المقاومة عن جاهزيتها وعن استعدادها ويستنزفها.
وتابع السيد نصر الله: «نعم على «الإسرائيلي» أن يقلق. عندما يقول ضابط رفيع إنّ الحرب المقبلة إن حصلت مع لبنان، مع المقاومة في لبنان، فمن اليوم الأول عليهم أن يغلقوا مطار بنغوريون وعليهم أن يغلقوا ميناء حيفا وعليهم وعليهم وعليهم… هذا صحيح. وأنا أودّ اليوم أن أؤكد لهم: عليكم أن تغلقوا مطاراتكم وعليكم أن تغلقوا موانئكم، ولن تجدوا مكاناً على امتداد فلسطين المحتلة لا تصل إليها صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان. كل ما يخطر في بالكم أيها الصهاينة، كل ما يخطر في بالكم يجب أن تحسبوا له حساباً. وبالتالي ما يتحدثون به عن قلق أو خوف أو حسابات أو معركة جادة، نعم هذه حقيقة. ولكن نحن نضع كل ما سمعناه حتى الآن في دائرة التهويل أولاً، في دائرة التعبير عن القلق «الإسرائيلي»، وثانياً في دائرة التهويل على لبنان وعلى الشعب اللبناني وعلى المقاومة في لبنان. ونحن لا يخيفنا التهويل. نحن لا تخيفنا الحرب أصلاً فكيف يخيفنا التهويل بالحرب؟ هذا لا يمكن أن يقدم أو يؤخر شيئاً على الإطلاق».
واعتبر أنّ الذي يمنع «الإسرائيليين» «من العدوان على لبنان ومن استغلال فرصة الأحداث في سورية وانشغال جزء عزيز منا، من مجاهدينا في سورية، هو معرفتهم أنّ المقاومة في لبنان عينها لم تغفل لحظة واحدة عن الحدود مع شمال فلسطين المحتلة»، مؤكداً «أنّ المقاومة في الجنوب وعلى امتداد الجنوب حاضرة وقوية وجاهزة وساهرة وفاعلة وفي أعلى درجات الجاهزية، لذلك فإنّ «الإسرائيلي» غير مغشوش، وهو يعرف أنّ الذهاب إلى حرب سيكون مكلفاً جداً».
وإذ لفت إلى «أنّ العين على «إسرائيل» يجب أن تبقى مفتوحة»، أكد أنّ المقاومة اليوم «هي أشدّ عزماً وأقوى وأكثر يقيناً وأعلى تجربةً وخبرةً في مواجهة كل الأخطار وكل الحروب، وهنا يجب أن نكون على درجة عالية من الاطمئنان والثقة بما أعدّه وجهّزه إخواننا على كل صعيد».
وفي الشأن السوري، رأى السيد نصر الله «أنّ القوى الدولية والإقليمية التي اتحّدت للسيطرة على سورية، لم يكن هدفها أن تأخذ هذه المدينة أو تلك القرية أو بعض الأرياف، بل كان هدفها السيطرة على كل سورية وعينها في الدرجة الأولى للسيطرة على دمشق، ولكننا اليوم نقف ونتطلع من حولنا، فنجد أنّ دمشق ما زالت موجودة وأنّ سورية لم تسقط في يد هذا المحور أو المحاور الدولية والإقليمية». وأضاف: «أما التكفيريون فكان هدفهم السيطرة على سورية وطرد وضرب وإبادة أتباع الأديان الأخرى وأتباع المذاهب الإسلامية الأخرى وحتى من لا يوافقهم الرأي من أهل السنّة، وكانت سورية في انتظار المجازر التي تشبه ما فعله «داعش» في الرقة ودير الزور والموصل وما يفعله اليوم في الأنبار».
وتابع نصر الله: «لكن نحن في السنة الرابعة، لم يستطع التكفيريون أن يسيطروا على سورية، وبقي جزء كبير من أهلها في أرضهم، في قراهم، في مدنهم، في بلداتهم من دون أن يخضعوا لهذه السيطرة. أليس هذا انتصاراً كبيراً وإنجازاً كبيراً؟ نعم المطلوب أن نصل اليوم إلى النصر النهائي، لكنّ ما جرى حتى الآن هو انتصار عظيم لكل أولئك الذين يدافعون ويقاتلون حتى لا تسقط سورية ولا يسقط العراق ولا تسقط المنطقة، في يد الذبّاحين وقاطعي الرؤوس وشاقي الصدور، الذين يفجّرون ويقتلون ويذبحون ويسبون النساء ويهتكون الأعراض». وقال: «هؤلاء التكفيريون لا مستقبل لهم، لا حياة لمشروعهم. أصلاً، هذا مشروع لا يملك إمكانية الحياة ولا إمكانية البقاء، حتى عمره قصير. أنا أؤكد لكم: ستلحق الهزيمة بهؤلاء التكفيريين في كل المناطق وفي كل الدول وفي كل البلدان، وسيكون لنا شرف أننا كنا جزءاً من إلحاق الهزيمة بكل هؤلاء».
وأشار السيد نصر الله إلى «أنّ ما تتعرض له مراسم إحياء العاشر من محرم دائماً من أعمال تفجير وقتل وما حصل في نيجيريا وبمنطقة الأحساء في السعودية واستهداف الزوار في العراق ومجالس العزاء في باكستان يؤكد استمرار النهج «العنفي الفاشل والضعيف». وأكد «أنّ تهديدات التكفيريين للمسيرات المدنية السلمية بالانتحاريين أو السيارات المفخخة أو بالقصف بالصواريخ وارتكابهم المجازر في أكثر من مكان في العالم هي دليل جهلهم وضعفهم الفكري والإنساني وتوحشهم وجبنهم»، موضحاً «أنّ هذه الوسائل أثبتت طوال التاريخ أنها لن تجدي نفعاً».