أهالي عرنة يصدّون هجوماً غادراً لـ«النصرة» جنبلاط يبرّر الاعتداء وأرسلان مع المقاومة
في تطور أمني خطير، هو ليس الأول من نوعه، لكنه جاء في توقيت يحمل أبعاداً أمنية شديدة الخطورة على لبنان، لا سيما مزارع شبعا التي كثرت المعلومات عن تغلغل إرهابيين في صفوف النازحين فيها تابعين لـ«جبهة النصرة» ومتفرّعاتها، ومعلومات عن تحضير «النصرة» لغزوة للمنطقة انطلاقاً من بلدة بيت جن السورية، شهدت بلدة عرنة التي يقطنها سوريون من طائفة الموحدين الدروز، والمحاذية لبلدة شبعا لجهة جبل الشيخ، معارك وُصفت بالضارية ليل أول من أمس، أثناء صدّ أهالي البلدة هجوماً لعناصر من «جبهة النصرة» انطلاقاً من بلدة «بيت جن» المجاورة. وأسفرت المعركة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين فيما يستمرّ التوتر مسيطراً على المنطقة.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أمس أنّ الاشتباكات اندلعت بعد هجوم نفذته «جبهة النصرة» على منطقة بيت تيما، فيما أفادت المعلومات أنه سقط 25 شهيداً من مقاتلي عرنة، و 12 جريحاً من «النصرة» نقلوا إلى لبنان عبر مسالك جبل الشيخ الوعرة على محور شبعا للمعالجة في حين ذكرت معلومات أخرى، أنّ الجيش اللبناني منع عند محور شبعا فجر أمس دخول 11 جريحاً سورياً كانت عناصر سورية تحاول إدخالهم إلى المستشفيات اللبنانية عبر مرتفعات جبل الشيخ، وذلك انطلاقاً من بلدة بيت جن السورية، ما اضطر هؤلاء إلى العودة بهم باتجاه الأراضي السورية عند المقلب الشرقي لجبل الشيخ.
يذكر أنّ لبنان أخذ قراراً بمنع دخول سوريين نازحين جدد أو جرحى إلى الأراضي اللبنانية وخصوصاً عبر المعابر غير الشرعية.
ولاحقاً ذكرت مصادر من المقلب الآخر لجبل الشيخ أنّ عدد الشهداء من أبناء الطائفة الدرزية على محور عروة – بيت جن ارتفع إلى 35 قتيلاً بينهم أكثر من 15 مقاتلاً من أبناء مرتفعات الجولان السورية ومن بلدة مجدل شمس تحديداً ويقيمون في سورية منذ مدة طويلة.
جنبلاط
وفيما بدا تبريراً لهجوم «النصرة»، حذر النائب وليد جنبلاط من استخدام الدروز لمواجهة ما سماه «الثورة». وقال في تغريدات على «تويتر»: «لقد سبق ونبّهت إلى مخاطر التورّط مع النظام السوري»، مضيفاً: «آن الأوان للمصالحة مع المحيط والوقوف على الحياد».
أرسلان
وأسف رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان «للأحداث الدامية التي طاولت المقلب الشرقي في جبل الشيخ، حيث تعرّضت القرى الدرزية لحرب غادرة من حماة الإرهاب وحاملي مشروع تفتيت المنطقة».
وأضاف ارسلان في بيان: «لقد كنا على صواب عندما قلنا إنّ هذا المشروع لا يستهدف النظام السوري فحسب، بل هو مولج بضرب البنى الاجتماعية والمذهبية المتماسكة لمكونات الشعب السوري، وهي ليست معركة سياسية بل معركة سيادة للباطل على الحق وللإرهاب على الاستقرار وللموت على الحياة وللحقد والكراهية على المحبة».
وتابع أرسلان: «يدفع الدروز في سورية اليوم ثمناً لممانعتهم ووقوفهم إلى جانب سورية ومؤسّساتها، ويدفعون ضريبة الدماء في سبيل الحفاظ على كرامتهم وأعراضهم ووجودهم، وهذا في صلب عقيدتهم وإيمانهم بأنّ «الباطل جولة والحق وحده دولة». وأكد «أنّ ما يحدث اليوم في جبل الشيخ يزيدنا تمسكاً بثوابتنا وينفح في قلوبنا الإصرار على تبني مشروع المقاومة جملة وتفصيلاً ولا عودة عن إيماننا بانتصارنا في المحصلة النهائية».
وخاطب أرسلان أهل جبل الشيخ قائلاً: «يا مشايخ الموحدين ويا شيبهم وشبابهم، سلمت أرواحكم من كلّ أذى وسلمت بنادقكم المقاومة، وهي في أيديكم بيارق الكرامة والعزة والعنفوان، وسنكون إلى جانبكم قلباً وروحاً لأنه واجب أن نؤازر أهلنا في كلّ استحقاق، ولأنه واجب أن نؤازركم كمواطنين سوريين تموتون لدفع البلاء عن سورية الموحدة أولاً وعن أنفسكم ثانياً. ولمن استشهد الرحمة والمثوى الآمن ولأهلنا الصبر والسلوان وللجرحى الشفاء العاجل».
الغريب
واستنكر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نصر الدين الغريب أحداث جبل الشيخ في الجانب السوري، واصفاً ما يجري هناك بـ«العمل الإجرامي»، وحيا «الشهداء من بني معروف الذين يكتبون تاريخ الطائفة الكريمة بالدم كما كان أسلافهم». وقال: «ألف تحية للشهداء منكم ومن الجيش العربي السوري البطل الذي بقي وحيداً مع أولئك المقاومين الأشاوس في سورية ولبنان في وجه إسرائيل العدو الغاشم. فلكم الشرف الرفيع بصدّكم أؤلئك الطغاة والأدوات الذين ارتموا في أحضان الصهاينة ضدّ أمتهم».