… ألا من يُضحي من أجل لبنان؟

عمر عبد القادر غندور

في بلاد الناس لا يمكن أن يكون المسؤول لصّاً، ولا أن يكون الموظف مرتشياً، ولا أن يكون الوزير مقاولاً، ولا أن يكون المسؤول الأمني متورّطاً في قضايا أخلاقية ويجد من يؤازره ويطلب إغلاق ملفه، وفي بلاد الناس لا يتجرأ رئيس الدولة أن يطلب من القضاة فتح ملفات وإغلاق أخرى.

كلّ هذه الموبقات يمكن ان تحصل في لبنان!

الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة ما زال يراوح في مكانه طيلة الأشهر الماضية وهو عاجز عن فكفكة العراقيل وتلبية طلبات المستوزرين، فيما يتوالى التحذير من إطالة أزمة تشكيل الحكومة، ويعلو صراخ الناس من ألم الضائقة الاقتصادية والتوجّع من أعباء الدواء والاستشفاء وارتفاع فاتورة الكهرباء والمدارس إلى مستويات يعجز عنها المواطن، لا بل يعجز هذا المواطن عن تأمين نفقات إطعام وطبابة عائلته ولو بالحدّ الأدنى!

ومع ذلك يصرّ الطاقم السياسي على استعراض الأحجام والتشدّد ورفض التنازل، وعلى ضرورة الاستيزار، ويعرقل تشكيل الحكومة، ولو أدّى ذلك الى انهيار بلد هو في الأصل يعيش فوق صفيح ساخن وحوله حرائق وويلات ومصائب!

يقول الرئيس المكلف إنّ عدم تشكيل الحكومة حتى الآن مردّه إلى أسباب داخلية. وإذا كان الأمر كذلك فعلاً، فلماذا لا يقدّم تشكيلة وزارية من شخصيات من خارج فريقه السياسي ومن غير بقية الأحزاب والتيارات التي يتصارع «فرسانها» على الحقائب والوزارات السيادية وغير السيادية وحتى على وظائف الدرجة الأولى؟ وتكون مؤلفة من رجال حياديّين فوق الشبهات ومن ذوي العلم والكفاءة والاختصاص، ويعرضها على رئيس الجمهورية ثم مجلس النواب تحت عنوان «لبنان يستحق التضحية» ونرى بعد ذلك من يضحّي بمصالحه الخاصة كرمى لوطن يستحق من أبنائه وقفة «وفاء وإخلاص وتضحية» في الأوقات العسيرة التي تهدّد البلاد والعباد والكيان…

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى