دمشق: «التحالف» استخدم أسلحة محرمة دولياً ضد السوريين.. وموسكو تدعو إلى إجراء تحقيق دولي
وجّهت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية رسالتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول اقتراف «التحالف الدولي» غير الشرعي جريمة جديدة بحق سكان مدينة هجين في محافظة دير الزور، حيث استهدفهم بقنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دولياً ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين.
وقالت الوزارة في رسالتيها: أقدم «التحالف الدولي» غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية على اقتراف جريمة جديدة بحق المدنيين السوريين الأبرياء بعد أن قام طيرانه الحربي يومي الـ 13 و الـ 14 من تشرين الأول 2018 باستهداف المنازل السكنية في مدينة هجين في محافظة دير الدور بقنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دولياً، حيث أسفرت هذه الجريمة النكراء عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.
وأضافت الوزارة: أن استخدام «التحالف الدولي» أسلحة محرمة دولياً ضد الشعب السوري أصبح سلوكاً ممنهجاً ومتعمداً لهذا «التحالف» في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وصكوك حقوق الإنسان حيث تشكل هذه الجريمة حلقة في سلسلة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها بحق الشعب السوري ومنها استمراره بدعم الإرهاب واستخدامه الإرهابيين والميليشيات الانفصالية لتحقيق أغراضه ومخططاته العدوانية التي تستهدف سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية.
وتابعت الوزارة: إن الجمهورية السورية تطالب مجددا مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وإجراء تحقيق دولي بهذه الجرائم وإدانتها والتحرك الفوري لوقفها ومنع تكرارها وإنهاء الوجود العدواني للقوات الأميركية والقوات الأجنبية الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية ومنعها من تنفيذ مخططاتها الرامية إلى تقويض وحدة وسلامة أراضي الجمهورية السورية.
وبينت الوزارة في رسالتيها أن الجمهورية السورية كانت أشارت في رسائلها العديدة السابقة ومنها رسائلها المؤرخة في الـ 6 والـ 17 من آب 2017/ والصادرة بالوثيقتين 684-2017/اس و 717-2017/اس إلى قيام «التحالف الدولي» بالاستخدام الممنهج لقنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دولياً في قصف الأحياء السكنية في محافظات الرقة ودير الزور وحلب والحسكة وطالبت مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم ومنع تكرارها.
من جهته، طالب نائب رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الدوما الروسي يوري شفيتكين بفتح تحقيق أممي يتعلق بقصف طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بحجة محاربة إرهابيي «داعش» في مناطق في ريف دير الزور بأسلحة محرمة دوليا.
وقال شفيتكين لوكالة سبوتنيك الروسية: «يجب على الفور إرسال طلب مناسب إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإجراء تحقيق رسمي حول هذا القصف وإحالة الأمر إلى مجلس الأمن الدولي».
وأضاف شفيتكين: إن «هذا العمل انتهاك صارخ لحقوق مواطني الجمهورية السورية ويجب بحث مثل هذه الأفعال في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومن ثم في الجمعية العامة للأمم المتحدة لأن هذه الأفعال تهدد ضمان الاستقرار والأمن بشكل عام في العالم».
كما أعرب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف عن عزم موسكو طرح مسألة استخدام قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً من قبل تحالف واشنطن في سورية أمام الهيئات الدولية.
ولفت كوساتشوف إلى أن موسكو تنتظر المعطيات الجديدة وستطرح طبعا مسألة التحقيق في ذلك أمام الهيئات الدولية لأنه من المعروف بالطبع أن ما يسمى اصحاب الخوذ البيضاء لن يقوموا بأي تحقيق موضوعي لأنهم لن يحصلوا على أوامر كهذه أبدا.
وأكد كوساتشوف أن استخدام الفوسفور الأبيض محظور بموجب البروتوكول الاضافي الذي اقر عام 1977 لمعاهدة جنيف حول الدفاع عن ضحايا الحرب لعام 1949.
وفي السياق، رفض التحالف الدولي بقيادة واشنطن الكشف عن طبيعة الذخائر التي يستخدمها في ضرب سورية، ومع ذلك ادعى متحدث باسم البنتاغون لوكالة نوفوستي الروسية، بأن هذه الذخائر تخضع للمعايير الدولية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن «التحالف لن يناقش علناً استخدام أنواع محددة من الأسلحة والذخيرة في العمليات الجارية» في سورية.
وقال المصدر: «ومع ذلك فإن أي سلاح متاح للولايات المتحدة يتم تقييمه من وجهة نظر قانونية.. لمدى امتثاله لقواعد الحرب».
وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الائتلاف الأميركي ذخائر محظورة في سورية، حيث أفاد المركز الروسي للمصالحة في سورية مطلع سبتمبر الماضي، بأن طائرتين أميركيتين من طراز «إف-15» ضربتا بلدة هجين بالقذائف الفوسفورية المحظورة دولياً ما أدى إلى اشتعال حرائق واسعة في البلدة، فيما ادعى البنتاغون بأنه لا يمتلك أي ذخيرة من الفسفور الأبيض في الخدمة.
وتعتبر قنابل الفسفور أسلحة دمار شامل واستخدامها محظور بموجب البروتوكول الملحق باتفاقية جنيف لعام 1949.
استخدام هذه الذخيرة يؤدي إلى اندلاع الحرائق، التي تولد الغازات السامة، مما يمثل عامل ضرر إضافياً حتى على المدنيين في مناطق بعيدة عن أماكن سقوطها.
على صعيد آخر، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن سورية بدأت تتعافى من الأزمة التي مرّت بها داعياً إلى بذل الجهود لإعادة الإعمار فيها من جديد.
وحذر السيسي في حوار مع صحيفة الشاهد الكويتية من مغبة قيام جهات استخباراتية تابعة لأنظمة إقليمية ودولية تريد الدمار في المنطقة بإعادة استخدام الإرهابيين الموجودين في سورية في مناطق أخرى ولا سيما أن هناك أعداداً كبيرة من هؤلاء جرى استقدامهم من جميع دول العالم في محاولة تدمير سورية.
وأشار السيسي إلى أن الفوضى الناجمة عما يسمى «الربيع العربي» والتي قادتها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية خلفت الدمار والخراب في العديد من الدول العربية، مشدداً على أنه لن يكون هناك أي دور لهؤلاء في مستقبل مصر.
ميدانياً، تابعت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة اقتحام المزيد من الجروف الصخرية المحيطة بتلول الصفا في عمق بادية السويداء الشرقية وسيطرت على مساحات ونقاط جديدة ضمنها مضيقة الخناق على إرهابيي «داعش» المتحصنين فيها.
وذكر مصدر مطلع في السويداء أن وحدات الجيش مدعومة بالقوات الرديفة خاضت خلال تقدمها على اتجاه قبر الشيخ حسين على الجانب الغربي من تلول الصفا اشتباكات عنيفة مع إرهابيي «داعش» المتحصنين بين الصخور، مستغلين تكويناتها البازلتية المعقدة المليئة بالمغاور والكهوف والتشققات للاختباء والقنص وأردت أعداداً منهم قتلى ومصابين بينهم قناصون وسط حالات من الانهيارات والفرار في صفوفهم نحو عمق المنطقة.
وعززت وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة انتشارها في عمق الجروف الصخرية على تخوم تلول الصفا في عمق بادية السويداء الشرقية مع قصفها محاور تحرك وتمركز إرهابيي التنظيم التكفيري بين الصخور التي يتخذونها مخابئ وتحصينات طبيعية للتواري والقنص عبر رمايات مدفعية وجوية مركزة أسفرت عن تدمير نقاط تحصين وأوكار وأسلحة وذخائر لهم مع القضاء على أعداد منهم.