موسكو تؤكد خروج أكثر من 1000 مسلَّح من المنطقة منزوعة السلاح.. وقلق إزاء الوضع بشرق الفرات.. وتدعو لتقييم جدي لما يحدث في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية

دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الكيان الصهيوني للتقيّد بقرارات الأمم المتحدة، سواء المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو وضع مرتفعات الجولان، وأبدى ارتياح موسكو لسير تنفيذ اتفاق إدلب.

وردا على سؤال عن موعد الاجتماع المقبل بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، قال لافروف إن التحضير للقاء المرتقب بين بوتين ونتنياهو يجري على مستوى الكرملين، بعدما تم تلقي مثل هذا الاقتراح من الجانب الصهيوني، وقد علق الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف على هذا الموضوع، ويجري النظر في ترتيب هذا اللقاء بين الإدارة الرئاسية الروسية والمسؤولين الصهاينة المختصين، دون أن يذكر موعدا محددا لعقد هذا اللقاء.

وحول موقف روسيا من أحدث تصريحات لنتنياهو، خاصة في ما يتعلق بالاعتراف الدولي بالسيطرة الصهيونية على مرتفعات الجولان، وكذلك تصميم «تل أبيب» على إحباط خطر الوجود العسكري الإيراني في سورية، قال الوزير لافروف: إن «وضع مرتفعات الجولان محدّد بدقة في قرارات مجلس الأمن، وأي تجاوز بهدف تغيير وضع هذه المرتفعات، يعتبر انتهاكاً للقرارات الدولية. ونتمنى من جميع الأطراف التقيد بمضمون القرار 2254 وتخليص سورية من الإرهاب في أقصر وقت ممكن».

وأضاف: القضاء على التهديدات الإرهابية يشكل أولوية. ووفقاً لهذا المعيار، من الضروري الحكم على مختلف الإجراءات الأخرى.

وحول رأي موسكو بسير تنفيذ الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب؟ أعلن وزير الخارجية الروسي أن «المعلومات التي تصل الجانب الروسي تشير إلى الالتزام الكامل باتفاقية الجانبين الروسي والتركي حول منطقة منزوعة السلاح في إدلب. والمسؤولية الأكبر في هذا الوقت يتحملها الجانب التركي. المهلة تنتهي في الـ 15 من الشهر الحالي. لكن يومين أو ثلاثة لا تلعب دوراً كبيراً بقدر ما تلعبه «فاعلية» التطبيق والوصول في النهاية إلى منطقة منزوعة السلاح فعلياً».

وفي السياق نفسه، أعلنت الخارجية الروسية، أن موسكو تدقق في معلومات تفيد باكتمال عملية سحب الأسلحة الثقيلة من منطقة منزوعة السلاح في إدلب من قبل المسلحين.

وفي موجز صحافي ذكرت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، بأن وسائل الإعلام التركية أفادت، الثلاثاء، بانتهاء سحب الأسلحة الثقيلة، مضيفة: «نحن ندقق حالياً في هذه المعلومات عبر خبرائنا».

وأكدت المتحدثة أن أكثر من ألف إرهابي غادروا المنطقة المنزوعة السلاح حتى الآن، كما تم سحب نحو 100 قطعة من الآليات العسكرية من هناك.

وفي سياق آخر، أعربت زاخاروفا عن ترحيب موسكو بقرار السلطات السورية منح عفو عام عن الفارين من الجيش، مضيفة أن روسيا ترى في هذا الإجراء «خطوة مهمة جديدة من قبل الحكومة السورية في معالجة آثار النزاع المسلح في البلاد وإعادة الوضع إلى استقراره بشكل مستدام».

كما أعربت زاخاروفا عن ثقة موسكو بأن العفو سيسمح بتهيئة «ظروف مواتية لعودة اللاجئين» أيضاً.

ولدى تطرقها إلى الوضع في شرق الفرات، قالت المتحدثة باسم الوزارة إن هذا الوضع يثير «قلقاً متصاعداً» لدى موسكو. وأوضحت أن الولايات المتحدة تعمل في هذه المنطقة، بالتعاون مع حلفائها من الأكراد، بإقامة إدارة خاصة. وأشارت إلى أن الجهود لإقامة هذه الإدارة التي تنافي الدستور السوري تقود إلى «نتائج غير إيجابية على الإطلاق».

على صعيد متصل، أكدت الخارجية الروسية، أن محاولات منح المدير العام للأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألحق في تحديد هوية المسؤولين عن استخدام المواد السامة، أمراً مدمّراً.

وقال مدير قسم حظر الانتشار والرقابة على الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف، خلال مناظرات سياسية في اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة «نعوّل على أن تقوم الدول التي تتبع سياسة مستقلة على الساحة الدولية، بتقييم جدي لما يحدث في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأن تعارض تنفيذ مثل هذه القرارات البغيضة والمدمّرة لمنظومة الأمم المتحدة بكاملها، في المؤتمر العام المقبل لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية».

وأشار يرماكوف إلى أن روسيا اقترحت أكثر من مرة إنشاء آلية دولية محايدة تحت رعاية مجلس الأمن، من شأنها الاضطلاع بالتحقيق في جميع حالات «الإرهاب الكيميائي» بدون استثناء، مضيفاً أن مبادرات موسكو أصبحت «ضحية للسياسات المتهورة والمغامرة للمعارضين غير المسؤولين للحكومة الشرعية في سورية».

ووافقت الدورة الاستثنائية لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، على اقتراح بريطانيا بتوسيع ولاية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ما يخوّل المنظمة تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيميائية، وصوّتت 82 دولة لصالح مشروع القرار، مقابل 24 دولة عارضته.

وتجري أعمال الدورة الـ89 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي بتاريخ 9-12 أكتوبر الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى