انتكاسة في المية ومية توقع قتيلين وجريحاً ومساع فلسطينية لثبيت وقف النار
تجدّدت الاشتباكات في مخيم المية ومية قبل ظهر أمس بين حركتي «فتح» و»أنصار الله» وسُمعت أصوات القذائف والرصاص في أرجاء مدينة صيدا، وذلك بعد هدوء حذر شهده المخيم منذ ساعات الصباح.
وأدت هذه الانتكاسة إلى مقتل العنصرين في «فتح»: أحمد منصور ومحمد عيسى، كما أفيد عن أصابة الشيخ إبراهيم سلامة وهو مندوب حركة «حماس» في اللجنة الشعبية داخل المخيم، أثناء مساعيه لوقف إطلاق النار.
وتواصلت الاتصالات بين القوى الفلسطينية واللبنانية من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وتهدئة الوضع، في وقت شلت الاشتباكات الحركة في مدينة صيدا، لا سيما، الطرق الرئيسية المواجهة للمخيم فيما أُقفلت المدارس المجاورة أبوابها.
وفي وقت لاحق، أعلن قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب بعد اجتماع عُقد في ثُكنة محمد زغيب العسكرية أنه «تمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار في مخيم المية ومية الذي يشهد حالياً هدوءاً وكذلك الاتفاق على سحب المسلحين من الشوارع من أجل طمأنة الأهالي وعودتهم إلى المخيم».
وأشار إلى أنه «أعطى تعليماته لقوات الأمن الوطني الفلسطيني بوقف تام لإطلاق النار من أجل تطبيق الاتفاقية التي تم التوصل اليها ليل أول من أمس، مع حركة أنصار الله وبرعاية حركة حماس»، مؤكداً «الحرص على أمن المخيمات وضرورة تعاون الجميع لحماية شعبنا».
وعقدت القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة في منطقة صيدا اجتماعاً في منزل أمين سر حركة «فتح» العميد ماهر شبايطة في مخيم عين الحلوة، تمّ التوصل خلاله إلى اتفاق على تشكيل وفد من القيادة السياسية لمنطقة صيدا ومباشرة جولة في المية ومية لتثبيت وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، تواصلت المواقف المستنكرة للاشتباكات بين الفلسطينيين، واعتبر عضو «كتلة التحرير والتنمية» النائب علي عسيران في تصريح «أنّ القيادات الفلسطينية ممن تحمل لواء الدفاع عن شعبنا الفلسطيني، أضاعت القضية الفلسطينية بخلافاتها التي لا تصل إلاّ إلى دمار البشر والحجر».
وأسف لما يشهده مخيم المية ومية، سائلاً «لمصلحة من ما يجري على ارضه، سوى لخدمة الصهاينة الذين يريدون القضاء على القضية الفلسطينية». وأكد «أنّ الحل الوحيد، هو دخول الجيش اللبناني إلى مخيم المية ومية ليتمركز في داخله ومحيطه ليضع حداً لهذه الاشتباكات، وهذه الخلافات بين الأطراف الفلسطينية المتقاتلة ويبسط الأمن في المخيم، ويمنع انفلات الأمور نحو الأسوأ».
بدوره، رأى «تجمّع العلماء المسلمين» أنّ «من المعيب أن يقوم بعض الفلسطينيين في مخيم المية ومية بالاشتباك داخل الأحياء السكنية مع ما في ذلك من تعريض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر وترويع الأطفال وتهجير الأهالي في الوقت الذي يقوم به الفلسطينيون وفي اليوم نفسه في الأراضي الفلسطينية بمواجهات عنيفة يسقط فيها شهداء أبطال وهم يواجهون بالصدور العارية آلة القتل الصهيونية».
واعتبر أنّ «كلّ اقتتال داخلي خاصة بين الفلسطينيين هو خدمة مجانية للعدو الصهيوني وهدر للإمكانات في الساحة الخطأ ومساهمة من حيث يدرون أو لا يدرون في تمرير صفقة القرن، فبدلاً من أن تتجلى الوحدة الفلسطينية بشكل كامل بين الفلسطينيين وتعقد اجتماعات للتخطيط للمواجهة وإسقاط هذا المشروع الهادف لتصفية القضية الفلسطينية، نرى فصائل يتقاتلون بلا مبرّر، ولو دققنا لوجدنا أصابع مخابراتية تحرك من وراء الستار هكذا فتنة».
ودعا التجمع إلى «الوقف الفوري لإطلاق النار في مخيم المية ومية وتسليم الفاعلين والمتسببين للقضاء اللبناني ووضع خطط مستقبلية لعدم العودة إلى مثل هكذا اشتباكات».
ورأى الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد أنّ «احتدام المعارك بين التنظيمات الفلسطينية في مخيم المية ومية هو نتيجة لزيارات متكررة قامت بها بعثة عسكرية أميركية للمخيم، وتأتي في إطار أجندة صفقة القرن»، داعياً «هذه التنظيمات إلى قراءة جيدة لما حصل لأنّ تداعياته ستكون خطيرة إذا ما استمر الصراع العسكري وعليهم التصدي للمشاريع الأميركية الصهيونية، التي تهدف إلى اتساع رقعة الصراع العسكري وتوريط قوى عسكرية وأمنية لبنانية تمهيداً لمشروع التوطين، أحد أهم بنود صفقة القرن».