دونيتسك ولوغانسك ستطرحان صيغة جديدة لبروتوكول مينسك
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القوى العالمية إلى استخلاص العبر من تاريخ الحرب العالمية الأولى والتخلي عن محاولات فرض رؤيتها الخاصة على العالم.
وقال لافروف في كلمة ألقاها في مؤتمر «الحرب العالمية الأولى ومصير أبناء الوطن» في موسكو أمس، «لا ينبغي الاسترشاد بأهداف نفعية ضيقة وفرض رؤيتك «المتفوقة» على العالم، واللجوء إلى الوسائل كافة من دون تفريق لتحقيق هذه الأهداف».
وأكد الوزير الروسي أنه يجب في الظروف الحالية إعداد مناهج شاملة لتسوية النزاعات وللبحث عن حلول للأخطار والتهديدات العالمية المشتركة، مضيفاً أن روسيا اليوم تدعو، كما دعت عشية نشوب الحرب العالمية الأولى، إلى تسوية النزاعات كافة في العالم بشكل سلمي، ومكافحة كل مظاهر العنصرية والتمييز العنصري والنزعات القومية المتشددة والشوفينية.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن أوكرانيا خرقت بشكل صارخ بيان جنيف الصادر في 17 نيسان، ودعتها إلى تنفيذ التزاماتها، مؤكدة أن الجانب الأوكراني قام بدلاً من تخفيف التوتر بتنشيط عملياته القتالية باستخدام أسلحة ثقيلة في جنوب شرقي البلاد، ما أدى إلى مقتل الآلاف.
جاء ذلك في بيان صدر عن الخارجية الروسية أمس تعليقاً على دعوة رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك للعودة إلى المفاوضات لتسوية الأزمة الأوكرانية في إطار جنيف، أي بمشاركة ممثلي روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضاف البيان أن سلطات كييف قامت بـ»مناورات غير واضحة وراء الكواليس» وإطلاق «وعود فارغة» بدلاً من إجراء إصلاح دستوري حقيقي وإقامة حوار مع شعبها، كما شككت الخارجية الروسية في جدوى العودة إلى إطار جنيف للمفاوضات الذي لم يحقق النتائج المتوقعة.
ودعا رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين إلى القيام بخطوات حثيثة لتفعيل الحوار بين السلطات المركزية في كييف وممثلي شرق أوكرانيا في إطار اتفاقات مينسك.
وقال ناريشكين في كلمة ألقاها في مجلس الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في موسكو أمس: «من المهم اعتماد خطوات فعالة لعقد حوار دائم بين السلطات الأوكرانية المركزية وممثلي دونباس في إطار اتفاقات مينسك مع الأخذ في الاعتبار نتائج الانتخابات التي جرت في 26 تشرين الأول في أوكرانيا وفي 2 تشرين الثاني في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك».
وأعرب رئيس مجلس الدوما عن أمله في أن يتعاون البرلمان الأوكراني الجديد مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أجل تسوية النزاع الداخلي في أوكرانيا بشكل سلمي وعادل.
وفي السياق، أعلنت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان أن جلسة جديدة لمجموعة الاتصال الثلاثية حول أوكرانيا ستعقد بعد أسبوعين على الأقل، وأنهما ستطرحان فيها صيغة جديدة لبروتوكول مينسك.
وأشار بيان مشترك لقيادتي الجمهوريتين في شرق أوكرانيا إلى أنهما ستعينان مبعوثين دائمين لهما إلى المفاوضات، كما ذكر البيان أن «رئيسي الجمهوريتين ورئيسي البرلمانين لن يشاركوا شخصياً في مشاورات مينسك، لكن مبعوثي الجمهوريتين سيعملان وفقاً لتعليماتهم».
وأشار البيان إلى أن ممثلي دونيتسك ولوغانسك سيطرحون في الجلسة المقبلة من المفاوضات صيغة جديدة لبروتوكول مينسك، مضيفاً أن ذلك مطلوب بسبب قيام كييف بـ»إلغائه من جانب واحد عبر سحبها قانوني الوضع الخاص لدونباس والعفو العام».
وفي شأن متصل، أعرب فيغاوداس أوشاتسكاس سفير الاتحاد الأوروبي لدى موسكو، عن استعداد بروكسيل لمنح أوكرانيا مساعدات مالية تمكّنها من سداد ما عليها من ديون لروسيا مقابل الغاز.
وقال السفير الأوروبي في حديث أدلى به لراديو صدى موسكو: «الاتحاد الأوروبي يرصد كميات غير مسبوقة من المساعدات لأوكرانيا تصل إلى 11 مليار يورو»، وأضاف: «لقد ساعدنا في التوصل إلى الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا حول مجمل مسائل الغاز، وسوف نقدم الأموال اللازمة المرصودة من قبل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لأوكرانيا بما يمكّنها من تسديد ما عليها من ديون» مقابل الغاز الروسي.
وأشار أوشاتسكاس إلى ضرورة تركيز اهتمام أصدقاء أوكرانيا على تحويلها إلى دولة ذات سيادة ومستقلة اقتصاديا. وتابع: «آمل أن نتمكن عبر الحوار من الإجماع على أن تحوّل أوكرانيا إلى كيان مستقل اقتصادياً يصب في صالحنا المشترك، بما يتيح أن تكف شركة «غازبروم» أو المفوضية الأوروبية أو صندوق النقد الدولي عن خدمة أوكرانيا باستمرار»، مشيراً إلى أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تطبيق أوكرانيا إصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية.