رئيس الجمهورية تابع تطوّرات تشكيل الحكومة: التركيز على الأخبار السيئة والشائعات يزعزع الثقة بالمصارف
أشاد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالعلاقات «الأخوية الطيبة» التي تربط الكويت بلبنان، لافتاً إلى وجود تطلع مشترك بين الدولتين الشقيقتين «للرقي بمستوى التعاون الثنائي بينهما الى مجالات أرحب لما فيه خير ومصلحة البلدين الشقيقين».
مواقف أمير الكويت جاءت في رسالة خطية وجّهها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد فيها تلبية الدعوة للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة التي سوف تعقد في بيروت في 19 و 20 كانون الثاني 2019. وأشاد الشيخ صباح «باستضافة لبنان لهذه القمة المهمة وعقدها في ظل الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها امتنا العربية والتي تستدعي وحدة الصف وتعزيز روح التضامن والعمل العربي المشترك لاسيما في جوانبه الاقتصادية والتجارية والتنموية، والارتقاء به الى آفاق أرحب خدمة لأوطاننا وشعوبنا العربية، آملين ومتطلعين الى ان تكلل اعمال هذه القمة بالتوفيق والنجاح وتحقيق اهدافها المنشودة والمرجوة».
وتمنى أمير الكويت للرئيس عون في ختام رسالته موفور الصحة والعافية، وللبنان وشعبه المزيد من التقدم والازدهار .
إلى ذلك، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطورات السياسية المرتبطة بتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء الاتصالات التي تمّت خلال الساعات الماضية بهدف تذليل العقد أمام ولادة الحكومة. وكانت للرئيس عون لقاءات سياسية وإنمائية وتربوية.
سياسياً، استقبل الرئيس عون، النائبين ماريو عون وروجيه عازار وأجرى معهما جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة. كما تطرّق البحث إلى حاجات منطقتي كسروان والشوف ومنها وضع مياه البيرة وإنشاء مكتب للأحوال الشخصية في الشوف.
واستقبل الرئيس عون وفداً من جامعة سيدة اللويزة برئاسة الاب بيار نجم ضمّ رئيس وأعضاء مجلس الأمناء ونواب الرئيس وعمداء الكليات، الذين شكروا رئيس الجمهورية على الزيارة التي قام بها الى الجامعة في 8 أيلول الماضي لمناسبة ذكرى تأسيسها.
وشدّد على أن «الشباب هم الجيل الآتي الذين سيتولّون المسؤولية التي نحملها اليوم. من هنا، يجب القيام بنوع من التحضير الوطني للشباب يتلازم مع التحصيل العلمي وتنمية الحس النقدي، وقد لاحظنا عزوفهم عن الدخول الى الحياة العامة ورغبتهم في الهجرة، فتغيب الفئة المميّزة ويتراجع الأداء في الإدارة السياسية وغيرها… وعلينا أن نجد وسيلة تعيد إليهم الرغبة في المشاركة في الحياة العامة، وليكتسبوا ثقافة إضافية في هذا المجال».
وأضاف الرئيس عون: «كنت طرحت في العام 2014 إقامة صالة محاضرات يعتاد من خلالها الشباب النقاش بهدوء ووفق القواعد الجامعية، فيتعرّفوا إلى أفكار بعضهم البعض ويتشجّعوا لاتخاذ خيارات عقلانية بعيدة عن العقلية التي لا تزال سائدة والقائمة في بعض منها على الإقطاع، بمعنى أن يلتزم الشاب بقرار أهله أو بيئته في أي شأن ومنها التأييد لشخص معين لزمن طويل، وهو أمر لا يجوز لأن على الشباب أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم وفقاً لقناعاتهم، ويجب الابتعاد عن العقلية الثابتة في هذا الخصوص لأن كل ثابت ميت».
وتابع رئيس الجمهورية: «لا يمكن الاعتماد على امور معيّنة لإيصال فكرة سياسية، فالشائعات حالياً تغزو الاعلام والمجتمع، وهي هدّامة وتضرب بالعمق المجتمعات والثقة بين الشعب والمسؤولين والادارة، فنجد أنفسنا أمام ازمات لا سبب لها. فالاقتصاد مثلاً يمر في أزمة وهو أمر معروف، الا أن الحديث انتقل الى تخفيض قيمة الليرة والانهيار المالي… وهي شائعات من شأنها زعزعة الثقة بالمصارف، وقد اضطررنا إلى التدخل من اجل وضع الأمور في نصابها وطمأنة اللبنانيين، لأن من غير الجائز أن يتم التركيز على الاخبار السيئة من اجل خلق انكماش في المجتمع وتخفيف الدورة الاقتصادية فتنشأ الأزمة.»