موسكو: المذكرة حول إدلب تنفذ.. و«إس ـ 300» غيّر موازين القوى في المنطقة

أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أمس، بأن المذكرة التي اتفقت عليها روسيا وتركيا حول إدلب يتم تنفيذها، والأجواء تغيرت إلى الأفضل وفعّلت العملية السياسية.

وأعلن فيرشينين، في تصريح لوكالة «سبوتنيك» أن روسيا وتركيا رسمتا حدود المنطقة المنزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية، مؤكداً أن هناك «اتصالات وتعاوناً جيداً للغاية بين العسكريين الأتراك والروس».

وأشار إلى أنهم «اجتمعوا لأكثر من مرة بعد توقيع الوثيقة»، وقال: «نعتبر أن هذه المذكرة أصبحت علامة فارقة، ويجري تنفيذها، والأجواء تغيّرت للأفضل، هناك إمكانية ليس فقط للحدّ من معاناة الناس في سورية، وبشكل أساسي في إدلب، حيث يتحكم الإرهابيون بحركة السكان المدنيين، ما يخلق ظروفاً لا تطاق بالنسبة لهم ، لكن بشكل عام سمحت بتهيئة الظروف لتكثيف العملية السياسية».

وتابع: «نحن نفهم أن هناك مهمات كبيرة، الحديث يدور حول مواضيع محدّدة، منها إخراج الأسلحة الثقيلة من المناطق «المنزوعة السلاح»، وخروج المجموعات المتطرفة من إدلب» .

وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن «على المسلحين المغادرة إلى عمق محافظة إدلب، بعد فصلهم عن المعارضة».

وأشار إلى أن إدلب في نهاية المطاف يجب أن تنتقل إلى سيطرة الحكومة السورية، لافتاً إلى أن تركيا تعمل بجدية في قضية الفصل بين المعارضة والإرهابيين في إدلب، وتأمل روسيا في تحقيق نتائج».

وقال فيرشينين، للوكالة: «تنص الوثيقة على أن يكلف الجانب التركي بمهام كبيرة ، من خلال اتصالاتنا، الجيدة عبر الخطين العسكري والدبلوماسي».. «ونحن نعلم أن الجانب التركي يعمل بشكل جدي في هذا المجال».

وأضاف: «نودّ أن نرى نتائج جيدة من هذه الجهود، لأنه وبصراحة، مسألة الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المسلحة، التي ستختار في نهاية المطاف تسوية سياسية، هي قضية معقدة للغاية».

وقال فيرشينين إن الاتفاقيات الروسية – التركية حول سورية خفضت حدة التوتر، لكنه لا يمكن تحمل وجود الإرهابيين هناك إلى ما لا نهاية.

وحول سؤال عن إمكانية تنفيذ عمليات دقيقة محدّدة الأهداف في سورية، استبعد نائب وزير الخارجية الروسي، نشوب أعمال قتالية واسعة النطاق، مشيراً إلى أنه قد تتم عمليات دقيقة محدّدة الأهداف في حال دعت الضرورة. وقال: «نعوّل على أنه لن تكون هناك معاناة للمدنيين، بسبب أعمال قتالية واسعة» .

وأشار إلى أنه لدى البلدين خبرة في منطقة خفض التصعيد الجنوبية الغربية في سورية، حيث «بفضل العمل الدقيق للغاية مع المعارضين المسلحين، والعمل مع السكان، أنهي الوجود الإرهابي في هذا الجزء من الأراضي السورية، بشكل غير مؤلم».

وأضاف: «استخدمنا هذه الطريقة كالمصالحة، وهذا أمر مهم للغاية وربما يكون مثالياً عندما تتوصّل المعارضة المسلحة، عبر المحادثات إلى إدراك أن هذا هو وطنهم، بلدهم، ولا يجب للمرء محاربة شعبه، هذا أيضاً سيستخدم ويتم استخدامه بالفعل في إدلب».

وقال وزير الخارجية الروسي، رداً على سؤال عما إذا كانت هناك مفاوضات تجري بشأن المصالحة، «الاتصالات تجري دائماً».

وبهذا السياق تستكمل الجماعات الإرهابية المسلحة، سحب أسلحتها الثقيلة وقواتها من إدلب تطبيقاً لاتفاق سوتشي.

إلى ذلك، اعتبر فيرشينين، أن تزويد سورية بأنظمة إس -300 الروسية، غيّر موازين القوى في المنطقة لصالح أولئك الذين لا يؤيدون العدوان على هذه الجمهورية العربية، بحسب تعبيره.

وقال فيرشينين: «أفترض أن موازين القوى قد تغيّرت بالفعل لصالح مَن يعتقدون أنه يجب ألا تكون هناك أعمال عدائية ضد سورية».

وأضاف: «تم تسليم هذه المنظومات إلى سورية بناء على تعليمات من الرئيس الروسي، وهي تعزّز بشكل كبير القدرة الدفاعية للقوات السورية، وأشدّد على أنها تعزّز قدرات الدفاع الجوي لسورية، وأعتقد أن هذا من الأفضل لأنه لصالح استقرار الوضع».

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في 24 سبتمبر الماضي،عن إجراءات لتحسين أمن القوات الروسية المنتشرة في سورية، رداً على تحطم طائرة «IL-20» التي حمّلت روسيا مسؤولية سقوطها للكيان الصهيوني.. وأشار الوزير إلى أنه في عام 2013، وبطلب من الكيان الصهيوني، علقت روسيا شحنات إس-300 إلى سورية، لكن الوضع تغير الآن، وليس بذنب روسيا.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن الوزير شويغو أن منظومات «إس-300» ومعدات أخرى أصبحت في عهدة الجيش السوري. ووفقاً له، فقد تم تزويد سورية بأربع كتائب ومعدّات أخرى، ومن المخطط تدريب الجيش السوري على استخدامها في غضون ثلاثة أشهر.

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن التمركز العسكري الأميركي في أراضي شرق الفرات وفي التنف السورية، يزعزع الوضع في سورية، بتعقيده للعملية السياسية.

وأعلن فيرشينين، أن التمركز العسكري الأميركي في أراضي شرق الفرات وفي التنف، يزعزع الوضع في سورية، بتعقيده للعملية السياسية.

وقال فيرشينين لوكالة «سبوتنيك»: «نحن نتحدث ونؤكد دائماً أن على الأميركيين الخروج من هناك، إنهم يتمركزون هناك على أسس غير قانونية، وربما تمركزهم العسكري لا يسهل العملية السياسية في سورية، بل يزيد من زعزعة الوضع».

وفي تصريحات سابقة له، أكد فيرشينين، أن موسكو تصرّ على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من منطقة التنف في سورية، وأنه يجب إغلاق مخيم الركبان.

وقال فيرشينين لـ«سبوتنيك»: «هذا المخيم يقع في منطقة التنف، التي يسيطر عليها الأميركان بشكل غير قانوني. ويجب على الأميركيين الرحيل من هناك. وإلى أن يغادروا، سيظل هذا المخيم تحت غطائهم، وهذه مناطق واسعة إلى حد كبير».

وتابع: «للأسف وفقاً لبعض المعلومات، تستخدم هذه الأراضي، من بين أمور أخرى، من قبل إرهابيي «داعش» المحظور في روسيا للقيام بالاستراحة وإعادة ترتيب أوضاعهم، وهذا أمر سيئ من أي وجهة نظر».

وفي نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، كشفت مصادر مطلعة لوكالة «سبوتنيك» أن اتفاقاً تم التوصل إليه بين الجانبين الروسي والأميركي حول مصير «لاجئي مخيم الركبان» والمجموعات المسلحة المرتبطة بقاعدة التنف الأميركية.

ميدانياً، في أسلوب لا يعتبر جديداً على ساحة تعامل الجيش السوري مع التنظيمات الإرهابية التي كانت منتشرة بكثرة على أراضي البلاد، دعا الجيش السوري عبر مكبرات الصوت الميليشيات المسلحة المتمركزة على خطوط تماس غرب حلب إلى الانسحاب من «المنطقة المنزوعة السلاح».

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية، أن الجيش السوري استعمل مكبرات الصوت لتوجيه تحذيرات إلى الميليشيات المسلحة المتمركزة على خطوط تماس غرب حلب إلى الانسحاب من «المنطقة المنزوعة السلاح» التي أقرّها «اتفاق سوتشي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، وذلك خلال المهل المحددة في الاتفاق.

وقالت مصادر أهلية في حيي الزهراء والحمدانية للصحيفة السورية، إن عربتين تابعتين للجيش السوري أطلقت عبر مكبرات الصوت تحذيرات للمسلحين، الذين يسيطرون على جمعية الزهراء شمال غرب المدينة وعلى منطقة «الراشدين 4» جنوب غربها، طالبتهم بسحب سلاحهم الثقيل من مناطق هيمنتهم في «منزوعة السلاح» حتى موعد أقصاه 15 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، أي الجمعة المقبل، والانسحاب منها قبل يوم السبت 20 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وأوضحت المصادر الأهلية أن مكبرات صوت الجيش السوري رددت على مسامع المسلحين عند خطوط الجبهات:

«أيها الإرهابيون، في الخامس عشر من تشرين الأول سيتمّ تنظيف المنطقة وتجريدها من السلاح، وحتى حينها يجب أن يتم إخراج دباباتكم والمدافع وراجمات الصواريخ وقاذفات الهاون من المنطقة بالكامل، في الخامس عشر من تشرين الأول ستكون المنطقة محمية ومراقبة من الطيران، بحسب سوتشي».

وتابعت: أيها الإرهابيون، جميع نقاطكم ومواقعكم مكشوفة من الفضاء انزعوا سلاحكم وآلياتكم واخرجوا من المنطقة في الموعد المحدّد، وإلا سنقوم بعملية عسكرية فورا تقضي عليكم وتخرجكم من المنطقة بالقوة وسنقوم بقصفكم وقصف مواقعكم وتحرير المنطقة منكم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى