دردشة صباحية

يكتبها الياس عشي

عُرف الشاعر أبو العلاء المعري بأنه «رهين المحبسين»: العمى وملازمة الدار لقد عاش المعري في بيئة سياسية مفككة، يتنازع فيها الأمراء والولاة على المغانم، مفسحين في المجال لتفكيك الامبراطورية العباسية، وتأسيس إمارات تتقاتل في ما بينها، حتى آن الحين ودخل المغول بقيادة هولاكو بغداد، فعاثوا بها، وأتلفوا كتبها، وقتلوا آخر خلفاء الدولة العباسية المستعصم بالله.

هذا الواقع السياسي والاجتماعي المتردّي كان السبب الرئيس لقرار أبي العلاء في ملازمة منزله وعدم مغادرته، يعلّم، ويكتب، ويترك لنا ثروة شعرية لا تقدّر بثمن.

من أشعاره ما قاله في ساسة ذلك الزمن الذين لا يختلفون أبداً عن ساسة اليوم:

يسوسون الأنامَ بغيرِ عقلٍ

وينفُذُ أمرُهم فيُقال ساسهْ

فأفٍّ من الحياة وأفٍّ منّي

ومنْ زمنٍ سياستُهُ خساسهْ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى